المالكي ليس أكثر سوءا من الذين حكموا … فلماذا التركيز عليه فقط؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 28/12/2015 م …

من البديهي  والمتعارف عليه عندما نوجه نقدا او نهاجم حكومة  لتقصيرها او ارتكابها خطا  جسيما  او مهما كان حجم الخطا حتى لو كان  بسيطا  او كارثيا  بحجم الذ ي حصل في الموصل والرمادي علينا ان لانركز على  مسؤول دون سواه لان الجميع  يشارك في الخلل او الخطا او الحدث الكارثي  الذي نتحدث عنه وكل وزير او مسؤول  بالحكومة  له صلة بالحدث يتحمل المسؤولية بقدر موقعه وسلطاته حسب التسلسل الوظيفي والمسؤولية الملقاة على عاتقه.

 كما يجب علينا ان لانغض الطرف عن كتلة   سواء كانت تابعة  ل”معممين   عمائمهم  بيضاء او سوداء او مزركشة او افندية او كاكويين  متشرولين ” او تجمع او فئة مشاركة في الحكومة  منذ عام 2003   ونركز على طرف او شخص  بعينه مثلما يحصل الان حيث  تنفرد فضائية  البغدادية وهي فضائية تحوم الشكوك  حول  مصادر دعمها المالي وتمويلها  شانها بذلك شان الكثير من الفضائيات الموجودة على الساحة  العربية التي تغص ب” المتسكعين” عند ابواب الدول والسفارات عربية كانت او اجنبية حيث تغذي اجهزة  الاستخبارات فيها هذا الكم الاعلامي الهائل من الفضائيات الناطقة بالعربية وغيرها من اللغات   لكن معظمهما  ينفذ اجندات خارجية. ويقوم بعمل اعلامي مدفوع الثمن  وها نحن نلمس حصيلة هذا الوجود الاعلامي  في منطقتنا ” حربا وتدميرا وقتلا واستباحة ” باسم الاسلام زورا او اشاعة الديمقراطية  على ” الطريقة الامريكية.

الحكومات   المتعاقبة في العراق منذ ان  غادر ” بريمر” سيئ الصيت وحتى الان بكل تلاوينها وبجميع المشاركين فيها مسؤولة مسؤولية  تكافلية عن كل الذي حصل ويحصل في البلاد منذ الغزو والاحتلال وحتى الان  وهي مسؤولة  عن الاموال التي تنهب وعن الفساد الاداري والمالي وعن الدماء التي تهدر سواء عبر المفخخات او الكواتم او العبوات اللاصقة  او من خلال الحرب الحالية  التي تدور رحاها في مناطق العراق  التي اعقبت غزو  التكفيرين والارهابيين     لعدد من المحافظات “.

ويشمل ذلك  كل  من يدعي تمثيل ” العرب والكرد والتركمان”  في الحكومة تحت مسمى اطياف الشعب العراقي التي تطرق لها ” الدستور المسخ” الذي ارتضى به هؤلاء وهم يسيرون على ما ورد فيه من ” مطبات خطيرة” اوصلت العراق الى ماهو عليه الان وبرزت   بسببه التسميات الكريهة ذات النهج الطائفي المقيت والمحاصصات  التي ما كان يعرفها  العراقيون الا بفضل هذه العينات التي تحكم البلاد ” حكومة وبرلمانا ورئاسة”  محاصصات  لم يبق امام  من يمارسها في السلطة  الا تقاسم  مكبات ” النفايات” في  الشوارع.

التركيز بات ينصب على ” شخص واحد” هو المالكي ولن يمر يوم الا ونسمع بهذا الاسم الذي  يتردد انا لست من مؤيديه ولست من المغرمين بسياسته  او من مريديه  لانه واحد من هذه “  الزمرة ” التي ابتلى بها العراق  وهو  لايختلف عن  رؤساء الحكومات الاخرين الذين حكموا العراق ضمن طواقم  تتبادل الادوار والمناصب  لاكثر من عقد من السنين دون ان تقدم شيئا  هي ذات الطواقم التي تنهب وتسرق وتعبث وقد استخفت بالشعب وبمطالبه المشروعة .

 المالكي ليس وحده من ينفرد  بالمسؤولية  عن الكوارث التي تواجه العراق والحروب المتواصلة خاصة فيما يتعلق بالموصل واحتلالها وكذلك الانبار وغيرها من المحافظات التي تعرضت للارهاب.

الموصل التي مضى على احتلالها اكثر من عام  يتحمل  مسؤولية الكارثة  فيها ” الحكومة بكاملها”  التي كان يراسها المالكي  ” عسكريين ومدنيين”   كما يتحمل المسؤولية ايضا رئيس اقليم شمال العراق “  بارزاني ” الذي ورد اسمه في ملف التحقيق حول عملية اجتياحها من قبل ” داعش الارهابي” مثلما يتحمل المسؤولية كافة المسؤولين في المحافظة نفسها  سواء كانوا عسكريين او  سياسيين او امنيين وفي  المقدمة قائد القوات والمسؤول عنها بالمحافظة فضلا عن  المحافظ ومجلس المحافظة كل وفق حجم مسؤوليته والمسؤوليات المناطة به  اما ان  نتحدث  عن حصر المسؤولية بشخص واحد دون سواه فان في ذلك شيئ من عدم الموضوعية .

صحيح ان المالكي يتحمل المسؤولية الاكبر في  ضياع  الموصل  واحتلالها من قبل ” داعش”  لانه  كان اكبر مسؤول في الحكومة لكن وزراء الامن والداخلية والدفاع  والقيادات العسكرية في الموصل ” شرطة وامن وجيش” تتحمل هي الاخرى المسؤولية.

الانبار كما هو معروف جرى احتلالها في عهد العبادي رئيس الحكومة الحالي وطاقمه ” لكننا لم نلمس ذات الهمة والهجوم عليه او تحميله مسؤولية” الخيانة العظمى” كما يتم التعامل مع المالكي وطاقمه بخصوص  احتلال الموصل كما ان  بارزاني هو الاخر لم يتم التطرق له  او انتقاد مواقفه ” الخيانية” ومنها  الى جانب التهم  الموجهه له في  مسؤولية احتلال الموصل كما اشيع في التقرير الذي  وضعوه على الرف  بيع النفط العراقي  و سرقته وصرف النظر عن تهربيه  الى  الخارج عبر  بوابة زاخو  في شمال العراق بعد ان اوصدت الضربات الجوية الروسية الابواب الاخرى والممرات التي يهرب منها  داعش “نفط العراق وسورية” الذي يسرقه وييعه في تركية بعلم من بارزاني وطاقم حكومة اقليمه”.

هل هناك خيانة  تستحق الادانة وهناك خيانة ” على الخفيف ” نصف ردن” ؟؟

التركيز من قبل البغدادية على شخص واحد في سلطة تمتد جذورها ” العفنة” الى اول يوم   تسلمت فيه السلطة من بريمر”  دون سواه يجعلنا نضع اكثر من علامة استفهام  فالجعفري ليس افضل من المالكي  وفي عهد حكومته شهد العراق المصائب  والمالكي هو الاخر ليس افضل من علاوي  والجعفري وعلاوي ليس افضل من المالكي  او العبادي   كلهم  يشاركون في ” سلطة اقل ما  يقال عنها ” انها لاتمتلك حسا وطنيا ورجولة او شجاعة لمواجهات التحديات التي  تواجه العراق وشعبه    سلطة  تكذب  على  المواطن  وجلبت له الكوارث وباتت مرفوضة من   قبله  وبالجملة.

الاعلام  الصادق  والوطني من واجبه ان يضع هؤلاء جميعا في “  سلة واحدة” وان لايركز على شخص دون سواه  لانهم جميعا يتحملون  مسؤولية فيما وصل اليه العراق اليوم ؟؟

 مثلما  نعتقد ان اي سبق صحافي نعرضه للمشاهد  يعد مشروعا  ومباحا للبغدادية او غيرها  من فضائيات او وسائل  اعلام  اخرى عندما تحصل على  خبر او وثيقة او ” معلومة موثقة” من مطبخ السلطة لكن الامر المثير للتساؤل  هو  عندما يتحول ا الامر  الى “  التنصت  ” على المكالمات الهاتفية بين المسؤولين وهو ما اوردته البغدادية  من معلومات  في احدى المرات عن الحوار بين قادة عسكريين في الموصل ونظراء لهم في بغداد  اثناء وقبل  احتلالها  من ” داعش”  ان هذا لايدخل  في اطار ” السبق الصحافي” بل هو اقرب الى عملية ” التجسس” التي يحق ان تقام بشانها الدعاوى القضائية.

 وعلى حد علمنا ان البغدادية لاتمتلك مثل تلك الامكانات والقدرات  التي  تمكنها  من ذلك ان لم تكن هناك جهة “    مخابراتية تابعة لدولة او دول قامت بهذه المهمة وسلمتها الى ” من تطلق  على  نفسها ” صوت العراقيين هذا الصوت الذي برز فجاة  وتصدر المشهد الاعلامي العراقي واستمر دون ان يمسه احد   لسببين اولهما طرحها قضايا تمس  حياة العراقيين وتتناول شكاواهم التي غاب عنها الاعلام الرسمي بل وتجاهلها   عن  قصد وهذه حقيقة لايمكن تجاهلها  او التغاضي عنها  خاصة وان ساسة الصدفة انفسهم يفضح بعضهم بعضا وباتوا اشبه بالعراة  امام العالم  والسبب الثاني هو وجود ” اعلام رسمي مهزوم بالضربة القاضية” يتسيد على راسه اميون وجهلة وطلاب جاه  ومنصب اسوة بحكام البلاد الذين اتى بهم المحتل  .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.