تدريب عسكريّ إسرائيليّ واسع النطاق تحسبًا لهجومٍ من حزب الله
كتب زهير أندراوس ( الثلاثاء ) 29/12/2015 م …
*مُحلل يؤكّد أنّ خطر اندلاع المُواجهة الكبيرة بات وشيكًا وعلى صنّاع القرار بتل أبيب اتخاذ القرار الهجوميّ…
على الرغم من أنّ أركان الدولة العبريّة مُستمرّون في المحافظة على الصمت المُدّوي منذ اغتيال المُقاوم، البطل الشهيد سمير القنطار في حيّ جرمانا في العاصمة السوريّة دمشق، إلّا أنّ الوقائع على الأرض، كما تُفيد وسائل الإعلام الإسرائيليّة اليوم الثلاثاء، تبدو مغايرة جدًا للثقة الإسرائيليّة. فالمنطقة الشماليّة في جيش الاحتلال ما زالت في حالة تأهّب عاليةٍ جدًا منذ جريمة الاغتيال، التي لم تُعلن إسرائيل حتى اللحظة مسؤوليتها عن تنفيذها، علاوة على ذلك، تُشير وسائل الإعلام إلى قيام الجيش الإسرائيليّ بدفع قوات وعتاد وعديد إلى الجبهة الشماليّة، أيْ الحدود مع كلٍّ من لبنان وسوريّة، وهذه التعزيزات تدخل في إطار الردّ المتوقّع من حزب الله على جريمة اغتيال القنطار.
وذكرت وسائل الإعلام العبريّة بأنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستبدأ اليوم الثلاثاء تدريبًا عسكريًّا يشمل مدن حولون واللد ومطار بن غوريون الدوليّ (مطار اللد)، وغفعات شاؤول ونوعريم ومستوطنة مودعين. وتابعت وسائل الإعلام، نقلاً عن المصادر الأمنيّة والعسكريّة عينها، تابعت قائلةً إنّه في ساعات المساء من اليوم الثلاثاء سيبدأ تدريب آخر قرب كيبوتس افيتان وسينتهي التدريب يوم الأربعاء وخلال التدريب سيلحظ حركة نشطة لآليات الجيش الإسرائيليّ العسكرية، على حدّ قول المصادر.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّه صباح يوم أوّل من أمس، الأحد، استدعى الجيش الإسرائيليّ جنود وضباط من جيش الاحتياط للمشاركة في التدريب العسكري شمال الدولة العبريّة. وأعلن الناطق الرسميّ بلسان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال موطي إلماز عن بدء تدريب عسكري مساء يوم السبت لافتًا إلى أنّه ينتهي يوم غدٍ الأربعاء المقبل 30 كانون الأوّل (ديسمبر) الجاري، أيْ يوم غدٍ الأربعاء، في منطقة حيفا، مُشدّدًا على أنّه سيُشارك في التدريب قوات الجبهة الداخلية والسلطات المحلية وسيلاحظ حركة نشطة للآليات العسكرية وسيتم استخدام قنابل دخانية خلال التدريب.
وأضاف الناطق باسم جيش الاحتلال أنّ التدريب المذكور قد خطط له مسبقًا كجزء من خطة التدريبات العسكرية لعام 2015 هدفه الحفاظ علي جهوزية القوات الإسرائيليّة. علاوة على ذلك، أشارت المصادر التي وُصفت بأنّها رفيعة في تل أبيب، أشارت إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ اعترف مساء أمس الاثنين بأنّه عزز قواته شمالي الدولة العبريّة خشيةً من تنفيذ تهديدات سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والانتقام لاغتيال إسرائيل المُقاوم الشهيد، سمير القنطار.
على صلةٍ بما سلف، قال تحليل نُشر في موقع (ISRAEL DEFENSE)، الإسرائيليّ، المُتخصص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، قال إنّ الاعتقاد السائد بأنّ العملية المنسوبة لإسرائيل، أيْ اغتيال القنطار، لأنّه كان سيُخرج إلى حيّز التنفيذ عملية فدائيّة كبيرة، لا تتماشى ولا تتماهى مع الوقائع على الأرض. وبرأي المُحلل، فإنّ الحرب في سوريّة يقوم بإدارتها قادة كبار من الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الذي يعملون على أنّهم “مستشارين عسكريين”، وبالنسبة لهم، فإنّ القنطار ليس أكثر من رمز، ليس إلّا، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً، إنّه في المجال العملياتيّ فالقنطار لم يكُن مؤهلاً ومسموحًا له باتخاذ القرارات بشكلٍ مستقلٍ، وبالتالي، إذا قررت إيران، تابع المحلل، أنْ تُنفّذ عملية فدائيّة على الحدود السوريّة ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ، فالقنطار غير ذي صلة بذلك، والمسّ به، أيْ اغتياله، لن يؤثّر سلبًا على الخطط الإيرانيّة، وبناءً على ما تقدّم، جزم المحلل الإسرائيليّ قائلاً إنّ اغتيال سمير القنطار من قبل إسرائيل لا يتعدّى كونه اغتيالاً رمزيًا، من أنْ يكون عملياتيًا، أوْ على الأغلب خطوة لردع كلٍّ من حزب الله وإيران، على حدّ قوله.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ الإيرانيين يعملون بدون كللٍ أوْ مللٍ على تسخين الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل، زاعمًا أنّه يوم الخميس الماضي اكتشف جنود الجيش الإسرائيليّ منطقة مزروعة بالألغام من قبل تنظيم حركة الصابرين.. نصرًا لفلسطين، والذي يعمل بأوامر من إيران وحزب الله، وحتى اللوغو التابع له يُشابه إلى حدٍّ كبيرٍ اللوغو التابع لحزب الله. وزاد قائلاً إنّ المُستجدّات الأخيرة في المنطقة، والتي تُشكّل فرض طوقٍ على إسرائيل من جميع الجبهات بدعمٍ وتخطيطٍ إيرانيين، يُقربون صنّاع القرار في تل أبيب إلى الاقتراب من اتخاذ القرار المصيريّ، على حدّ تعبيره.
ولكنّه استدرك قائلاً، إنّ هذا لا يعني أنّ المُواجهة الشاملة ستندلع غدًا أوْ قريبًا ضدّ حزب الله وإيران، ولكنّ المُستجدّات عينها تؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ الأمور في المنطقة المحيطة بإسرائيل تتجّه نحو التصعيد، التسخين والخطر، وهذا الأمر يُلقي بظلاله السلبيّة على المواطنين الإسرائيليين، وبالتالي، أكّد المُحلل، يتحتّم على إسرائيل أنْ تنتهج سياسة خارجيّة فعالّة وهجوميّة، على حدّ تعبيره. وخلُص المحلل إلى القول إنّه إذا كانت النزاعات في كلٍّ من سوريّة والعراق واليمن لم تمس بالمواطن الإسرائيليّ، فإنّ انتهاء التحقيق ضدّ إيران، والاتفاق النوويّ بين الدول العظمى وطهران، ورفع العقوبات السياسيّة والاقتصاديّة عنها، جميع هذه العوامل، برأي المحلل، تزيد جدًا خطر العنف على جميع الحدود الإسرائيليّة، كما ذكر.
التعليقات مغلقة.