اليمانيون وصمود الدهر!! / أحمد عبدالله الشاوش

 

أحمد عبدالله الشاوش ( اليمن ) الأربعاء 30/12/2015 م …

يبدو أننا معشر اليمانيين ما إن نخرج من أزمة حتى نلج أخرى ، وما أن نتجاوز ” مصيبة” حتى نصطدم بأخرى وكأننا ندفع ضريبة آلاف السنين من الحضارة والتاريخ العظيم الذي جعلناه جسراً ووقوداً فكرياً لتنوير العالم ، رغم حملات التجهيل والتشويه والتشكيك والحقد الدفين في الجاهلية والإسلام ، لاسيما ونحن أول من أسلم بـ ” رسالة” وآوينا ونصرنا رسول الإنسانية الذي أرسل رحمة للعالمين ومتمماً لمكارم الأخلاق، وكنا السهام الأولى في نشر الدعوة الإسلامية وسيوف الله في الفتوحات الربانية وقدمنا ومازلنا قوافل الشهداء ، ويشهد القاصي والداني أن منا العلماء والفقهاء والحكماء والشعراء والأدباء والملوك والأمراء والقادة الصامدين والمرابطين في ساحات المعارك ، وأننا أكثر الأمم وسطية وتشيعاً في آل البيت وصحابة رسول الله والتابعين إلى يوم الدين مهما تغيرت وأثرت صروف الزمان ، لإيماننا العميق وقلوبناً اللينة ، وسيرتنا ” الناصعة ” في عالم يتمادى فيه الأقزام والمنحطون على تاريخ حافل بالسمو ” لم يتم تسويقه من باب الغرور أو الكبرياء وإنما للإنصاف والإحاطة للغافلين.

ورغم تلك السجايا والخصال العظيمة والمواقف النبيلة والصمود الأسطوري عبر المراحل التاريخية ومحاولة تدمير ” الهوية ” اليمنية وضرب النسيج الاجتماعي والمشاريع القذرة لتقطيع أوصال اليمن وتجزأته عبر مجاميع من المرتزقة هنا وهناك ، إلا أننا مازلنا وسنظل الحامي للبيت اليمني والأمة العربية مهما كانت الضريبة من دمائنا وأموالنا وأرواحنا لأن منظومة تلك السجايا سليقة فينا وثقافة خصنا الله بها منذ الخليقة الأولى ، ولذلك حملنا مسؤولية الدفاع عن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في وجه قوى الشر والإلحاد والمتاجرين بالإسلام والأوطان من أبناء جلدتنا وغيرهم .

ورغم المآسي والأحزان والنوائب وشطحات الأحزاب ” الدينية” ومغامرات الأحزاب ” التقدمية” المفلسة التي عرتها مواسم ” التغيير ” ومخاطر العولمة والمشاريع المأزومة و “تناسل” الإرهاب ونظريات التوحش ، إلا أننا معشر اليمانيين سنظل العين ” اليقظة ” والحارس الأمين ، واللسان الناقد ، والعقل المتزن لتصويب الأخطاء ووقف المغامرات وفرملت التجاوزات وتلافي القصور والوقود المحرك للأمة العربية والإسلامية والسباقين للقضاء على الجهل الذي ” عمق” جراحاتنا آملين في النهوض بوطننا والإسهام في بناء الإنسانية لسيادة مبدأ التعايش الإنساني الراقي .

ورغم التآمر الدولي والطابور الخامس انتصر اليمانيون وطردنا الأحباش ، وأخرجنا الفرس ، وهزمنا الأتراك ، وسحقنا الانجليز وأفشلنا المشاريع الصهيونية والأمريكية البشعة، وأذهلنا المرتزقة والعملاء في الداخل والخارج ، وبإرادة صلبة وعزيمة صادقة أفشلنا الربيع ” الصهيوني ، وكبحنا جنون حكام ” قطر ” وأفشلنا مشروع الخلافة ” العثمانية” الزائف ، وكشفنا زيف الإسلام ” السياسي” المُصنع في بريطانيا بنكهة واشنطن ويهودة تل أبيب ، وأسقطنا الخناجر المسمومة لبعض قادة الأحزاب العملاء الذين ناصبوا الرجعية “السعودية ” أمس بالعداء واليوم في أحضانها وفنادقها متشدقين بمؤهلات الدكتوراه !!والألقاب السياسية وربطات العنق الفاخرة والحديث عن خطر القبيلة والدعوة للدولة المدنية ” السراب ضاربين بالمثل والمبادئ عرض الحائط مستعينين برهانات بعض علماء السلطة والتسلط وإعشار المثقفين وإعلاميي الدفع المسبق وإذا بهم جميعاً يعيدون صناعة الفساد والفاسدين تحت شعار التغيير الزائف الذي كان المواطن على أمل مغادرة الفاسدين والانتصار للدولة المدنية الحديثة ، إلا أن بعض المحنطين وتجار الكلمة أعادوا صناعة الأصنام بصورة أقبح وأفظع وتحالفوا مع الشيطان في سبيل التشبث بالسلطة وممارسة التسلط ، بصورة صدمت المجتمع اليمني واستباحة دمه وماله وعرضه وجعلته ” رهينة ” لدول الطغيان ورغم تلك المصائب سقطت مؤامرات الدُمى الفارة والقابعين في فنادق الغرب والشرق, وسقطت أحلامهم تحت نعال اليمانيين الشرفاء وسيسقط لا محالة كل من لا يؤمن بالتعايش في الداخل .

ورغم ذلك الارتهان الحقير أسقط اليمانيون جبروت العدوان السعودي ومرتزقته من بعض المنحرفين اليمنيين وعملاء واشنطن ووضعاء الإمارات من الداخل والخارج طيلة تسعة أشهر ، مثلت قمة الصبر والثبات والصمود المكلل بالنصر وبرهنة على فشل وإفلاس بنك أهداف الرياض ودبي والدوحة واسطنبول وواشنطن بعد الخسائر الفادحة والانتكاسات المتلاحقة لدول العدوان الذي بدأ يغرس وجهه في التراب باحثاً عن مخرج بعد أن بدأت ملامح تصدع البيت السعودي من الداخل والسخط الشعبي في الإمارات ونفاذ صبر المجتمع الدولي الذي عانى من الإرهاب وأشار بالبنان إلى داعمي الإرهاب الدولي .

وأخيرا.. ما نزال وسنظل صامدين بتماسكنا وتعايشنا وتناسي خلافاتنا وأحقادنا وتاريخ اليمن يجسد ذلك التلاحم والوفاق في أكثر من ظرف طارئ ، مهما حاول الطغاة اتباع سياسة فرق تسد ، وما النصر إلا من عند الله ، وإن غداً لناظره قريب.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.