بعد القضاء على زهران علوش وآخرين لا تستهينوا بالدولة السورية وقيادتها… ولا تقللوا من قوة جيشها / معن حميّة

 

معن حميّة * ( الخميس ) 31/12/2015 م …

* مدير الدائرة الإعلامية في الحزب السوري القومي الاجتماعي…

نجاح الجيش السوري في القضاء على الإرهابي زهران علوش مع عدد آخر من الإرهابيين، يؤكد أنّ هذا الجيش يستند في عملياته إلى قاعدة استخبارية تقاطع المعلومات، وترصد الإرهاب وتفكك شيفرة تحركاته، ويمتلك عناصر القوة والقدرة، لضرب أهداف دقيقة في سياق حربه على الإرهاب. ولقد جاء إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، عن توقيت وتفاصيل الضربة الجوية التي نفذها سلاح الجو السوري، وكانت القاضية على علوش وأعوانه، إعلاناً صادماً للإرهاب وداعميه، خصوصاً بعد أن تولت الأذرع الإعلامية للإرهاب التعميم بأنّ الضربة الجوية نفذتها طائرات روسية في محاولة للتعمية على دقة الجيش السوري وكفاءته في تنفيذ ضربات جوية.

شهادة حق، أنّ الجيش السوري يخوض منذ خمس سنوات الحرب ضدّ الإرهاب، على قاعدة اجتثاث هذا الإرهاب بكليته وإلحاق الهزيمة بمشروع داعمي الإرهاب ومموّليه. وفي كلّ يوم يحقق الجيش السوري عمليات ناجحة ومهمّة ترسل أعداداً كبيرة من الإرهابيين إلى الجحيم. أما تركيزه في الآونة الأخيرة للقضاء على علوش ومعاونيه، فليس لأنّ علوش كائناً قد يكون أخطر من كائنات إرهابية أخرى، بل لإفهام مَن هم وراء علوش، الوضيعين، والواضعين تحت أمرته أكثر من أربعين مجموعة إرهابية، ويمدّونه بالمال والسلاح، أنّ الجيش السوري لن يسمح لمَن هم على شاكلة علوش ممّن سفكوا دماء السوريين أن يكونوا جزءاً من مستقبل سورية، تحت عناوين «الاعتدال» وفق منظور عواصم رعاة الإرهاب.

هي عملية نوعية نفّذها الجيش السوري وأفضت إلى القضاء على مجموعة إرهابيين بينهم زهران علوش. عملية تستحق التحليل والدرس والتعمّق والتمعّن، حتى يكتشف الرأي العام، أنّ هذا الجيش السوري قويّ وقادر ويتحكم بمسار المعركة ضدّ الإرهاب، وهو يواجه إرهاباً متعدّد الجنسيات، إرهاباً ترعاه وتدعمه أكثر من ثمانين دولة، لذا يستحق الجيش السوري أن يتوّج على رأس قائمة الجيوش القوية. وأن تخصّص وسائل الإعلام مساحات واسعة للحديث عن إنجازاته، فسنوات الحرب القاسية على سورية لم تنهكه، وهو في اللحظات المفصلية، يضرب أهدافاً تصيب مقتلاً لمشاريع الدول التي توظف الإرهاب وتستثمر في الإرهاب.

قتل مجموعة إرهابيين بينهم زهران علوش، إنجاز نوعي يحققه الجيش السوري، ولهذا الإنجاز يجب أن تخصّص مساحات واسعة في التغطيات الإعلامية، وليس الحديث عن سطوة علوش من خلال التركيز على نجاحه في توحيد العديد من المجموعات الإرهابية تحت مسمّى «جيش الإسلام»، في حين أنّ زهران علوش ليس حالة مختلفة بالمهارات الإرهابية عن غيرها في منظومة الإرهاب والتطرف، بل هو الإرهابي الذي وقعت عليه القرعة لأن يتصدّر تشكيلاً إرهابياً تحت مسمّى «جيش الإسلام». ولو أنّ القرعة التي أجرتها الدول الداعمة للإرهاب وقعت على غيره من الإرهابيين لكان له دور علوش نفسه… فكلّ الإرهابيين من فصيلة واحدة يدينون بغريزة الإرهاب والتطرّف وجلّهم من المجرمين وأصحاب السوابق.

معادلة لا فرق بين هذا وذاك في الإنسانية، تنطبق على الإنسان الذي يدرك بالعقل فيميّز بين الحق والباطل، وبين الخير والشرّ، لكنها لا تسري على الذين اتخذوا الإرهاب إلهاً لهم، يأمرهم بقتل الإنسان ومعاداة الإنسانية. فالإرهابي هو نفسه الإرهابي الذي يجزّ الرؤوس ويفقأ العيون ويقتلع القلوب ويحرق الأجساد. وزهران علوش ومَن نفق معه هم من هذه الفصيلة

نصف الحقيقة أنّ الإرهابي زهران علوش هو ذراع سعودية… وكلّ الحقيقة، أنه ذراع أميركية وغربية وتركية و«إسرائيلية» وخليجية، شأنه شأن أيّ متزعّم لمجموعة إرهابية. وإلا كيف توحّدت تحت أمرته أربعون مجموعة إرهابية؟!

وإذا كانت الرياض وضعته ضمن مشهدية أطلقت عليها تسمية «معارضة معتدلة»، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث قدّمته للرأي العام الغربي على أنه شخص معتدل وثائر ضدّ الظلم والاستبعاد، ويقاتل «داعش»، ومنظّر في الديمقراطية ورفاهية الشعوب، بحسب حوار أجرته معه جريدة «ديلي بيست» الأميركية الواسعة الانتشار، ونشرته بتاريخ 15 كانون الأول 2015.

في الحوار المذكور، الذي أعاد موقع ما يسمّى «جيش الإسلام» نشره، حرص الإرهابي علوش على ما يتوافق مع السياسة الأميركية وبما يشبه خطب ودّ العدو الصهيوني، بإحالة السؤال عن العلاقة مع «إسرائيل»، إلى السياسة التي ستنتهجها دولته المزعومة بعد إسقاط الدولة السورية!

ولا بدّ من التذكير أنّ وسائل الإعلام التي هي لسان حال الإرهاب والدول الداعمة له، روّجت أنّ الدولة السورية تقف وراء «داعش»، وحين بدأ الإرهاب يأكل بعضه بعضاً في الغوطة الشرقية، خرجت هذه الوسائل بأكذوبة أنّ الدولة السورية تقف وراء علوش، ليظهر مؤخراً أنّ علوش الذي نُصّب على رأس «جيش الإسلام» الإرهابي بالقرعة، لم يكن سوى كائن مجرم سجن على خلفية سلوكه الإجرامي، وقد أُعدّ كما آخرين من قبل واشنطن وحلفائها للتسلل إلى قلب المشهد السوري بعنوان «الاعتدال».

إذن الجيش السوري قضى في عمليته النوعية، على مجموعة إرهابية بينها زهران علوش، كانت تنفذ تسللاً للمكونات الإرهابية إلى المشهد السوري تحت عناوين «الاعتدال»، وبذلك أحبط الجيش السوري مشروعاً أميركياً ــــ غربياً ــــ تركياً ــــ «إسرائيلياً» ــــ خليجياً، وأحال أدواته فطائس.

الحقيقة، كلّ الحقيقة… لا تستهينوا بالدولة السورية وقيادتها، ولا تقللوا من قوة الجيش السوري وقدرته وبسالته.

ولا تجعلوا من فطائس الإرهاب أساطير

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.