ملامة، أو بشائر ( شعر ) / محمد الحنفي

 

محمد الحنفي* ( المغرب ) السبت 2/1/2016 م …

*مفكر وكاتب يساري مغربي …

يلومونني…

وأرفض لومهم…

وأسعى إلى لوم السالبينا…

قوت شعبي…

وقوت الشعب…

يسلبه المتربصون…

بقوت الشعب…

بكل الكادحينا…

بالعمال…

بالأجراء…

المستغلينا…

لصالحهم…

ولصالح أمراء المال…

ينهبون…

ثروة الشعب…

الآثمون…

في حق مستقبل الشعب…

المهربون…

للمال ينهبون…

ويلومون الشعب…

يلومونني…

حين أرمقهم…

ينهبون المال…

يهربونه…

إلى الأجانب…

يسلمونه…

فلا أكون…

فلا يكون الشعب…

متقدما…

متطورا…

فالمال…

هاجر إلى الأجانب…

ويبقى الشعب…

بدون مال…

بلا هدف…

بلا سعي…

نحو الأمان…

نصنعه…

وبلا كلام نقوله…

بلا عيش نوفره…

بلا أمل ندبره…

بلا وطن نحلم به…

بلا عشق…

لهذا الوطن…

لأن المال أس الأمان…

لأن الأمان أس الحياة…

فلا لوم حين يدعوني…

ولا لوم حين أدعوهم…

لنقوم جميعا…

نبحث…

نسعى إلى أمل…

يؤكد حرصنا…

على حب الوطن…

نبنيه…

يحضننا…

فنرسم أفقه…

فينسينا…

لوم اللائمينا…

ويحضننا…

فنزداد حبا فيك…

يا وطني…

والشعب يزداد حبا…

وأنت الحب كله…

يا وطني…

فلوم اللائمين زائد…

وأنا ألوم اللائمين…

على لومهم لي…

وأنا أفيض عشقا بحبك…

أتأمل الجمال فيك…

جمال العامل حين ينتج…

جمال العامل حين يبني…

جمال المزارع حين يزرع…

جمال الأرض حين تزهر…

جمال الشعب فيك…

حين يمرح…

كل الجمال فيك جميل…

والقبح في ناهبي…

خيرات الشعب منك…

في احتكار أرضك…

في امتلاك كل شيء…

منك يا وطني…

ليبقى الشعب…

محروما من الأرض…

من الحق في كل أرضك…

يا وطني…

ليبقى العامل في المصنع…

وفي المنجم…

والمزارع في كل أرضك…

لا يملك شيئا…

وأنا إن كرهتك…

فأنا غريب الدار…

ولست من الشعب…

وكل المالكين أرضك…

يحتكرون أرضك…

يكرهونك…

لأنك صرت…

ما تساويه…

يا وطني…

صرت مالا يهرب…

إنتاجا يغتصب…

لا نستفيد منه…

غير كره الغاصبينا…

يا وطني…

يجلبون المال غير المشروع…

يشترون أرضك…

وتصير ملكا لهم…

والشعب يحبك…

والعمال يعشقون أرضك…

يا وطني…

ونحن نعشق…

تاريخ نضال شعبك…

حاضره / مستقبله…

فالنضال صنف من العشق…

لا يتوقف…

والنضال طموح بالتغيير…

لصالح الشعب…

لصالح الحق للشعب…

لصالح الأمل فيك…

يا وطني…

تصير للشعب…

ويصير الشعب فيك…

مالك الأرض…

يا وطني…

وتصير البشائر فيك…

لا تتوقف…

وتموت ملامتهم…

يموتون…

لا يهرعون إلى الأرض…

يدافعون عنها…

فالأرض للشعب صارت…

والشعب، لا يملك غير الأرض…

ولا يهاجر…

وهم يصيرون غرباء…

بين الشعب…

والشعب يحاسبهم…

يقاضيهم عن الفعل فيه…

عن فقره…

عن عذاباته…

عن غصب أرضه…

عن الجمع بين الثروة، والسلطة…

عن الإنسان يستعبد…

عن حكمهم المستبد…

عن استغلال عمال المصانع…

عن قهر عمال المزارع…

عن استعباد المزارعين فيك…

يا وطني…

ماذا فعلوا بالمال؟…

هل هربوه؟…

هل جمدوه في العقار؟…

هل استهلكوه؟…

كلا…

فأنت، يا أيها الشعب…

لم تستفد…

وأنت، يا وطني، لم تبن منه…

وهم نهبوا المال…

جوعوا الشعب…

ويلومون كل من خالفهم…

ويسألون عن ملامتهم…

هل أصابتنا؟…

هل أغرقتنا في القهر؟…

هل نالت من الشعب؟…

وبعد أن تصير الأرض…

للشعب…

يغرق الشعب في البشائر…

فيقول كداحه…

لا ملامة بعد اليوم…

لا في السماء…

ولا في الأرض…

ولا بين كداح الشعب…

عمالا / أجراء / كادحين…

رجالا / نساء…

يا وطني…

تلاميذ / طلبة…

في كل مواطن التواجد فيك…

لا توجد إلا البشائر…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.