“من حيفا .. هنا دمشق”- الأمسيّة الحدث، انتشرت أصداؤها من حيفا إلى الشام
الأردن العربي ( الجمعة ) 1/1/2016 م …
برعاية المجلس الملّي الأرثودوكسي الوطني في حيفا، أقام نادي حيفا الثقافي برئاسة المحامي فؤاد مفيد نقارة ، مساء يوم السبت الفائت 2015/12/19، أمسية احتفالية لإشهار وتوقيع كتاب ” من حيفا.. هنا دمشق” للدكتور الكاتب خالد داوود تركي، في قاعة كنيسة ماريوحنا المعمدان، في شارع الفرس – حيفا.
في حدث منقطع النظير وبحضور جمهور غفير من حيفا والمثلث والجليل والجولان نظم نادي حيفا الثقافي حفل إشهار الكتاب القيّم والهامّ الصادر عن دار كل شيء للنشر في حيفا والجدير بالذكر أن صورة الغلاف عبارة عن لوحة للفنان الحيفاوي المبدع عبد عابدي.
وقد حضر الأمسية وفد كبير من الجولان العربي السوري المحتل الذي جاء ليشارك أهل حيفا تحيتهم لدمشق الياسمين. وفي استقبال الوفد الذي دخل القاعة بأصوات تنشد وتصدح بعروبة الشام الوفية لأختها فلسطين انتصب جميع الحضور يشاركونهم اللحظة وقد غمرت البهجة والانفعال والتأثر قلوب الحاضرين.
بدايةً، إفتتحت “جوقة البعث أصوات جليليه” بقيادة المايسترو رحيب حداد من شفاعمرو الأمسية بنشيد موطني وزهرة المدائن ثم قدمت فقرة فنية ملتزمة بأداء مميز وأغان وطنية وأناشيد دينية ميلادية من وحي الميلاد تفاعل معها الجمهور فزادت الجو تأثرا وروحانية وغبطةً.
بعد ذلك اعتلى المنصة رئيس نادي حيفا الثقافي، المحامي فؤاد نقارة، مرحبا بالحضور عامةً وبالوفد الجولاني والشيخ رشاد أبو الهيجا خاصّة ، شاكرا جميع القائمين على نشاطات النادي الثقافي والداعمين له وخصّ بالذكر زميله المحامي حسن عبادي – صاحب فكرة إقامة النادي والأمسيات العكاظيّة الحيفاوية وأشار إلى نشاطات النادي على مدار السنة الأخيرة ودوره الريادي على الساحة الثقافية المحلية وشكر المشاركين من جمهور وأدباء من جنود الحفاظ على ضادنا وأثنى على دور إتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين برئاسة الأستاذ فتحي فوراني وأخيرًا شكر السيد فضل الله مجدلاني لما يقوم به لخدمة النشاطات بتفان وإخلاص ومحبة وعطاء. ثم دعا عضو النادي الكاتبة خلود فوراني سرية لتتولى عرافة الأمسيةً.
بعد الترحيب والتأهيل، استهلت العريفة خلود كلامها عن المحتفى به وكتابه بأسلوب شائق ولبق لا يخلو من الإبداع والجمال اللغوي مما زاد عرافتها براعهً ورونقًا فشدّ أسماع الحاضرين ونال إعجابهم ، وتحدّثت عن خالد الطبيب، الكاتب والاديب، المناضل من أجل العدالة، المشحون بالانسانيّة، يشعر بألم شعبه وغصّات أمته، يعالج المرضى بمبضعه، ويخفف آلام أمته بقلمه فينقل روح فلسطين الوفيّة لعروبتها إلى العالم. تطرّقت العريفة خلود إلى أسلوب خالد المميّز وإستشهاده بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة والشعر العربي ممّا يدل على ثقافته الواسعة وانتمائه الصادق للعروبة ، فهو شيوعيّ الانتماء، كاثوليكي المذهب، ذو ثقافة عربية إسلاميّة.
دعت بعدها المشاركين ليقدموا مداخلاتهم عن الكتاب فكان أولهم الشيخ الجولاني هايل شرف، ممثلا عن الوفد الجولاني، قدم كلمة باسم أهل الجولان الشقيق ، يثني فيها على عمل الدكتور خالد وإصداره الذي يوطد أواصر الصداقة بين حيفا ودمشق مارًا بالجولان .
تلاه الأستاذ راضي كريني ابن كفر ياسيف بمداخلة عن أسلوب د. خالد في الكتابة وبراعته، عنوانها “اللذة في قراءة نصوصه” وتحدّث عن نهجه السياسيّ، رسم مخطّطاته ووضع حبكاته وفقًا لمبادئ حزبه ومتكئًا على درجة ثقافته ووعيه وإحساسه لاجئًا إلى التراث الشعبي والديني والحضارة الحديثة. كذلك تطرّق إلى ترويضه للنص المعلوماتيّ، الارشاديّ والاقناعيّ مستشهدًا باراء وحجج، مستعينًا باللغة الايقاعيّة وبالأمثال والشعر والحكم والآليات والأحاديث.
وكانت المداخلة الأخيرة للمؤرخ الأستاذ اسكندر عمل، تطرق فيها لعلاقة د. خالد في نشأته بعمه الشاعر المناضل داوود تركي (أبو عايدة) وأثرها عليه . ثم تطرق لبعض مضامين الكتاب وثقافة د. خالد الواسعة وفي توظيف آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والأشعار في كتاباته، وأشار إلى مقالة خالد الاسبوعيّة صباح كل خميس من على صفحات الاتحاد ذات طابع خاص ومُمَيّز وأشار الى الاختلاف في الأسلوب بأصداراته الثلاثة.
نهاية قدم الدكتور خالد كلمته المؤثّرة ، وبدا منفعلًا، متمنيا أن يكون أهلا لثقتنا واحتفائنا به وتحدث عن صيرورة كتابته لهذا الكتاب الهام مشيرًا الى الوضع الذي يعيشه الإخوة السوريون والأزمة التي تمر بها سوريا الأبيّة وبعث تحيّاته الحارة إلى دمشق – القلب النّابض للعرب منهيًا كلمته “وعليك عيني يا دمشق فمنك ينهمر الصباح”.
وقبل الانتهاء وبلحظة مؤثرة قدم الشيخ جادو ناصر، عضو الوفد الجولاني، نيشان علم سوريا وقلده للدكتور خالد على صدره.
ثم أسدلت العريفة خلود الستار على هذه الأمسية المميزة بكلمة مؤثّرة للمحتفى به – طبيبا وأديبا ومرشدا داعية الدكتور خالد لتوقيع كتابه والتقاط الصور للتذكار.
التعليقات مغلقة.