سوريه تتجدد / حسين عليان

 

حسين عليان  * ( الأردن ) الإثنين 3/1/2016 م …

الشعب ، الجيش ، القياده السوريه . .. أسطوره صمود وملحمة تاريخية مشرفه.

ها قد اقتربت الحرب والعدوان على سوريه من عامها الخامس والجيش السورى يقاتل على كل الجغرافيه السورية وفى مئات المواقع .

يقاتل بطريقه لم يتدرب عليها ولم يألفها سواء (حرب العصابات او حرب المدن والشوارع واﻻزقه ) فهو جيش كﻻسيكى .

ومع ذلك قاتل فى الليل والنهار فى الصيف والشتاء وفى كل الظروف الجويه فى الصحارى والسهول والجبال وقدم وﻻ زال قوافل الشهداء اﻻبطال من خيره ضباطه وجنوده .

قاتل مجاميع تدفقت على سوريه من ارجاء الدنيا ومن كل الحدود من تركيا واﻻردن ولبنان والعراق واضحت كل منافذ سوريه لفترات طويله تحت سيطرتهم بالمطلق .

مجاميع تؤمن بالقتل واﻻجرام عقيده وبالرعب واﻻرهاب وسيله .

مجاميع تعتقد انها ممثله لله على اﻻرض مجاميع تزعم انها اشترت اﻻخره وباعت الدينا مجاميع يقتلها حقدها الطائفى ومسكونه بكل احقاد التاريخ وعقده وخرافاته .

وتسلحت بكل تقنيات العصر واسلحته وقدم لها دعم لوجستى واستخبارى صهيوعربى عثمانى غربى امريكى واقيم لها عشرات غرف العمليات فى الجوار والداخل .

وقدمت لها اموال فاقت كل موازنات سوريه بعشرات المرات .

وسخرت فى خدمتها ماكنه اعﻻميه فضائيه وظفت كل تقنياتها والاعيبها وكتابها للتضليل واﻻرهاب والتزوير .

ولم تكتفى بذلك فحسب بل حاصرت وسائل اﻻعﻻم السوريه فنينا وتقنينا وبالحرمان من البث على اقمار يملكوها وطال ذلك من يقف من قريب او بعيد مع وجهه النظر السوريه .

اما سياسيا فقد حشد ما يزيد عن مائه دوله من قارات العالم تحت شعار اصدقاء الشعب السورى وعقدت عشرات المؤتمرات والندوات ولم يبقى اﻻ القله القليله ممن وقف لجانب سوريه وبمستويات متباينه وخﻻل مراحل مختلفه من سنين العدوان .

اقتصاديا حوصرت سوريه وحرمت من كل ما يخدم استمرار سبل الحياه من غذاء ودواء وما يتصل بأحتياجات ادامه حياه الناس من صحه وتعليم وبنى الطاقه والبنى التحتيه اﻻخرى .

وفى كل هذه الظروف قاتل الشعب والجيش والقياده السوريه وما وهنوا وما ضعفوا ونجحوا فى القتال على كل تلك الجبهات .

تحدوا المهل الزمنيه واﻻنذارات والضغوط السياسيه والحرب النفسيه عبروسائل اﻻعﻻم .

لقد راهنوا وطبلوا لقله خبره الرئيس السورى ونعومته وتهذيبه وشبابيته وتعليمه الغربى وليبراليته .

واشاعوا اﻻقاويل ونسجوا الروايات والقصص لخروجه وهروبه ولجؤ عائلته للخارج واشاعو الخﻻفات واﻻختﻻفات واﻻنقسامات واﻻنقﻻبات واغتالوا خيره مساعديه .

لكنه وقف هادئا بارد اﻻعصاب كالطود وشخص ابعاد المعركه بوعى وخبره الحكماء وامسك المقود بجبروت الثوار العظماء واﻻستراتيجين فقال منذ اليوم اﻻول لن يهزمونا فى معارك افتراضيه ولن ينالوا منا فى ميادين القتال ﻻننا على حق واصحاب اﻻرض وندافع عن حرياتنا وهم باطل .

وادار المعارك السياسيه والعسكريه واﻻقتصاديه وعموم المعركه وبكل ابعادها دون ان يرجف له جفن او يهتز ولو لثانيه ولم يفقد اﻻيمان بالنصر ولو للحظه فأذهل اﻻصدقاء قبل اﻻعداء بأداه .

لقد أمسك الجيش باﻻرض حيث يجب ان يمسك وتراجع فى مناطق بأرادته وخسر اماكن اخرى تحت ضغط المعارك لكنه ظل متماسكا بوحده اﻻداره والقياده واﻻراده بالرغم من خسارته لوزير دفاعه والعديد من قادته وأمريه ولم تؤثر عليه حركه الهروب واﻻنشقاقات لبعض جنوده وضباطه .

حوصرت بعض قواعده وقطاعاته فى مناطق بعيده ومعزوله ﻻشهر وكان صمود مطار كويرز وحاميته ﻻكثر من عام وهى التى لم يتجاوزعددها 900 مقاتل ومثلت انموذجا بطوليا .

وليست حاميه مشفى جسر الشغور بأقل بطوله مما قدمه ابطال مطار كويرز .

وجاء صمود مدن وقرى ككوبانى عين العرب ونبل والزهراء وكفريا والفوعا وغيرها الكثير ممن سيخلدها التاريخ فى اسفار لينن غراد وغزه والفلوجه .

وها هو الجيش العربى السورى فى السنه الخامسه يقاتل وكأن المعركه قد بدأت باﻻمس .

ولو عقدنا مقارنات بسيطه بين تجارب دول وجيوش وشعوب من اوجهه متشابهه لتبين لنا اننا امام شعب وقياده وجيش بدون مبالغه اسطوره بكل ما للكلمه من معانى .

فمثﻻ يوصف الجيش الصهيونى وكيان اﻻحتﻻل انهما من اقوى الدول والجيوش من حيث القدرات العسكريه والتقنيه واﻻقتصاديه وتعد بالمقارنه مع قدرات سوريه وجيشها مقارنه مجحفه .

ومع ذلك وقف الجيش الصهيونى على ابواب غزه فى ثﻻث حروب عاجزا عن تحقيق اهداف متواضعه هو من حددها .

مع ان غزه محاصره من كل اﻻتجاهات وحظى عدوانه بدعم سياسي واقتصادى غير محدود وحمايه دوليه ومع ذلك وعجز هو ومستوطنيه عن تحمل قدره ناريه متواضعه للثوار قياسا بما يلقيه على غزه وقد شاهدنا الفرق فى كﻻ الجبهتين .

جيش ومجتمع مرعوب مقابل شعب ومقاتلين فى اعلى درجات التضحيه و المعنويات .

والتجربه اﻻخرى لنفس هذا العدو والكيان وهى اﻻكثر جﻻء ووضوحا برزت فى عدوان 2006 على لبنان والحرب مع حزب الله

عجز عن ادامه حرب ل 33 يوما وقد ضغط و وسط امريكا فى مجلس اﻻمن لغرض وقفها بالرغم من الفارق الهائل فى القدرات التدميريه لدى الطرفين .

وبالرغم من كل الدعم السياسي واﻻقتصادى والعسكرى الذى تلقاه العدو من القريب قبل البعيد وبالرغم مما واجهه حزب الله من تشكيك وضغوط فقد ربح الحرب بثبات واصرار وصمود قيادته و بالمعنويات والروح القتاليه العاليه لمقاتليه وانصاره واﻻيمان بعداله قضيته .

وشاهدنا الفرق الكبير فى المعنويات على الجبهتين .

التجربه اﻻهم هى تجربه الجيش اﻻمريكى عند غزو العراق و ﻻحظنا كيف هزم هذا الجيش اﻻقوى عالميا وهذه اﻻمبرطوريه اﻻعظم فى خمس سنين امام مقاومه عراقيه كانت محاصره من كل الدنيا وبﻻ حليف وعلى جزء من ارض العراق وبمشاركه جزء من شعب العراق .

اليست هذا التجارب كافيه لنقف اجﻻﻻ لجيش وشعب وقياده سوريه وندعمها بكل ما اوتينا

اليست هذه التجربه المتراكمه للدوله والشعب والجيش والقياده السوريه تدلل على صحه الرؤيا ونهج السياده واﻻعتماد على الذات اليست هذه التجربه المتراكمه تستحق ان نبنى عليها ونحميها ونعمقها لنحافظ على استقرارنا و وحدتنا وسيادتنا .

الطابور الخامس بعد هزيمته فى الميادين يحاول ترويج اليأس عبر الحديث عن بنى واقتصاد ومدن مدمره وعن تداعيات نازحين وﻻجئين وشهداء وارامل وايتام ومشكﻻت اجتماعيه كبرى وهى توصيفات صحيحه لكنها تداعيات يتحملها العدوان ودوله ويجب ان يدفع ثمنها وكذلك تداعيات للصمود اﻻسطورى كى نحافظ على اﻻهم و هو وحده الوطن والدوله والنسيج اﻻجتماعى وخيار الدوله الوطنيه المدنيه السيده المنتجه .

ولنا فى العراق تجربه ودرسا قاسيا ومؤلما فقد دفع العراق ثمنا باهظا فى عدوان 1991 يوم دمرت بناه التحتيه المدنيه بالكامل والحقت خسائر كبرى ببناه العسكريه لكن بنيه الوطن و الدوله والقياده السلطه واجهزتها بقيت متماسكه لذلك استطاع العراق معاوده اﻻعمار وتقديم الخدمات وتدوير عجله التنميه اﻻقتصاديه والحفاظ على اﻻمن واﻻستقرار وخيارات الدوله وهويتها الوطنيه السياديه واستمر العراق ركنا مهما بأمن المنطقه بالرغم من شروط الحصار القاسيه وعدم توفر اﻻموال اﻻزمه انذاك .

لكن فى عدوان 2003 لم تدمر البنى اﻻقتصاديه والتحتيه بنفس المستوى التى دمرت عام 1991 لكن نجح العدوان فى احتﻻل العراق واسقاط السلطه وقام بتفكيك الدوله بسلسله من اﻻجراءات والقوانين التى ادت لتفكيك الوطن والمجتمع وغيرت الهويات واﻻلولويات .

لذلك نعجز عن معاوده اﻻعمار و بناء وتطوير البنى اﻻقتصاديه واﻻجتماعيه بالرغم من الفائض المالى الهائل واليوم نسعى لنستدين من البنك الدولى لتغطبه رواتب موظفينا .

نعجز عن تأمين الحد اﻻدنى من اﻻمن ومعنا كل قوى التحالف الدولى وتحولنا من ﻻعب اقليمى مهم وركن فى اﻻمن القومى الى ملعب لكل شذاذ اﻻرض اﻻقليمين والدولين .

فما هى كلمه السر فى كل ذلك ؟

كلمه السر يا ساده فقط تكمن فى سياده الدوله على ارادتها وقرارها وخياراتها اﻻقتصاديه واﻻجتماعيه وهويتها ودورها اﻻقليمى .

2016 سيكون عام تعزيز النصر وحسم الحرب وكنس اﻻرهاب من سوريه .

سيكون عام التبدﻻت فى الموازين اﻻقليميه والدوليه وصمود سوريه شكل نقطه اﻻرتكاز لهذا التبدل بالموازين فﻻ عجب ان يعلن الرئيس الروسي بوتن ان سوريه جزء من اﻻمن القومى لبﻻده .

صمود سوريه هو من منح روسيه والصين الفرصه للمواجهه الدوليه وحمى ايران من العدوان والتدمير .

كلنا فى هذا العالم مدينين لصمود سوريه شهداءها جيشها شعبها قيادتها لتخليصنا من شرور اخطر هجمه بربريه ضد الحضاره البشريه لسوريه الفضل اﻻكبر فى الدفاع عن ديننا المحمدى الحنيف دين الله الواحد اﻻحد امام دين صنعته لنا cia والموساد دين يهوه واﻻعراب دين اقتل احرق دمر .

سيكون 2016 عام هزيمه اسﻻم حقبه النفط والغاز واسﻻم اﻻعراب .

ﻻ بل سقوط كل دور حقبه النفط والغاز نظمها وشيوخها ورموزها .

سيكون عام تجديد سوريه و تعزيز السياده والدور والهويه وتعميق الحريات والتنميه بكل ابعادها .

*كاتب وإعلامي 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.