ختنوا أدمغتنا.. فأنتجوا داعش بنكهة ثاكسين شيناواترا / المحامي محمد احمد الروسان

 

 

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) السبت 24/1/2015 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

 

بين فقه البادية وفقه الساحل مسافات وفجوات عميقه بفعلنا، وثمة تواطىء جهنمي عميق بين الأنظمة البالية والأيديولوجيات البالية كذلك، أنظمة تعود الى القرون الوسطى، حوّلت فقه البادية الى ماكينات لختن أدمغتنا وغسلها لنصبح كزومبيات مبرمجه تسبّح بحمد راعي البقر الأمريكي.

 فعندما تتشابك بعض أجهزة الاستخبارات الدولية وبعض الإقليمية معلوماتيّاً على شكل شبكات العنكبوت بناءً باتساق وتساوق، في جلسات عصف ذهني جماعي استخباري متبادل، إزاء إنتاج “بويضة” ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب عسكرية وعمليات مخابراتية سريّة، تصاحبها حرب نفسية لجهة ما يجري في سورية، تكون بروباغندا الحيوانات المنويّة المشوّهة أداتها في التخصيب، عندّها وعندّها فقط نتاج ثمرة هذا التلاقح الأستخباري:- تكون المزيد من مرتزقة(ثاكسين شيناواترا!)وشراكاتها التاريخية، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” والغربي من الموساد ووحدة أمان، الى الأستخبارات السريّة الأسترالية ASIS، والأدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي DGSE، والى حد ما مع المخابرات الفيدرالية الألمانية BND، وبعض العربي الأستخباري المرتهن المرتجف.

ففي تلك الحفلة الأستخبارية لتبادل المعلومات وتحليلها وفبركة بعضها عبر التناكح باطلاقه، وفي ظلّ مشهد سوري سريالي بعمق لبعض الجغرافيا السورية والتي تضج بالدم والنار وقطع الرؤوس وجزّ الرقاب، يجلس الغربي وبعض المتأمريكين من بعض عرب وغرب في حاناتهم مطمئنين راغدين، موسيقى هادئة تزيد من قريحة شربهم تصاحبها أغنية مفعمه بالهدوء لفرانك سيناترا وأقداح من الويسكي المعتّق، كفيل باتمام طقوس السعادة لراعي البقر الأمريكي ورفاقه، بعد أن أنجزوا الكثير الكثير في سورية والمنطقة، وآخرها شرارة عملية القنيطرة في مزارع الأمل حيث ايران باتت على حدود طفلهم المسخ المدلّل”اسرائيل”.

  تمتزج الشواطئ البيضاء بأشجار نخيل يعلوها غمام وضباب، وتحيطها جبال وغابات، فلا تمتلك حينها إلاّ أن تستسلم لهذه الفتنة التي لا تقاوم، وتدفع الجميع للتفكير بعقل متآمر بدموية، إنها “تايلند”ونموذجها “الثاكسيني الشيناواتراي” بإسقاطاته على جلّ الداخل السوري ومحيطه ودول جواره التي لن تكون في مأمن من مرتزقة نكهات ثاكسين شيناواترا، حيث الأخيره صارت في دواخلها الديمغرافية والجغرافية في طور الكمون.

وصحيح أنّه لا أصدقاء دائمين ولا حلفاء للأبد وانّما مصالح ومصالح فقط في العلاقات بين الدول والساحات السياسية، وهذا مسار ومؤشّر يشي أنّ السياسة كمفهوم وطريقة حياة وعيش هي مثل (الشلوخا)، فما يجري في المنطقة العربية والشرق الأوسط وفي أوكرانيا، هو نتاجات ثمار السياسة الخارجية الأمريكية، ومحركات الأخيرة(أي السياسة الأمريكية)منظومات بلا أخلاق ولا احترام لقواعد القانون الدولي وبدون إبداعات، أنّها سياسة قائمة ضمن حزمة تكتيكات ما يعرف باسم سلاح الصدمة والترويعSHOCK AND AWE  والذي يعرّفه الإستراتيجيون العسكريون والخبراء، على أنّه سلاح يعتمد على الاستخدام المفرط للقوّة بهدف شل قدرات الخصم على إدراك ما يحصل في ساحة المعركة بقصد هزيمته، وهذا ما شبّت عليه دواعش الماما الأمريكية البلدربيرغيّة  .

إنّ منطق حركة الواقع، تقر بأنّ الفصل بين البروباعندا والحقائق، في مسألة محددة يشكل تحديّاً صعباً، ففي سورية الآن حرب بالوكالة(وليس حرباً أهلية)عبر طرف دولي ثالث( أمريكي، بريطاني، فرنسي، وآخرين كثر)يتشارك ووكلاء، مع بعض محلي سوري وبعض عربي مرتهن وبعض تركي مخدوع وموهوم.

 القوى الحيّة العربية والغربية والإسلامية، تعي خطر ما يسمّى”بالمجتمع الدولي”على سورية الحضارة والنسق السياسي والدور وعلى ديكتاتورية الجغرافيا السورية، خطر هذا “المجتمع الدولي”المأفون تقوده وول ستريت ولندن وفرنسا وبالتشارك مع حزب العدالة والتنمية في تركيا، والذي يتآمر لإسقاط سورية كخطوة على طريق زعزعة استقرار وانهيار ما تبقى من بلدان ذات سيادة، وأدواته للقيام بذلك فهي البروباغندا والإرهاب: وهما وسيلتان يتوقع أن ترتفع وتيرة استخدامهما، فالغرب ومعه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لن يتراجع قيد أنمله عن سلّة أهدافه، لقد خلق متتاليات هندسية من الأحداث لزعزعة الاستقرار, يرجى منها أن تمتد إلى أبعد من حدود الشرق الأوسط، لتشمل آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، إلى أن تصل إلى موسكو و بكين، والدولتين الأخيرتين تدركان حقيقة ذلك.

المراقب لمسار السياقات والإحداثيات الدولية إزاء ما يجري في سورية، لا يمكنه إلاّ أن يعتبر هذا، إلا دليل إضافي على حملة الكذب والبروباغندا، التي تقودها وزارتا الخارجية الأميركية والبريطانية مسنودة بالفرنسية, ووسائل الإعلام الغربية والخليجية، بهدف “شيطنة” الحكومة السورية وحلفائها في العالم، وبما يناقض الحقائق على الأرض.

ويضاف إلى سيل البروباغندا، محاولات منظمتي العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش(الممولتان من قبل جورج سوريس، المضارب المالي المدان) لاتهام القوات السورية بالقيام “بانتهاكات”، مستندتين فقط إلى روايات شهود ينتمون إلى المعارضة، كما حاولت الأمم المتحدة أيضاً اتهام القوات السورية باستخدام الأطفال كدروع بشرية، ومجدداً وبالرغم من امتلاكها ل300 مراقب على الأرض في سوريا، فإن تقرير الأمم المتحدة استند فقط إلى روايات شهود من المعارضة، مما يذكر بتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للعام 2011م الذي كتبته كارن كونينغ أبوزيد، والذي اعتمد على أقاويل المعارضة السورية في جنيف وليس في دمشق.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أبوزيد هي عضو في مجلس سياسات الشرق الأوسط في واشنطن، الذي يضم مجموعة من الأعضاء السابقين والحاليين، في شركة اكسون النفطية الأميركية، وفي الجيش الأميركي، ووكالة الاستخبارات الأميركية، وشركة بن لادن السعودية، والمجلس الأميركي القطري للأعمال، بالإضافة إلى أعضاء حاليين و سابقين في الحكومة الأميركية، فإن ذلك يمثل تضارباً واضحاً في المصالح، و ينزل بمصداقية تقرير الأمم المتحدة الذي أعدته إلى الحضيض.

 انّه شيء مضحك ومحزن أن تكون مصداقية الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأنفة الذكر، على المحك مع استمرار الأدلة التي تشير إلى أن مجزرة “الحولة” مثلاً، قد نفذها معارضون متطرفون ومقاتلون أجانب سلحهم الناتو، ليكرروا في سوريا الفظائع التي ارتكبوها في ليبيا.

و بالرغم من ذلك، يستمر الغرب في سعيه لتسليح المعارضة المتطرفة دينياً من جبهة النصرة وأخواتها في الداخل السوري، وتسليح بقايا ما يسمّى “الجيش السوري الحر” ولوائه لواء اليرموك، ويشير تقرير نشرته الواشنطن بوست بعنوان “الثوار السوريون يتلقون السلاح بمال خليجي، وتنسيق أميركي”، إلى أن المجموعات الإرهابية باتت تتلقى المال والسلاح والدعم اللوجستي، من قبل الولايات المتحدة والسعودية والأمارات وقطر ودول الخليج الأخرى.

يركز الإعلام الغربي وبعض العربي المتصهين حالياً، على تصوير العنف الدائر في سوريا على أنه حرب أهلية، بالرغم من أن القسم الأكبر من تمويل وسلاح وحتى مقاتلي المعارضة المسلحة هو خارجي، فالمقاتلون المتطرفون قدموا من ليبيا ومن لبنان ومن تركيا لاحقاً، وفق مخطط أعد منذ العام 2007م, وتحدث عنه سايمور هيرش في النيويوركر في مقال بعنوان “إعادة التوجيه”.

منذ البداية, قام الغرب بتخريب خطة كوفي أنان للسلام في سورية، بينما حاولت دمشق جاهدةً تنفيذها قدر المستطاع, ومعها روسيا والصين وإيران ودول أخرى في أميركا الجنوبية، وصار واضحاً للعيان وجلياً، أن الغرب وبعض العرب استخدم وقف إطلاق النار، كوسيلة للإساءة للحكومة السورية، في الوقت الذي يقوم فيه بإعادة تجميع وتسليح ونشر قواته الوكيلة في المنطقة، وعبر الميليشيات المسلحة المنتشرة في سورية، وإعادة توجيهها لتعيد تكتيكات مرتزقة “ثاكسين” لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومجتمع المخابرات الإسرائيلي وبعض المخابرات العربية المرتهنة للغربي ! كيف ذلك؟

في أعقاب مذبحة “الحولة” ما غيرها في سورية، و بعد أن كشفت الأدلة زيف الروايات الأولية حول قيام الجيش السوري بقصف  أدى إلى وفاة مائة شخص، أصبح الناس يسعون لفهم ما حدث، و اختارت صحيفة الغارديان نشر روايات شهود غير موثقة من نتاج ما يسمّى بالجيش  الحر، و بدا أنها مصممة خصيصا لتفنيد الأدلة التي قدمتها روسيا أمام مجلس الأمن.

 أما أل BBC فقد أقرت بأن “معظم” الروايات التي تلقتها تتضمن ما “تؤمن به”، وهو أن الجنود السوريين أو ميليشيات مؤيدة للحكومة قد فعلت ذلك، ما يعني أن البعض قد روى قصصا مختلفة.

و مع انغلاق نافذة الفرصة أمام الغرب لأجل استغلال سفك الدماء في الحولة، قامت وسائل الإعلام الغربية بالتحرك إلى الوراء و الانسحاب و علقت وسط نيران أكاذيبها و دعاياتها، فقد التقطت أل BBC و هي تستخدم صورا قديمة من العراق في تغطيتها لأحداث الحولة، و كان على الصحف و الشبكات الإخبارية تعديل رواياتها بالكامل مع كل ظهور لدليل جديد موثق.

عرف بأن الجنود السوريين كانوا مشتبكين مع ميليشيات مسلحة من الجيش السوري الحر داخل و حول “الحولة”، و كان الجنود السوريون يستخدمون سلاح المدفعية و الدبابات لاستهداف مواقع متمردين محصنة بشدة، و خلال تبادل النيران أو بعده بفترة قصيرة بدأت ميليشيات بدخول المنازل و قتل عائلات بسكاكين و أسلحة نارية صغيرة، و أعلن ما يسمّى بالجيش  الحر و المعارضة السورية، بأنها ميليشيات مؤيدة للنظام، بينما قالت الحكومة أنهم إرهابيو القاعدة المدعومون من الخارج و المعروف أنهم يعملون داخل البلد، و أي من الروايات لم تقل بأنهم الجنود السوريين.

و ذكرت افتتاحية صحيفة  Globe and Mail  الكندية، بأن موقف روسيا القائل بتورط قوات معارضة في المذبحة “مثير للضحك”، و لكن ليس هذا ابتعادا عن الواقع فحسب،  بل أيضا عن الفهم الكامل لحروب الجيل الرابع الحديثة، فمن فنزويلا إلى تايلاند، كانت جماعات المعارضة المدعومة من الغرب تثير الاضطراب، و تستخدمه كغطاء لقتل  أعضاء من تحركهم و من ثم إلقاء اللوم على الحكومة المستهدفة، و القيام على مضاعفة أي صراع حتى الوصول إلى الكتلة اللازمة لإسقاط الحكومة المستهدفة.

في بانكوك عام 20110 م كان رئيس وزراء تايلاند السابق  ثاكسين شيناواترا، مدعوما من الوول ستريت و تربطه علاقات وطيدة مع عائلة بوش، امتدت من قبل فترة حكمه و استمرت لما بعدها، و قد طرد عام 2006 من السلطة على يد قوات وطنية بسبب استغلاله للسلطة، كان ثاكسين يعمل مستشارا ل Group  Carlyle و هي شركة استثمارات عالمية مقرها واشنطن، و أرسل جنودا تايلانديين لمساندة بوش في غزو العراق، وحاول تطبيق اتفاق تجارة حرة مع وول ستريت دون موافقة برلمانية، واستضاف مرافق التعذيب التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وواصل “حربا على المخدرات” أعدم من جرائها حوالي 2500 تايلاندي في الشوارع، تبين فيما بعد أن معظمهم لا علاقة له بتجارة المخدرات.

منذ خلعه من السلطة عام 2006 و ثاكسين يتلقى دعما من عدد وافر من مؤسسات و شخصيات أميركية بارزة، أمثال زملائه أعضاء Carlyle جيمس بيكير و بيكير بوتس، و مثير الحرب في إدارة بوش “روبرت بلاكويل” من Barbour Griffith & Rogers  و المحافظ الجديد الموقع على اتفاقية PANC  كينيث أديلمان.

و بهذا الدعم، قاد ثاكسين  محاولة عنيفة للعودة إلى السلطة عبر ثورة اللون الأحمر المؤلفة من آلة سياسية ضخمة، تعمل في مقاطعات تايلاند الشمالية الشرقية و مجموعة تسمى(الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية)(UDD).

في نيسان 2010، قام ثاكسين بتعبئة الآلاف من أعضاء UDD لشل حركة العاصمة التايلاندية كانتقام لقرار المحكمة الاستيلاء على ممتلكاته المكتسبة بشكل غير شرعي و المقدرة بالمليارات، و ليلة العاشر من نيسان 2010م، و مع تحرك جنود مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين، قامت ميليشيات متشحة بالسواد بإطلاق النيران على الجنود التايلانديين.

و في الصفحة الثانية و الستين من تقرير مراقبة حقوق الإنسان تحت عنوان”انحدار نحو الفوضى” ورد:

“مع محاولة الجيش الوصول إلى التجمع، واجهوا رجالا مسلحين بشكل جيد قاموا بإطلاق نيران من بنادق M16 و AK-47 عليهم، كما و ألقوا على الجنود قنابل M79 و القنابل اليدوية M67، و أظهرت مقاطع الفيديو التي التقطها محتجون و سائحون العديد من الجنود الملقون أرضا بلا وعي و دماؤهم تنزف على الأرض، مع وجود رجال مسلحين يعملون بدرجة عالية من التنسيق و المهارات العسكرية”.

غير أن منظمة مراقبة حقوق الإنسان المشكوك في أمرها، احتاجت سنة كاملة لإصدار التقرير السابق بعد انكشاف الأحداث، و في وجه صور و مقاطع فيديو لا يمكن دحضها، التقطت و عرضت من قبل صحفيين محترفين و هواة محليين و أجانب، تظهر ميليشيات مسلحة ب AK-47 و M-16، و في وقت سابق، حاول مؤيدو ثاكسين الغربيون و قادة المعارضة تحميل الجيش التايلاندي مسؤولية القتل عن طريق M-16 عيار 5،56مم، بما فيهم مقتل مصور رويترز هيرو موراموتو، و مع إثبات أن ميليشيات المعارضة كانت تستخدم أيضا M-16  عيار 5,56 مم تم إبطال هذه الموجة السياسية.

و من أبشع ما حدث في عنف العاشر من نيسان 2010 هو القتل المتعمد لمتظاهر مؤيد ل ثاكسين على يد المرتزقة التابعة له، و قد سجلت و استخدمت بوقاحة و قسوة كبربوغندا عن ذاك اليوم، هذا الحادث وقع في نفس الليلة التي قتل فيها مصور رويترز، و يمنحنا نظرة هامة عن كيفية استفادة الاضطرابات المدعومة من الغرب، من الفوضى التي تخلقها بنفسها و من ثم قيامها عمدا بقتل كل من المتظاهرين، و جنود الحكومة لزيادة التوتر و العنف مع تقويض شرعية الحكومة المستهدفة.

هذه الطبيعة القاسية الإجرامية لما يسمى بالتحركات المؤيدة للديمقراطية، زرعت الفوضى من تونس إلى تايلاند ويحضّر لها الآن ان تكون في مصر بعهد الرئيس السيسي، و بالطبع في سورية تجري وبقوّة وضمناً، و تكشف عن فساد النخبة العالمية و وكلائها من وخلف القشرة الواهنة لأغنيات الثورة المتحدثة عن الغد، توجد  آلية قتل جبانة لا ترحم مستعدة لالتهام أشد مؤيديها، تماما مثل استعدادها لتصفية أعدائها، وما وصف لم يطبق باستمرار في تايلاند فحسب، بل أيضا عبر شمال إفريقيا و الشرق الأوسط وكذلك في المحاولات القادمة للإطاحة بحكم مادورو خليفة شافيز في فنزويلا.

تدخل جبهة النصرة وأخواتها، وداعش ومشتقاته، وبقايا ما يسمّى بالجيش الحر، وبشكل منتظم في مواجهات مسلحة مع جنود الحكومة السورية، و اليوم أكثر من أي وقت مضى هذه الجماعات مجهزة بشكل أفضل بتجهيزات اتصال و أسلحة و نقود و دعم لوجيستي من الغرب و دول الخليج، و تماما مثلما كان رجال ثاكسين المسلحون قادرين على جر الجنود التايلانديين إلى صراع، يستخدم كغطاء لارتكاب أعمال وحشية مصنعة لاستخدامها كبروبوغندا ضد الحكومة التايلاندية، تقوم الميليشيات في سورية بوضوح بتطبيق التكتيكات نفسها.

 ففي عام 2011 كان “رجال مسلحون غامضون” يقومون بشكل منتظم، بالبدء بإطلاق النيران خلال التظاهرات بشكل مماثل لما حدث في بانكوك، مصيبين كلا من الجنود السوريين و المحتجين و ذلك من قبل من وصفهم الطرفان ب “قناصين من فوق الأسطح”.

و يبدو أن أحداث “الحولة” وقعت على نطاق أوسع، و تضمنت ميليشيات على الأغلب غير منضمّة إلى الحكومة السورية، و لكن عناصر أجنبية تماما كما قالت الحكومة السورية، و كما حدث في بانكوك حين تفاجئ المتظاهرون و كذلك الجنود التايلانديون بوصول ميليشيات ثاكسين، فان مقاتلي ما يسمّى بالجيش الحر و سكان “الحولة” و الجنود السوريين أصيبوا بالحيرة من الهوية الحقيقية لمرتكبي هذه الفظاعات.

و السرعة الرهيبة ذات الدوافع السياسية، التي قامت بها الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و فرنسا و إسرائيل و الأخوان المسلمون السوريون، بشجب المذبحة و إلقاء اللوم بشكل أساسي على الحكومة السورية، مع المناداة بوقت واحد بالتدخل العسكري ما هي سوى الدليل الأقوى على من يقف فعلا وراء حمام الدماء، فمن هو المستفيد؟ انه الناتو و وكلاؤه في الشرق الأوسط .

و هناك احتمال قوي يقول بأن طرف ثالث استفاد من الاشتباك المطول في وقته وحينه، بين ما يسمّى بالجيش السوري الحر و جنود الحكومة في “الحولة” من أجل تصنيع عمل فظيع للغاية، و مع وجود بضعة حقائق في متناول اليد، سيكون من اللامسؤولية إلقاء اللوم على أحد و إتباع الأمر بإجراء عقابي.

 لذا، و بينما توبخ  Globe and Mail روسيا لافتراضها بوجوب ” تحديد المسؤولية بشكل موضوعي”، فان هذه بلا شك الطريقة الأكثر وعياً، و إذا كان الغرب يندب معاناته من انعدام الثقة، فان عليه فقط لوم نفسه و تاريخه الطويل في إدارة فرق الموت بهذه  الطريقة .

www.roussanlegal.0pi.com

[email protected]

هاتف منزل \ عمان : 5674111  

خلوي:0795615721

سما الروسان في 24–1– 2015 م  

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.