‎داعش: المسؤولية الأمريكية … ” اللي شبكنا يخلِّصنا “

 

د . خير الدين حسيب* ( الأحد ) 3/1/2016 م …

تعمدتُ استخدام مصطلح «داعش» وليس «الدولة الإسلامية»، من وجهة نظري، ليس بسبب ملاءمة اسم «داعش» وموضوعيته فقط، ولكن لأنني أعتقد أن مصطلح «الدولة الإسلامية» مضلل إلى حد كبير؛ إذ إن داعش ليست «إسلامية» وليست «دولة». كما تترتب آثار سلبية على استخدام مصطلح «الدولة الإسلامية» حيث تكمن في طياته دلالة ضمنية مضللة تجذب وتثير اهتمام بعض الأجيال الجديدة من العرب والمسلمين (غير العرب) في الغرب وتحثهم وتدفع بعضهم إلى الانضمام إلى تلك «الدولة الإسلامية». لذلك، ومن منطلق سيكولوجي وعملي، أعتقد أن مصطلح «داعش» ينبغي أن يستخدم بدلاً من مصطلح «الدولة الإسلامية» في وسائل الإعلام والحملات التي تستهدفها.

بعد بيان ما سبق، أشعر أنه لا بد من تحديد أدوار الجهات التي ساهمت في قيام داعش، إذ سيمكّننا ذلك من تحديد مسؤوليات كل طرف في مكافحته لها، ناهيك بإصلاح الوضع الحالي وتعويض أولئك الذين عانوا على يدها.

* * *

وفي ما يتعلق بتحديد «مسؤوليات» إنشاء داعش وتمكينها، فإنني أعتقد أن النقاط التالية تصب في جوهر هذا الموضوع من وجهة نظري:

قام الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الابن بغزو العراق عام 2003، من دون تفويض دولي من مجلس الأمن كما أكد ذلك الأمين العام للأمم المتحدة حينذاك، وبـرّر بوش هذا الغزو بالإشارة إلى «علاقة العراق بالإرهاب بما فيه تنظيم القاعدة». كما ادعى أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل. وقد أنشأ مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة بعد الاحتلال لجنة تحقيق حول الموضوع باسم «اللجنة المختارة للاستخبارات» للتحقيق في تلك المزاعم، وقام تقرير اللجنة بتفنيد هذه الادعاءات  وأثبت عدم صحتها. حيث كان واضحاً في كلا التقريرين أن تنظيم القاعدة، الأب الشرعي لداعش، لم يكن موجوداً في العراق قبل احتلاله من قبل إدارة بوش في عام 2003، وأن تنظيم القاعدة، ومن ثم وريثه داعش، لم يزدهر في العراق إلا أثناء الاحتلال الأمريكي.

* * *

إذاً، لم يكن الإرهاب وامتلاك أسلحة دمار شامل من قبل العراق هما السببان الحقيقيان للغزو الأمريكي للعراق واحتلاله. فماذا كانت الأسباب الحقيقية الأمريكية وراء ذلك؟

1 – إذا كان السبب الحقيقي هو أن النظام لم يكن ديمقراطياً آنذاك، وأن إدارة بوش والمحافظين الجدد، الذين كانوا وراءه، يريدون إدخال الديمقراطية إلى العراق، وبغض النظر عن رأينا في عدم ديمقراطية النظام العراقي آنذاك، الذي كُنتُ أحد ضحاياه، فإن حجة الديمقراطية، يمكن الرد عليها وتفنيدها بما يلي:

(أ) إن النظم العربية كلها غير ديمقراطية، وإن كانت تختلف في درجة عدم ديمقراطيتها. ويمكن للمرء أن يضيف أن العراق لم يكن البلد العربي الوحيد الذي لم يختر حاكمه بشكل ديمقراطي، وأنه ليس البلد العربي الوحيد الذي قد تكون أغلبية شعبه غير راضية وغير موافقة على بقائه، وأنه ليس البلد العربي الوحيد الذي لم يكن شعبه قادراً على تغيير النظام. والسؤال هو لماذا تهتم أمريكا بعدم ديمقراطية النظام في العراق وتحاول تغييره دون غيره من الأنظمة غير الديمقراطية في البلاد العربية؟ وهل هناك أسباب أخرى غير موضوع «الديمقراطية» وراء رغبة أمريكا في تغيير النظام في العراق.

(ب) بالنسبة إلى أمريكا، فإن السمات الرئيسية للنظام العراقي لم تتغير خلال السنوات الخمس والعشرين قبل احتلاله. ومع ذلك، فأمريكا تعاونت مع العراق خلال الثمانينيات أثناء حربه مع إيران، والتي شجعته ودفعته إليها وزودته بمعلومات وبأسلحة وقروض… إلخ. فلماذا تغير موقف أمريكا من العراق، مع أن السمات الرئيسية للنظام لم تتغير.

نحن الآن في وضع نستطيع أن نفهم فيه الأمور أكثر من السابق بعدما نشرت المذكرات عن حرب الخليج الثانية عام 1991. حيث نشر شوارزكوف، الذي قاد الحرب، مذكراته بعد حرب الخليج.

وهي في قسمين: الأول عن حرب فييتنام التي شارك فيها، والثاني عن حرب الخليج. يقول شوارزكوف إنه في عام 1988 عُيِّن قائداً للقوات المركزية في أمريكا، وهي ما نسميه نحن قوات التدخل السريع. وفي عام 1989 طُلب منه تقييم الأخطار التي تتعرض لها أمريكا في الشرق الأوسط. ويحكي عن الزيارات التي قام بها إلى الخليج، بما فيه السعودية، ومصر، وقد عاد من زياراته في أواخر عام 1989 وقدم تقريراً قال فيه، وأنا استعمل تقريباً كلماته: «إن الخطر الأول والرئيسي الذي يواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو العراق». لذلك يُلاحظ أنه منذ أواخر عام 1989 وبداية عام 1990 بدأ الكلام في الإعلام الأمريكي، والغربي بالتبعية، عن «المدفع العملاق»، وأوقفوا القروض من بنك التصدير الأمريكي للعراق، وبدأ التحريض في بعض الإعلام الأمريكي والبريطاني ضد العراق. فلماذا تغيّر الموقف الأمريكي من العراق؟ ويضيف شوارزكوف أن لدى القوات المركزية تمريناً سنوياً، وأن التمرين الخاص لعام 1990، لأول مرة، تم تخطيطه على أساس أن العدو هو العراق وليس الاتحاد السوفياتي، كما كان الأمر سابقاً. وبدأ التمرين في تموز/يوليو 1990 على هذا الأساس، وتداخل مع حرب الخليج. وفي مجال التحضير لهذا التمرين، وقبل أن تبدأ حرب الكويت، وُضعت الأهداف التي تقصف في العراق وكل التفاصيل الخاصة به.

(ج) ولكن لماذا كانت أمريكا تريد أن تضرب العراق وتحتله؟ الجواب عن ذلك هو أنه خلال الحرب العراقية – الإيرانية، حيث ساعدت أمريكا ودول أخرى العراق، لمصالح خاصة بها، استطاع العراق أن يستفيد من التكنولوجيا التي أُمِدَّ بها، وأن يطور بعض الأسلحة التي تشكل نوعاً من الردع لإسرائيل. وقد رأت أمريكا أن ذلك غير مقبول استراتيجياً لها، ويشكل خطراً على إسرائيل وعلى مصالحها في الخليج، لذلك كان المطلوب ضرب العراق.

(د) واستنتاجاً مما أشير إليه في الفقرات السابقة، فهناك من يعتقد، وأنا منهم، أن الهدفين الرئيسيين لاحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة كانا: أولاً، القضاء على الجيش العراقي لمصلحة إسرائيل  ومصلحة الولايات المتحدة بالنسبة إلى مصالحها في الخليج، وبخاصة بعد غزو العراق للكويت عام 1990، وهو ما تم فعلاً بعد احتلال العراق، كما هو مبين بشكل مفصّل في هذه الافتتاحية لاحقاً. وأما الهدف الثاني فكان موضوع النفط وزيادة الطاقة الإنتاجية لنفط العراق، لضمان حاجات أوروبا ولتحكم أمريكا في هذه الورقة في علاقاتها مع أوروبا والعالم، وهو ما تم فعلاً، حيث تم، أثناء الاحتلال الأمريكي منح شركات نفطية عالمية (من أجل كسب تأييدها للفكرة) مختلفة عقوداً لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط في العراق إلى 12 مليون برميل يومياً، وهي طاقة لا يستطيع العراق تسويقها، لأن السوق العالمية للنفط لا يمكن أن تستوعب ذلك، أي أن العراق كان سيدفع كلفة توسيع طاقته الإنتاجية التي لن يستعملها كلها، في حين كان عليه تحمّل كلفة صيانة هذه الآبار الجديدة. ونتيجة للضجة التي أثارتها القوى الوطنية في العراق، وبسبب انخفاض أسعار النفط وعدم استطاعة العراق دفع كلفة زيادة هذه الطاقة الإنتاجية للشركات المنفذة، إضافة إلى اعتبارات السوق، فقد تم تخفيض استهداف توسيع طاقة النفط من 12 مليوناً إلى 8 ملايين برميل يومياً. وحتى هذه الطاقة الجديدة للإنتاج لن يستطيع العراق استغلالها كاملة، ولكنها ستبقى ورقة بيد الولايات المتحدة والغرب عموماً لاستخدامها عند الضرورة. وما يؤيد موضوع النفط كهدف من أهداف احتلال أمريكا للعراق، هو ما جاء في مذكرات رئيس الاحتياطي الفدرالي ألن غرينسبان حين سئل عن رأيه في سبب إقدام أمريكا على احتلال العراق فقال إن «السبب كان هو النفط» – «It was about oil»‏ .

* * *

وفي ما يتعلق بغزو العراق للكويت، فأود أن أبيّن، وبقدر من الاختصار، رأيي حول هذا الموضوع:

أولاً، أود ابتداء القول، منعاً لأي سوء فهم أو تأويل لما سأقوله فيما بعد، إنني ضد استعمال القوة في حل أي خلاف بين بلدين عربيين أو أكثر، مهما كانت طبيعة تلك الخلافات. ومن هذا المنطلق فإنني أرفض غزو العراق للكويت، أيّاً كانت أسباب الخلافات بينهما التي سأشير إلى معظمها فيما بعد. كما أن غزو الكويت يتعارض مع ما سبق أن طرحه العراق عربياً عام 1980 في «الإعلان القومي» حيث نصت الفقرة الثانية منه على «تحريم اللجوء إلى استخدام القوات المسلحة من قبل أية دولة عربية ضد أية دولة عربية أخرى وفضّ أية منازعات يمكن أن تنشأ بين الدول العربية بالوسائل السلمية وفي ظل مبادئ العمل القومي المشترك والمصلحة العربية العليا». كما لا يمكن اللجوء والاستناد في العقد الأخير من القرن العشرين (حينذاك) وفي ظل النظام الدولي القائم إلى دعاوى تاريخية لتغيير الحدود ولغزو الكويت وضمها إلى العراق من دون موافقة شعبها، مهما كانت قوة تلك الحجج التاريخية، لأن اللجوء إلى الأسباب والتبريرات التاريخية سيغير الكثير في الخارطة العربية الحالية وفي «دول» عربية قائمة الآن، بغضّ النظر عن رأينا في تلك «الدول».

ثانياً: أسارع إلى القول إنني أعتقد أن العراق كان هدفاً لضربة أمريكية، سواء غزا الكويت أم لا، للأسباب التي سأشير إليها فوراً. ولا يعني هذا تبرير غزو العراق للكويت، لأن نتائج الضربة الأمريكية للعراق من دون غزوه للكويت كانت ستكون مختلفة، عربياً ودولياً، وكان سيكون من المتعذر على أمريكا أن تجمع كل «التحالف» العربي والدولي الذي جمعته، ولما كانت الأنظمة العربية وقفت مع أمريكا، مختارة أو مضطرة.

ثالثاً: أما استهداف العراق من أمريكا، الذي بدأت بعض ملامحه قبل أكثر من سنة من غزو العراق للكويت، حيث بدأت حملة إعلامية أمريكية – بريطانية واسعة ومنظمة على العراق حول امتلاكه أسلحة دمار شامل (أسلحة كيميائية… المدفع العملاق… إلخ) وإثارة قضايا حول حقوق الإنسان في العراق، علماً أن أمريكا تعاونت مع النظام في العراق خلال معظم فترة الحرب العراقية – الإيرانية تعاوناً وثيقاً، وأن سمات النظام العراقي الأساسية لم تتغير بعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية عما كانت عليه أثناءها، فإن هذه الحملة الإعلامية كانت تهيئة الرأي العام الأمريكي، والغربي بعامة، لتوجيه ضربة عسكرية للعراق، للأسباب التالية:

أ – لقد حصلت تغييرات أساسية في النظام الدولي خلال السنوات الأخيرة، وانتقل العالم من مرحلة «الحرب الباردة» بين الجبارين (أمريكا والاتحاد السوفياتي) إلى «مرحلة الوفاق» بينهما، بعد حل الاتحاد السوفياتي وظهور «روسيا الإتحادية» وما ترتب عليها من برامج نزع وتحديد أسلحة الدمار الشامل. وكان المعيار الرئيسي في مرحلة الحرب الباردة لتحديد «القوى الكبرى» في العالم هو «القوة العسكرية»، ولذلك كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي القوتين العظيميين في العالم. أما في مرحلة «الوفاق»، فقد بدأ معيار «القوة الاقتصادية» يأخذ أهمية تدريجاً ليصبح بشكل متزايد المعيار الرئيسي لتحديد «القوة الكبرى» في العالم. ولأن الولايات المتحدة كانت تعاني أوضاعاً اقتصادية سيئة حينئذ: ركود اقتصادي وعجز كبير في ميزانيتها وميزانها التجاري وميزان مدفوعاتها، ونظراً إلى نشوء مجموعات كبرى في العالم مثل الجماعة الأوروبية واليابان، فقد كانت ستظهر قوى عظمى أخرى في العالم على أساس المعايير الاقتصادية ولن تكون أمريكا إلا واحدة منها. كما أن اعتماد أمريكا على النفط المستورد كان في تزايد حينذاك، وهي كانت تستورد خلال عام 1990 أكثر من نصف حاجة استهلاكها من النفط، وأن بعض التقديرات الأمريكية حينئذ كانت تشير إلى أنها قد تضطر إلى استيراد ثلثي حاجتها من النفط من الخارج، وبصورة خاصة من بلدان الأوبك وبلدان الخليج بوجه خاص.

ب – لقد خرج العراق من الحرب العراقية – الإيرانية بانتصار أكبر مما كانت الولايات المتحدة ترغب فيه. كما استطاع العراق تطوير التقانة التي مكنته أمريكا والغرب منها أثناء تلك الحرب، لاعتبارات خاصة باستراتيجيتها في المنطقة، وتمكَّن من تطوير تلك التقانة وبعض الأسلحة لديه، بحيث أصبح يمتلك قدراً من «الردع» يمكن أن يحول دون العربدة الإسرائيلية حيث يؤثر في أمن إسرائيل  وفي بعض مشاريع التسوية الأمريكية في المنطقة، وفي تصحيح جزئي لميزان التسلح المختل بين العرب وإسرائيل لصالح إسرائيل. لذلك كان تدمير القدرة العسكرية العراقية الناشئة، التي بدأت تخرج عن الطوق الأمريكي، هدفاً أمريكياً ملحاً.

لهذين السببين معاً، كانت الولايات المتحدة تحضّر لتوجيه ضربة عسكرية للعراق، وكانت الحملة الإعلامية على العراق، قبل غزوه للكويت، هي المقدمات الضرورية لذلك، لتهيئة الرأي العام الأمريكي والغربي والعالمي لتلك الضربة.

ثالثاً: كان هناك استفزاز كويتي غير مبرر للعراق، إذ تشير بعض الوثائق والمعلومات، التي تكشفت فيما بعد إلى أن الأمر لم يخلُ من تنسيق بين الكويت وأمريكا حوله.

 فقد كانت هناك محاولة للضغط الاقتصادي على العراق، كانت الكويت إحدى أدواتها، من خلال تخفيض أسعار النفط بزيادة الإنتاج عن الحصص المقررة من قبل الأوبك. وكان العراق قد وضع خططه على أساس دخل معين من عوائد نفطه، على أساس حصته المقررة من الأوبك والأسعار المتفق عليها، ليموّل هذا الدخل حاجاته من الاستيراد الضروري ولتسديد فوائد وأقساط ديونه وتمويل برنامجه العسكري، وبالتالي فإن أي تخفيض لأسعار النفط وبالتالي لدخل العراق من إنتاجه النفطي سيحدث له إرباكات اقتصادية لا يستطيع تحملها. وقد قامت الكويت والإمارات بزيادة إنتاجهما من النفط بأكثر من حصتهما التي حددتها لهما الأوبك، وهو ما أدى إلى تخفيض الأسعار العالمية للنفط في حدود وصلت أحياناً إلى 20 – 30 بالمئة من أسعاره. والذي يجلب الانتباه أن الكويت والإمارات لم تكونا بحاجة ملحة إلى دخل إضافي لتمويل برامجهما التنموية أو عجزهما، وأنه في حالة الكويت بالذات لم تكن لها أي «مصلحة اقتصادية» في ذلك، لأنها زادت إنتاجها من حوالى 1,5 مليون برميل يومياً إلى حوالى 2 مليون برميل يومياً، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط في الحدود المذكورة أعلاه، أي أن حصيلة مجموع دخلها من حجم الإنتاج الجديد لم تزد على دخلها السابق. ولا بد في هذه الحالة أن تكون لديها دوافع أخرى غير اقتصادية لهذا العمل الذي أضر بالعراق وبالأقطار العربية الأخرى ذات الإنتاج القليل للنفط والتي تحتاج إلى عوائده بصورة ماسة (مثل الجزائر ومصر واليمن وسورية). وقد كشف وزير النفط الكويتي حينئذ (الشيخ علي خليفة العذبي الصباح) عن هذا الدافع حينما عاتبه وزير النفط الجزائري (بو سنة) حينما كان رئيساً للأوبك، وزار الكويت وغيرها للبحث معهم حول تخفيض أسعار النفط، حيث أكد له وزير النفط الكويتي أن تخفيض الأسعار ليس موجهاً ضد الجزائر وإنما ضد العراق!

كما تبين أن الكويت قامت أثناء الحرب العراقية – الإيرانية بالتجاوز على احتياطي العراق من حقل الرميلة المشترك بين العراق والكويت، الذي يقع أكثر من 90 بالمئة منه في الأراضي العراقية، وكان العراق قد قام بإغلاق آبار هذا الحقل لديه أثناء الحرب، إلا أن الكويت استمرت تضخ من هذا الحقل ومن المخزون النفطي فيه العائد للعراق، وهو ما أكده مهندسون كويتيون عملوا فيه وأكدته بعض المصادر الوطنية الكويتية المعارضة . وهذا بدوره يثير التساؤل أيضاً، لماذا تلجأ الكويت إلى هذا الاستفزاز في حين أنه لديها من الاحتياطي النفطي في الكويت ما يمكِّنها من إنتاج كل ما تريده؟

 وهذا كله يثير تساؤلاً مشروعاً، وهو لماذا يلجأ بلد صغير مثل الكويت إلى استفزاز جار كبير مثل العراق وهو يعلم طبيعة النظام الحاكم فيه؟ وهل كان النظام الكويتي في تلك الاستفزازات «ينطق عن الهوى» أم هو «وحي يوحى»؟!

رابعاً: إن مأساة حرب الخليج تمثّل مجموعة من الأخطاء والخطايا، تم الرد على كل منها بما هو أكبر. فقد رد العراق على خطأ الكويت واستفزازها له بخطأ أكبر بغزوها. وردت السعودية مختارة أو طائعة، بما ترتب عليه تعقيدات كثيرة. وجاء مؤتمر القمة العربية، الذي عُقد بعد غزو العراق للكويت، ليتخذ قراراً بأغلبية بسيطة يعطي فيه تغطية عربية للتدخل الأمريكي ثم المشاركة مع هذه القوة الأجنبية في الحرب.

خامساً: إن هذه الأخطاء والخطايا التي ارتكبت أثناء أزمة الخليج ولا تزال، توضح، في رأيي، أزمة الديمقراطية في الوطن العربي ومدى الحاجة الملحة إليها. فلو كانت هناك ديمقراطية في الكويت، ولو لم يُحَلّ مجلس الأمة الكويتي، لما أقدمت حكومة الكويت على الاستفزازت التي قامت بها تجاه العراق. ولو كانت هناك ديمقراطية حقيقية في العراق، لما استطاع النظام العراقي غزو الكويت. ولو كان هناك ديمقراطية في السعودية، لما استطاعت طلب أو قبول التدخل الأمريكي فيه. ولو كانت هناك ديمقراطية حقيقية في الأقطار العربية المشاركة في القمة العربية، لما استطاعت القمة أن تغطي عربياً التدخل الأمريكي ثم تشارك في حرب الخليج.

تلك هي مأساة الديمقراطية في وطننا العربي، فغيابها هو السبب، ومنها وبها يبدأ الخلاص.

سادساً: لقد كان موقفي من غزو العراق، وبعد ثلاثة أشهر فقط من ذلك الغزو، ومن خلال الندوة الذي عقدها مركز دراسات الوحدة العربية في القاهرة حول «أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي» في نيسان/أبريل 1991، من الوضوح والجرأة بحيث لا يدع مجالاً للشك في هذا الموقف .

إلا أنه، وللأسف، كان تأثير هذا الغزو العراقي للكويت في الأخوة الكويتيين كبيراً لدرجة أن كثيرين منهم فقدوا صوابهم كما فقدوا القدرة على التعامل الموضوعي مع الأمور. وامتد هذا الموقف غير العقلاني إلى موقف البعض منهم مني شخصياً ومن مركز دراسات الوحدة العربية. وكان أبلغ دليل على رد الفعل هذا، المنفعل وغير الموضوعي، تجاه مركز دراسات الوحدة العربية، هو موقف المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الأخ والصديق عبد اللطيف الحمد، الذي كان عضواً مؤسساً في مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية، وكان الصندوق العربي يقدم دعماً متواصلاً وكبيراً للمركز، والذي أوقف كل دعم وتعاون بين الصندوق والمركز بعد غزو العراق للكويت، وهو موقف غير موضوعي ومنفعل ومبني على انطباعات غير موضوعية، كما يتبين سابقاً. إضافة إلى ما أثبتته الوقائع بعد ذلك، أن مركز دراسات الوحدة العربية قادر على الاستمرار والتطور والقيام برسالته من دون أن يضطر إلى الاعتماد على مصدر واحد لتمويله ودعمه. ولكنه موقف مؤسف على أي حال ولا يزال الوقت غير متأخر للرجوع عن الخطأ فهو «فضيلة»!.

 ورغم وجود أقلية في الكويت وهي أقل من القليل منهم – من أمثال المرحوم جاسم القطامي عضو مجلس الأمناء المؤسس لمركز دراسات الوحدة العربية واسماعيل الشطي – التي استمرت في تفهمها لحقيقة ما تم وأن قرار غزو العراق للكويت تم بقرار من الرئيس صدام حسين ومن دون معرفة وموافقة الشعب العراقي، ولا حتى رئيس أركان جيشه آنذاك، إلا أن بعض هذه المواقف الانفعالية استمر حتى بعد تحرير الكويت. وكمثال على ذلك ما جاء في كلام الصحافي الكويتي آنذاك، فؤاد الهاشم، في مقاله في صحيفة الوطن يوم 19 كانون الثاني/يناير 1993: «الكويتيون يا شعب العراق – لا قائده – أرفع منكم وأطهر»… «نقول للعراق ولشعبه كله لا لنظامه الحالي أو المستقبلي – أنتم أسفل السافلين … فاللهم سلّط على العراق غضبك واللهم لا تبقي فيها حجراً على حجر»!. ولكن مثل هذه المواقف المنفعلة لم تؤثر في موقفي، وفي موقف مركز دراسات الوحدة العربية، المبدئي من الموضوع، واستمر التعامل مع الكويت والشعب الكويتي على أنه «جزء من هذه الأمة العربية».

يكشف العرض السابق الخلفية التي تفسر إلى حدّ كبير «التبرير» المعلن وغير المعلن للتدخل الأميركي في العراق قبل انتهاء الحرب مع ايران وبعدها. كما تلخص الأسباب الرئيسة لاجتياح هذا البلد العربي ولتدميره المنهجي بحيث مهدّت لقيام الشروط الموضوعية والذاتية لقيام تنظيم «داعش».

* * *

وفي ضوء ما تقدم يصبح تحديد مسؤولية الدور الأمريكي في قيام «داعش» وتمددها واتساعها ممكناً تبعاً للشواهد التالية:

1.      لقد ساعد تفكيك الجيش والأجهزة الأمنية، إضافة إلى حل وزارة الدفاع العراقية، من قبل بول بريمر، توسيع هذه المنظمات الإرهابية في العراق بعد الاحتلال، فبريمر هو الذي عُيـّن «المحافظ الأمريكي للعراق» بعد الاحتلال في أيار/مايو 2003، وذلك فور تسلّمه منصبه مباشرة . ونتيجة ذلك، فقد تسبب الأمريكيون بحصول فراغ وفجوة أمنية وطنية، وفّرا الوضع المثالي لازدهار الجماعات الإرهابية.

كما أصدر بريمر أيضاً «قانوناً»، عين من خلاله ما أسماه «مجلس الحكم المؤقت» الذي تشكل على أسس وقواعد طائفية ومذهبية وعرقية وكرّسها بموجبه، وما عاد الأمريكيون سيتكلمون عن شيء اسمه «الشعب العراقي»، بل عن عرب وأكراد وتركمان، وعن شيعة وسنة. كما أصدر قانوناً يسمى «قانون اجتثاث البعث»، وهو ما أسفر عن إقصاء الآلاف من كبار موظفي الحكومة العراقية لأنهم «بعثيون». ولم يؤخذ بعين الاعتبار أن النظام السابق (البعث) قد حكم لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وأنه ما من موظف حكومة يرتقي بالوظائف الحكومية العليا إلا «بالتسجيل» كمنتسب للحزب؟

بتشجيع و/أو تسهيل انضمام بعض مواطنيها إلى داعش، لدوافع مختلفة، بما فيها التخلص منهم.

  لا يمكن للمرء إلا أن يستنتج مما ذكر أعلاه، أن الولايات المتحدة بالدرجة الأولى إضافةً إلى تركيا والسعودية وقطر، كانت مسؤولة بصورة رئيسية عن تسهيل قيام داعش وما ترتب على ذلك من دمار وخسائر بشرية ومعاناة وسط شعبي العراق وسورية على أيدي داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، بما فيها تلك التي يُحاوَل تصويرها على أنها «معتدلة».

* * *

لقد أعطت أعمال العنف الأخيرة التي قامت بها داعش في فرنسا ودول غربية أخرى دافعاً لبعض السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام الغربية لمهاجمة العرب وغير العرب من المسلمين الذين يعيشون في الغرب. وكان صوت دونالد ترامب (Donald Trump) مثالاً صارخاً لذلك، حيث إنه أراد أن يمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة في حال انتخابه رئيساً. هذه الأصوات، كما نأمل، لا تعبر بالضرورة عن رأي الأغلبية في الغرب. وقد نشرت جريدة الغارديان مقالة ذكرت فيها أسماء اثني عشر مسلماً أمريكياً (من العرب وغير العرب) بارزين، على سبيل المثال، وليس الحصر، ممن ساهموا في بناء الحضارة الأمريكية. فاستناداً لما قاله كاتب المقال، ستيوارت جيفريز، إن هؤلاء الأشخاص «صاغوا أمريكا» على حد تعبيره . وبالرغم من بوادر إيجابية كهذه، فإن الأقوال والتصريحات والتصرفات التي تشبه أسلوب دونالد ترامب، ومع أنها قد تكون آراء الأقلية، إلا أنه من الممكن ومن المرجح أن تخيف العرب والمسلمين الذين يعيشون في الغرب كمواطنين صالحين، والذين قد يصغون لتلك الأصوات الشاذة ويعيرونها انتباههم فيعملوا برد الفعل وينضموا إلى داعش.

* * *

وفي الختام، وبغض النظر عن دور الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة في خلق وتعزيز داعش، فإن مصلحة العالم بأسره تكمن في التعاون، بصدق وبشكل كامل، في مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها. كما أنه يتوجب على هذه الأطراف أن تأخذ على عاتقها معالجة الأضرار والمآسي التي نجمت عن دعمها ابتداءً لهذه الجماعات الإرهابية، ولغايات رخيصة، وأن تتحمل مسؤولية الأضرار التي لحقت بشعوب بعض الدول العربية مثل العراق وسورية واليمن وليبيا والتي دفعت ثمن جرائمهم هذه، ولذلك، وكما يقول عبد الحليم حافظ «إللي شبكنا يخلِّصنا» وعليهم أن يقلعوا الشوك بأيديهم ويعيدوا بناء وتعويض ما ألحقوه بشعوب هذه البلدان من مآسٍ وأضرار 

الآراء الواردة في هذه الافتتاحية لا تعكس بالضرورة وجهة نظر مركز دراسات الوحدة العربية، الذي يعمل الكاتب رئيساً للجنته التنفيذية ومجلس أمنائه. [1](*)

انظر: تقرير اللجنة المختارة للاستخبارات المعنون: « Postwar Finding about Iraq’s WMD and Links to Terrorism and How They Compare with Prewar Assessments, together with Additional Notes,» (8 September 2006), p. 148, <https://fas.org/irp/congress/2006_rpt/srpt109-331.pdf>.

انظر أيضاً تقرير: «Report on Prewar Assessments about Postwar Iraq, together with Additional views,» Select Committee on Intelligence, United States Senate, 110th the Congress, p. 226, <https://fas.org/irp/congress/2007_rpt/prewar.pdf>.

انظر أيضاً تقرير: «Report on Prewar Assessments about Postwar Iraq, together with Additional views,» Select Committee on Intelligence, United States Senate, 110th the Congress, p. 226, <https://fas.org/irp/congress/2007_rpt/prewar.pdf>.

 2H. Norman Schwarzkopf, It Doesn’t Take a Hero: General H. Norman Schwarzkopf, the Autobiography, written with Peter Petre (London: Bantam Press, 1992), pp. 267-308.

حيث كان العراق البلد العربي الوحيد الذي شارك في الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1948 ولكنه لم يوقع اتفاقية هدنة مع إسرائيل. 3

4 انظر: Alan Greenspan, The Age of Turbulence: Adventures in a New World (New York: Penguin Press, 2007), p. 463.

قام العراق خلال الحرب عليه عام 1991 بضرب إسرائيل لأول مرة في تاريخ إسرائيل منذ قيامها، بصواريخ أرض – أرض، والتي خلقت حالة من الرعب فيها. 5

هذا ما أكده لي د. أحمد الخطيب، بحضور المرحوم جاسم القطامي، أثناء لقائنا نحن الثلاثة في مكتب مركز دراسات الوحدة العربية في لندن بعد الغزو مباشرة. 6

انظر: أزمة الخليج وتداعياتها على الوطن العربي: أوراق عمل ومناقشات الندوة الفكرية التي نظّمها مركز دراسات الوحدة العربية، ط 2 (بيروت: المركز، 1997)، ص 166. 7

انظر: 8 L. Paul Bremer III, My Year in Iraq: The Struggle to build a Future of Hope, with Malcolm McConnell (New York: Simon and Shuster 2006), pp. 57-80,

حيث يشير في كتابه إلى إصداره الأمر رقم (2) في 23 أيار/مايو 2003، الذي تم بموجبه حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية. كما يعدد الأطراف العراقية وغير العراقية التي رحبت بحل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية.

يقول عبد الباري عطوان في كتابه عن الدولة الإسلامية، (ص 44) أنه كان لدى أبو بكر البغدادي نائبان اثنان عراقيان هما: أبو علي الأنباري الذي كان سابقاً لواء في الجيش العراقي، وهو من الموصل، والثاني هو أبو مسلم التركماني الذي كان «مقّدم» في الاستخبارات العسكرية للرئيس صدام حسين. وهناك دراستان، الأولى أعدتها الحكومة السعودية والثانية أعدها مركز دراسات ( 9Think Tank) إسرائيلي، وجدتا أن معظم المقاتلين الأجانب لم يكونوا جهاديين قبل الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وأنهم مالوا إلى التطرف بعد الاحتلال الأمريكي. ورغم أنه لم يكن للعراق تاريخ في التطرف، فإن جيلاً من العقوبات الاقتصادية على البلاد جعلت العراقيين يلتحقون بجماعة الزرقاوي. انظر: Abdel Bari Atwan, Islamic State: The Digital Caliphate (London: Al-Saqi, 2015), p. 44.

انظر أيضاً النسخة العربية لكتاب: عبد الباري عطوان، الدولة الإسلامية: الجذور، التوحّش، المستقبل (بيروت: دار الساقي، 2015).

وهو أيضاً مؤلف الكتاب السابق باللغة العربية عن تنظيم القاعدة. انظر: عبد الباري عطوان. التاريخ السري لتنظيم للقاعدة (لندن: دار الساقي، 2006). المنشور باللغة الإنكليزية، انظر: Abdel Bari Atwan, The Secret History of Al-Qa’ida (London: Al-Saqi, 2006).

وحسب معلومات السيد عبد الباري عطوان، التي استقاها مباشرة من مسجون من جماعة أبو مصعب الزرقاوي كان مع البغدادي في سجن بوكا، أن البغدادي كان يلقي أثناء وجوده في سجن بوكا محاضرات يحضرها مسجونون كانوا معه من إسلاميين وبعثيين من الجيش العراقي، وبمعدل حوالى ثلاث إلى أربع محاضرات في الأسبوع، وأن العلاقة بين ذلك المسجون والبغدادي استمرت بعد خروجه من السجن، وحسب أقوال السجين الأردني من جماعة أبو مصعب الزرقاوي، فإن البغدادي كان معجباً بزميله السجين الأردني. انظر: عطوان، الدولة الإسلامية: الجذور، التوحّش المستقبل، (مصدر سابق) ص 49.

 اتُهم النظام السوري، وبغض النظر عن رأينا فيه، بأنه كان وراء قيام «داعش في سورية». والمعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى أنه بعد بدء الانتفاضة في سورية، قام الرئيس بشار الأسد بإصدار عفو عام تم بموجبه إطلاق سراح الآلاف من المسجونين والموقوفين، وكان من بينهم أفراد من داعش. 10

 اتُهم النظام السوري، وبغض النظر عن رأينا فيه، بأنه كان وراء قيام «داعش في سورية». والمعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى أنه بعد بدء الانتفاضة في سورية، قام الرئيس بشار الأسد بإصدار عفو عام تم بموجبه إطلاق سراح الآلاف من المسجونين والموقوفين، وكان من بينهم أفراد من داعش. 11

انظر: تصريحات لمرشحين ديمقراطيين للحزب الديمقراطي، مثل هيلاري كلينتون، وتصريحات الرئيس أوباما، إضافة إلى أشخاص آخرين أدانوا فيها الأصوات المتطرفة في الغرب مثل دونالد ترامب. 12

انظر: Stuart Jeffries, «The Muslims Who Shaped America – From Brain Surgeons To Rappers,» The Guardian, 8/12/2015.

حيث سرد، كأمثلة، أسماء اثني عشر مسلماً أمريكياً بارزاً، مثل: (1) بامبت محمد، الذي حارب تحت راية الجنرال جورج واشنطن ضد الاستعمار البريطاني. (2) بيتر باكمنستر، الذي أطلق الطلقة النارية التي أودت بحياة اللواء البريطاني جون بيتكايم في معركة بانكر هيل (Bunker Hill)، كما شارك في حملات أخرى – وقد غيّر اسمه فيما بعد إلى سالم أو سليم. (3) فازلور رحمان خان، وقد ولد في دكا، عاصمة بنغلادش، وهو حائز الجنسية الأمريكية، وقد لقب بـ «آنشتاين الهندسة البنيوية» لقاء ما قدمه من ابتكارات رائدة في مجال البناء. وقد شغر عدة مناصب هامة في البنك المركزي في الولايات المتحدة وفي ميلواكي وفي أكاديمية القوات الجوية الأمريكية في ولاية كولورادو. (4) شاهد خان، وهو باكستاني الجنسية، وقدم إلى الولايات المتحدة وعمل فيها كغاسل للصحون براتب 1.2 دولار في الساعة، والآن بات يمتلك صناعة لقطع الغيار تقدر بـ 4.9 مليار دولار أمريكي. (5) همة عابدين، التي قد تكون أقوى امرأة مسلمة في الولايات المتحدة، فهي من أهم المستشارين والمساعدين لهيلاري كلينتون وكانت نائبتها في وزارة الخارجية، وهي الآن مساعدة هيلاري كلينتون في حملتها الرئاسية لعام 2016. (6) أيوب أمية طبيب مختص في جراحة الأعصاب، باكستاني حائز الجنسية الأمريكية، مسؤول عن اختراع عدة ابتكارات طبية أنقذت وتنقذ حياة العديد من البشر حول العالم. (7) كما هناك شخصيات عديدة من مغني الراب الذين ساهموا في تقديم رؤية مختلفة عن الإسلام والمسلمين إلى الرأي العام الغربي مثل: ياسين باي، ويليام غريفين أو ما يسمى به الآن ركيم الله، آيس كيوب والعديد غيرهم… (8) إضافة إلى العديد من الرياضيين الذين دخلوا التاريخ، مثل كاسيوس كلاي أو كما أطلق على نفسه فيما بعد «محمد علي» ومايك تايسون وهما بطلان في الملاكمة، وكريم عبد الجبار وشاكيل أونيل وحكيم عليوان، الذين هم من عمالقة كرة السلة. (9) فرح بانديث، التي عملت في إدارة جورج دبليو بوش في مجلس الأمن القومي كمديرة لمبادرات الشرق الأوسط ومن ثم كمستشارة في وزارة الخارجية حول قضايا الجاليات المسلمة في أوروبا. (10) مالكولم إكس، من أهم مناضلي حقوق الإنسان ومحاربي عدم المساواة. (11) أحمد حسن زويل، عالم كيميائي مصري وأمريكي الجنسية حاصل جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فيمتوثانية يمكن من رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية. (12) عزيز أنصاري، وهو أحد كبار الكوميديا والمسرح في الوسط الأمريكي.

وأضاف الكاتب: «دونالد ترامب يريد أن يحظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ولكن لولاهم لكان البلد مكاناً أكثر فقراً».

*** مفكر عربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.