دريد لحّام محيياً شهداء القنيطرة: هذا ما قاله لي الشهيد عماد مغنية
الأردن العربي ( السبت ) 24/1/2014 م …
البريق يومض، عينا الرجل الذي دق أبواب الثمانين تلمعان، عاد الدم يسري في شرايينه!
بُعث “شاباً”، أمسى يحب الحياة، بعدما استحالت يوماً بالنسبة إليه إلى “مخزن هزائم”!!
وّقدت في نفسه “شمعة”، ربما عبّر عنها بعبَرة ودمعة … “نعم أنا اليوم في أرض “الحج”، في أرض الجنوب المقدس، وهنا نرفع رؤوسنا بفضل الأبطال وآخرهم شهداء القنيطرة “.
يطلقها دريد لحام بكلّ أنفة، ويقول خلال مرافقة “الميادين نت” له إلى الجنوب اللبناني لاحتفالية قامت بها إدارة وطلاب “الجامعة اللبنانية الدولية” في مدينة النبطية: “كنت أخاطب والدي في مسرحية “كاسك يا وطن” بالقول: يابي مو ناقصنا إلاّ شوية كرامة بس، واليوم ها هي الكرامة تعود بدماء هؤلاء المقاومين الذي أعادوا إلينا الكرامة العربية”.
شهداء القنيطرة رفعوا رؤوسنا
ويعلّق “أبو ثائر” على العدوان الإسرائيلي على أرض مدينة القنيطرة السورية على تخوم فلسطين المحتلة، فيقول: “الفضل، كلّ الفضل لأبطال المقاومة الذين يدافعون عن عزتنا وكرامتنا، وما قافلة الشهداء وآخرهم أبطال القنيطرة الستة إلاّ مدعاة لنطمئن أكثر بسبب وجود هكذا أبطال، فالرحمة لهم ولأرواحهم الطاهرة التي تروي هذه الأرض”.
ولأهالي الشهداء يعبّر لحّام قائلاً: “لن نقول العزاء لهم، فهم فرحون بارتقاء فلذات الأكباد الشهداء، لا بل نراهم يرشّون الورود والأرز على جثامينهم الطاهرة”.
ويناشد الفنان العربي المخضرم الشباب العربي “عدم اليأس رغم الضربات الموجعة التي يمكن ان يتلقاها من قبل الأعداء وخاصة عدونا جميعاً اسرائيل”.
ويدعو إلى التشبه بمخلوقات ثلاثة: الحصان الذي لو تعثّر ووقع فإنه يقوم لينطلق بسرعة أكبر، والنملة حيث يتطلع أن تكون الأمة العربية منظّمة مثلها، والسلحفاة التي تمشي بتأنّ ٍ لكنها تصل في النهاية بفضل جدّها وعزمها”.
أنا في أرض مقدسة…
يعود لحّام بالذاكرة، فيقول: “منذ أربعين سنة شعرت بكرهي للحياة ويئست منها ولم أعد يومها أطيق العيش، بسبب الهزيمة والنكسة بحيث غدت نفسي مخزناً للهزائم، ويوم انطلقت شرارة المقاومة عادت وأشعلت بداخلي شمعة الأمل وحبّ الحياة، فرجعت شاباً، وعاد إليّ حب الحياة من جديد”.
ويعددّ الثمانيني الصلب “عناصر الإنتماء الديني الإسلامي الأساسية، من الشهادتين، فالزكاة، والصلاة، والصوم، والحج، لكنه يعقّب قائلا: “أنا لم أؤدّ حتى الآن فريضة الحج في مكة المكرمة، لكنني أعتبر أن زياراتي إلى الجنوب اللبناني هي بمثابة حج إلى أرض مقدسة، فالمسلم عندما يزور مكة المكرمة يقال له الحاج لأنه يزور أرض قداسة، وأنا أعتبر أن في أرض الجنوب مزيج من القداسة لأنها مروية بدماء الشهداء والمقاومين”.
كل شىء ممكن مع المقاومين
وعلى ضوء ما أكدّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في “حوار العام” مع رئيس مجلس إدارة قناة الميادين الزميل غسان بن جدو حول استعداد المقاومة للدخول إلى ما بعد الجليل في أية مواجهة مقبلة، يؤمىء “أبو ثائر” بنشوة حين تبرق عيناه ويجيب: “طالما أن هناك شباب عرب عشقوا الله والوطن، لا خوف على أمتنا وكل شىء ممكن مع المقاومين الذين أعادوا الأمل إلى أفئدتنا”.
ويذكّر بحادثة حصلت معه صدفة في لبنان: ”كنت في زيارة إلى الجنوب اللبناني بعد التحرير عام 2000، وخلال جولة برفقة قيادي في “حزب الله”، تقدّم شاب أسمر وقام بمصافحتي دون أن أعرف من هو، لكنه سرعان ما بادرني “إنت قلتَ بمسرحية “كاسك يا وطن” إنو لبنان احتل جنوب إسرائيل، وهيدا الشي رح يصير وتسمع فيه”.
ويردف دريد لحام : “بعد استشهاد عماد مغنية فقط علمت أن الشاب الذي حدّثني هو الشهيد مغنيه نفسه”.
التعليقات مغلقة.