خفايا مذهلة عن “11 ايلول”.. التفجير حصل من الداخل وليس باصطدام الطائرتين.. !!

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 4/1/2016 م …

– معلومات خطيرة للرئيس الإيطالي الأسبق كوسيغا عن 11 ايلول.

– “عملية التمويه” اصطدام الطائرات بالبرجين.. ولكن التفجير حصل من الداخل.

– “محمد عطا” يتبع مخابرات الـ”CIA“.. وجاره عميل اسرائيلي راقب كل خطواته.

– اجهزة خاصة تقيم اتصالات بأشخاص ذات توجّه اسلامي متطرف ثم يدربونه ويزودونه، ثم يلقون القبض عليه..

– 5 طلبة يحتفلون بسقوط البرجين وبجانبهم شاحنة متفجرات، ويجمعون معلومات سرية عن مقرات فدرالية.

– سيارات “فان” غريبة تدخل البرجين وتنزل مواداً من 22 آب الى 2 أيلول.

– عوارض البرجين الفولاذية ابّان الإنهيار تحولّت الى ما يُشبه “المسحوق”

– خبراء: تدمير الفولاذ ليتحول الى غبار إمّا باستخدام مزيج حراري أو باستخدام مواد نووية.

– ما هو رأي المخابرات بصدفة “كاميرا مثبتّة لتصوير التفجير”..

– من يضبط حركة الـ”cia“.. والأخير كان يعلم بوقت الهجوم.

– الرجل والمرأة الذين صوّرا اول اصطدام كانا من “الموساد”.

– “الموساد” مستعدّ دفع أموال لا تعدّ لأخذ أي معلومة.

– “ايباك” أو “موساد” لا فرق.

روسيا اليوم – رحلة في الذاكرة

نعم انه رفع الستار عن احداث 11 ايلول 2001 من داخل المخابرات الأميركية عن طريق “سوزان لينداور” ضابطة اتصال لدى المخابرات.

تلك المرأة التي تحلّت بجسارة النظام الأميركي، وانقلبت على الوكالة الإستخباري الأكثر نفوذاً في العالم، وهي المرأة التي لم تستسلم لرشوة المليون $ التي عُرضت عليها مقابل سكوتها حتى لا تنشر كتابها..

اصدر مركز الدراسات في pacpress الأميركي المستقلّ والتي يُعنى بالملفات الأمنية والسياسية دراسة معمّقة وموثقّة حول احداث 11 ايلول 2001، وبخصوص العلم المسبق للاحداث، تشير الدراسة الى أنّ المواطنين الإسرائيليين قد تلقوا تحذيرات مسبقة عن الهجمات المرتقبة، وقد اعترفت شركة “Odigo” الإسرائيلية لنقل الرسائل السريعة بان اثنين من موظفيها تلقيا رسائل فورية تُنذرهم بحصول هجوم قبل ساعتين من اصطدام الطائرة الأولى باحدى البرجين. ولولا هذا التحذير المُسبق لكان قضى حوالي 400 اسرائيلي في الهجمات، في حين انّ 5 فقط من الإسرائيليين لقوا حتفهم آنذاك.

كما صدرت تحذيرات مُسبقة من فرع طوكيو لشركة “goldman sachs“، إذ حذّر الفرع موظفيه الأميركيين بضرورة الإبتعاد عن الأبنية المرتفعة في الولايات المتحدة الأميركية قبيل الهجمات.

كذلك شركة “ZIM” الإسرائيلية للشحن البحري التي تملك الحكومة الإسرائيلية 49% من أسهمها، نصحت باخلاء مكاتبها في البرج الشمالي من مركز التجارة العالمية قبل اسبوع من وقوع الهجمات، والغت عقد الإيجار الذي كان سارياً حتى نهاية العام 2001.

هذا وتستشهد الدراسة الأميركية بالرئيس الإيطالي الأسبق فرنشيسكو كوسيغا، الذي كشف في حوار مع صحيفة ايطالية عن وجود عملية سرية، ويضيف: جميع وكالات الإستخبارات في اميركا واوروبا تعرف جيداً أن الهجمات الإرهابية الكارثية كانت من تدبير الموساد وتخطيطه بالتعاون مع اصدقاء اسرائيل في اميركا بغية توجيه افتهام الى الدول العربية، ومن اجل حثّ القوى الغربية على المشاركة في الحرب على العراق وافغانستان.

س: ماذا عن التحذيرات التي وردت الى cia في صيف 2001.

ج: في آب 2001 بلغنا اقصى درجات الإنذار، لم نعد نتحدث الاّ عن ذلك. كلنا ادركنا انه ينبغي اتخاذ اجراء ما ضدّ الأعمال الإرهابية المرتقبة. حاولنا بالفعل ايقافها، ولكن ينبغي هنا ان اشير الى الدوائر الإستخبارية لدينا ربما على عكس التصوّر الشائع، ليست كتلة صماء ذات توجّه واحد.

في واقع الأمر تظهر في الهيكل الإستخباري الواحد عدة مجموعات تتصارع مع بعضها البعض باستمرار. وفي كل مسألة تمسّ العراق واسرائيل أو اي مسألة في الشرق الأوسط ينشب صراع داخلي حاد. كانت هذه المجموعات تخوض صراعاً قاسياً وتشنّ الهجوم على بعضها البعض، وهذا ما حدث ايضاً قبيل 11 ايلول بقليل.

كان ثمّة فريق يريد الحصول على أي ذريعة لشنّ الحرب على العراق. وكان ثمة فريق آخر لا يريد حرباً جديدة. كانت المراهنة كبيرة الى درجة ان “جورج بوش” اعلن في نيسان وأيار 2001 أنّه لو حصل الرئيس العراقي صدام حسين على ايّة معلومات عن هجوم محتمل على الولايات المتحدة ولم يُبلغنا بها، فسوف نُعلن الحرب على العراق، وبذلك حاول تهيئة المجتمع الإستخباري بأنه ينبغي توقّع شنّ الحرب على العراق إذا لم يُقدّم معلومات عن الهجوم المُحتمل على اميركا.

ولكن الجانب العراقي كان يؤكد لي باستمرار “لا يمكن ان يكون عندنا معلومات عن ذلك، ارسلوا عملاءكم الى العراق إذا لا تصدقوننا، انتِ فقط من يردد لنا طوال الوقت كلاماً عن هذا الهجوم. الكلام يصدر عنك انتِ وحدك”.

وبالمناسبة بعد احداث 11 ايلول وتوجهت الى الدبلوماسيين العراقيين لأستفسر ماذا لديهم من معلومات؟ قالوا لي: لماذا لم تمنعوا هذه الهجمات؟؟؟ كنتم تعرفون اكثر من ايّ طرف آخر باحتمال حدوثها؟ كنتم تتحدثون عن ذلك طوال الصيف.. ماذا تريدون منّا الآن وقد طلبنا منكم ان ترسلوا لنا فريق استخبارياً الى بغداد للتأكد من اننا لا نعرف شيئاً عن ذلك. لماذا لم تترسلوا لنا عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي… الم نطلب منكم ذلك، بل رجوناكم.. اتعرفين لماذا لم ترسلوه، لأنكم وضعتم مخططاً لقصفنا، خططتم لذلك مسبقاً. انتم تريدون ذريعة لضربنا من خلال اتهامنا بالمؤامرة؟

سمحتم بقتل ابناء شعبكم في هذه الهجمات فقط لأنكم تريدون التخلص من “صدام حسين”… فقط لتجدون مبرراً للحرب.. حتى احد الدبلوماسيين قال، اعجب كيف ستقفون بين يدي الله بعد كلّ ما فعلتموه. وقال ايضاً، هل تريدين ان تعرفي من وراء احداث 11 ايلول. وكان ذلك في اول لقاء بعد احداث 11 ايلول مع الدبلوماسيين العراقيين في الأمم المتحدة في نيويورك في 18 من ايلول..

وقالوا لي ايضاً: “الموساد” هو الذي يقوم بنشر الشائعات عن انّ الهجمات من صنع العراق. انّهم يحقدون على “صدام حسين” منذ ان قصفهم بالصواريخ. وينتظرون لحظة الإنتقام. وانتم ايضاً قتلتم 3000 شخص اميركي لأنكم لم تستطيعوا التخلص منه طوال السنوات الماضية…

كان عليّ ان انقل المعلومات من طرفٍ الى آخر. وكنت مضطرة لتحمّل هذه الإتهامات. احسست في كلامهم مرارة وشعرت بالخجل الشديد.

والآن سأنقل اليك كيف ارى أنا احداث 11 أيلول عام 2001.. لأنّ الناس يتخبطون بخصوص ما وقع؟؟

اعتقد انّ ما حدث في 11 ايلول، هو ما نسميّه نحن “عملية التمويه”. كانت الأنظار كلّها مشدودة الى الطائرات التي حلقّت على مستوى ارفاع البرجين التوأمين.. كان ذلك اشبه بحركة خطف للنظر. كنّا ننظر الى الطائرات أمّا الفعل الحقيقي فتمثّل في ما يُسمّى “التدمير المتحكّم في الأبراج”.

هذه الطائرات التي اصطدمت بالمبنى كانت غطاءً لإخفاء الأسباب الحقيقية للإنهيار. يعني كان من المطلوب خداع الشعب واستغفاله بحيث يظنّ ان خاطفي الطائرات وجهّوا طائراتهم الى المبنى فتمّ تدميره، ولكن قليلٌ من يعرف أنّه من فترة من 31 آب وحتى 3 من ايلول كانت شاحنات مجهولة الهوية تأتي في 3 ليلاً الى مركز التجارة العالمي…

س: الشخص الذي أخبر “بوش” باصطدام الطائرة الثانية في البرج ، كان “اندرو كارد”، وكان بوش في احدى مدارس “فلوريدا”. وفي ذلك الوقت انت في المنزل تشاهدين ماذا جرى؟

وإذا يتصل بك المشرف عليكِ الدكتور “ريشارد فيوز” هاتفياً، وتقولين أنّه قد زلّ لسانه. واشار عفوياً الى تسجيل فيديو لأول طائرة تصطدم باحد البرجين. هل تخبرينا عن ذلك؟

ج: انّه امر في غاية الأهمية. لقد زلّ لسانه في الواقع. كان منفعلاً جداً. كنّا نتحدث هاتفياً ونتابع التلفزيون في ذهول. انهار البرج الأول. عرضوا ذلك المرّة تلوَ المرّة، وفي تلك اللحظات هتف “فيوز” بصورة عفوية، “ما رأيك هل يحدث كثيراً ان يظهر فجأة رجل وامرأة في الشارع ومع كاميرا مثبتّة وموجهّة الى المكان الذي ستقع فيه “الكارثة”، ثم اجاب على السؤال بنفسه، هذا مستحيل؟؟ هل توضع كاميرا مثبتّة صدفة وموجهّة الى البرجين قبل الكارثة؟ ولو حدث عرضاً مشاهد حادث ما فستهتزّ الكاميرا بيده وتصبح الصورة غير واضحة. ثم قال: هناك من امر بتصوير الطائرة الأولى وهي تصطدم بالمبنى وتبيّن انهم مجموعة من “الموساد”، كانوا يقفون غير بعيد عن مباني المركز التجارة العالمي وينتظرون منذ الصباح مزودين بكاميرات، وهم على استعداد في ايّة لحظة لبدء اصطدام الطائرة بناطحات السحاب.

“فيوز” حصل على هذه المعلومات كونه عميلاً رفيع المستوى في الـcia، وكان مسموحاً له بالإضطلاع على المواد السرية للغاية، وقد حصل على معلومات بأن الرجل والمرأة الذين صوّرا اول اصطدام كانا عميلين من “الموساد”.

وكان على عملاء الموساد ان يصوروا اصطدام الطائرة الأولى على مركز التجاري ويرسلوا ذلك فوراً الى الـ”cia” خلال ساعة على الأكثر. تصوّر هما من اوصلاها. وتصوّر على ايّة درجة كانت اتصالات الموساد داخل الـ”cia“، بحيث انهم اوّل من اوصلوا الشريط فوراً الى اعلى مستوى. واعلى مناصب في الولايات المتحدة.

ولذلك ادلى “بوش” في تصريح هام للغاية، فور وقوع الهجوم الأول. وقبل ان يدخل الصف الدراسي في مدرسة في فلوريدا، قال انه رأى تسجيلاً يصوّر “كيف اصطدمت الطائرة الأولى بناطحة السحاب مركز التجاري العالمي”.

نعم زلّة لسان. بل زلتّان، لأنّه قال فيما بعد، شاهدت الإصطدام الأول واعتقد انّه خطأ من الطيّار.. وإذا اردنا الدقة قد قال: انا قد كنت طياراً وبوسعي ان اقول إنه كان قد طياراً رديئاً الى أقصى حدّ. كان “بوش” في تنقّل لكنّه رأى التسجيل في نفسه. بينما قال “ريشارد فيوز” لي عرضاً ان هذا الفيلم صورّه رجال “الموساد”، قالها دون ارتباط بما قاله “بوش”. وهنا مربض الفرسْ.

“الموساد” وحده هو الذي كانت له علاقات بالـ”cia” على هذا المستوى، بحيث تصل صور الحادث الإرهابي الى رئيس الولايات المتحدة.

س: لماذا سلمّوا هذا التسجيل لـ”cia“؟

ج: لأنّ “cia” و “الموساد” عملا في تعاون وثيق للغاية، و”الموساد” يحاول ضبط حركة “cia“، ويبلغها ما يراه ضرورياً لإسرائيل.

س: يعني أن “الموساد” والـ”cia” كانا يعلمان بما سيحصل في 11 أيلول؟

ج: نعم يعلمان بالموعد المحدّد للهجوم القادم. هنا جوهر الأمر كلّه.

كما قال “ريشارد فيوز” ان كون “الموساد” صوّر اصطدام الطائرة الأولى بناطحة السحاب، وكون “بوش” قد اعترف بانه شاهد هذا الستجيل بعد تصويره بقليل. انّ ذلك كلّه امرٌ ذو دلالات كبيرة. انتبهوا الى الإصطدام (الفيلم الدقيقة 13:42- رفع الستار عن أحداث 11 سبتمبر 2001 من داخل CIA – الجزء الثاني RT ARABIC) ومقتطف الفيديو التقط من مسافة قريبة. وقد وصل اليه الشريط بعد 5 دقائق فقط… لم يكن احدٌ قد عرضه في التلفزيون. ولكنه كان قد رأى كيف اصطدم الطائرة الأولى بناطحة السحاب.

كلّ ذلك لأنّ المخابرات الصديقة كانت في المكان وعلى أتمّ الإستعداد كما هي كاميراتك الآن. كانت جاهزة للتسجيل. وسجلّت كل شيء للبيت الأبيض.

هناك حقيقة أخرى، في الليلة التي سبقت 11 ايلول، اصدر “جورج بوش” تعليماته بوضع مضادات جوية على سطح المنزل الذي مكث فيه.

وهذه المعلومات مؤكدة من مصدر سريّة، وهذه المعلومات تقول انّ وسائل دفاع جوية قد نُصبت.

س: ماذا كان ردّك عندما قال لك “فيوز” ان الذين قاموا بتصوير الهجوم الأول هم من عملاء “الموساد”.

ج: كنت في قمّة الغضب. اذكر ذلك جيداً. سألته، اتريد أن تقول أني بقيت طوال عدة اشهر احاول العثور على أيّة معلومات استخبارية على الهجوم من العراقيين بينما كان الإسرائيليون يعلمون به، ولم يخبروننا بذلك؟

هؤلاء الأوغاد، كيف يُمكنهم بعد ذلك انّ يدعّوا حلفاؤنا؟

كيف يتظاهر هؤلاء الناس بأنهم حلفائنا، إذا كانوا يخفون عنّا معلومات كهذه، ولا يعلم بها الاّ من هو بقمة السلطة، وجلسوا ينتظرون ولم يفعلوا شيئاً؟

بعد ذلك بدأت ادرك انهم ضحوّا بابناء شعبنا وبأهلنا، وكلّ ذلك بيقحموننا في حرب حمقاء، ولن تكون ابداً في مصلحة الولايات المتحدة. نحن لم تكن لدينا ايّة مشاكل في العراق، وما من مبررّ لشنّ الحرب عليه.

س: ماذا كان ردّة فعل “فيوز” على قولك هذا؟

ج: انقطع الإتصال فوراً.. خَمُدَ تماماً، حتى الآن لا أدري، هل “فيوز” هو من فعل ذلك.. أم أنّ الخطّ قد فُصلْ. عدت فاتصلت به، ولكنه أجابني بصوتٍ هادئ للغاية، لا ينبغي علينا التحدث في هذا الموضوع بعد الآن أبداً. ولا ينبغي ابداً التحدث عن دور اسرائيل.

س: لماذا؟

ج: لأنه لا يشأ التحدث علانية من انّ اسرائيل على علمٍ مسبق باحداث 11 ايلول. انا مثلاً لا اخشى الحديث عن ذلك، واقولها بصوت عالٍ وبملئ الفم، لكن اغلبية الناس في اميركا يخافون ذلك، لأنّ “IPAC” يملك قوة ضغط ونفوذ هائل. القضية أنّ هذا اللوبي كان من انصار الحل العسكري في العراق، واستغلوا احداث 11 ايلول ليدفعوا بنا اليها. وقد استنزف بلدنا. لقد انفقنا 6 تريليونات $ محسوبة على عجز الميزانية، ودفعنا بالطبقة الوسطى كلّها الى الإفلاس، وارتفعت عنا الضرائب واختفى جزء كبير من الضمانات الإجتماعية. كلّ ذلك لأننا نحن الأميركيين لم نعد نملك ادارة شؤون بلادنا. الأدهى من ذلك اننا دفعنا أيضاً الثمن في صورة القانون الوطني، ال”patriot act” الذي قلّص الى حدٍّ كبير حقوقنا المدنية.

س: الد. “فيوز” كان يخشى الحديث عن ذلك حتى معك انت، هل كان يتنصّت على مكالماته الهاتفية؟

ج: كان يخشى ذلك جداً، كل شيء ممكن بخصوص التنصّت. مشكلة “بوش” تمثلّت في انّه كان شخصاً انتقامياً حقوداً. وذلك لأنّه كان غبياً جداً.

س: تقولين أنّه بعد 11 ايلول، كانت اسرائيل هي الحكومة الأجنبية الوحيدة التي اعربت عن رغبتها في ان تشتري منك وثائق مخصصة من وكالة الأمن القومي في واشنطن. وقلتي أنّ عملاء “الموساد” حاولوا الإتصال بي اكثر من مرّة عندما كنت في مهمة في العراق، وقال العميل لمدبرّة منزلي انّه مستعدّ لإحضار حقيبة مليئة بالنقود الى اي مكان في العالم مقابل هذه الوثائق.

ج: نعم هذا لأمر كان طريفاً للغاية. بعد 11 ايلول اعلن صدام حسين انه لديه وثائق مالية وتقارير مصرفية واسهم ترانزيت ومعلومات عن حسابات القاعدة، اذا كنتم تبحثون عن ارقام ومعلومات مرتبطة بالقاعدة وتعتقدون بأنها المسؤولة عن الهجمات فبامكاننا أن نريكم من ايّة جهة تأتهم الأموال؟

بوسعنا أن نكشف لكم عن هيكل نشاطهم المالي، إذا أرسلتم الى بغداد فريق من خبراء مكتب التحقيقات الفدرالي لإجراء تحقيق فسوف نُسلّم كل شيء الى ايديكم.. والجدير بالذكر هنا أنّ العراقيين رفضوا في البداية تسليم هذه المعلومات الى الـ”cia” لأنهم كانوا يخشون ان تُضيّع عمداً هذه الأوراق أو تُبيدها أو تُتلفها، حتى لا يتحدث بعدها عن تعاون العراق في مكافحة الإرهاب. وعندما لجأت الى بغداد اصبح معروفاً للجميع، علم “الموساد” واجهزة المخابرات المعروفة الأخرى، لأنّه كانوا جميعاً يراقبونني، وكنت اتعامل مع بغداد من فترة طويلة. كان العراقيون من جديد يسعون بشكل جدي مدنّا بأي شيء هام في مجال مكافحة الإرهاب، وقبل فوات الأوان. ولأنّ “بوش” اصبح يقرع طبول الحرب، وكان يدفع طوال الوقت لشنّ الحرب على العراق. ونحن كنّا نعرف انّ لا شأن للعراق بما حدث في 11 ايلول.

وكان يمكن عن طريق هذه الوثائق كشف الدول الذي تدفق منها هذه الأموال، كان بوسعنا الحصول على مليارات الدولارات بالإستيلاء عليها، ولكن الولايات المتحدة رفضت استلام هذه الوثائق وعلم “الموساد” بذلك. وبعدها بدأت الإتصالات بي هاتفياً بعملاء غير معروفين في المخابرات الإسرائيلية، ربّة منزلي لم يكن لديها ايّة فكرة عن تواجدي في العراق، قلت لها انني في اجازة في ايطاليا، وحين اتصلوا بها قالت: سوزان في ايطاليا. لكم عميل “الموساد” أجاب: كلا ليست في ايطاليا. نحن نعرف اين هي؟ انها في مكان آخر.

على كلّ حال اخبريها، ان الوثائق التي لديها، او التي ستحصل عليها تهمّنا جداً. ونحن مستعدون لدفع ايّ ثمن تحدده مقابلها. سنحمل اليها حقيبة مليئة بالنقود بأي عملة تريدها، وقالوا انهم سيدفعون ملايين الدولارات.

لم يكن للموساد ايّة نيّة للتخلّي عن فكرة الحرب على العراق، لذلك كان يخافون ان يكون هناك ادلّة مادية عى تعاون العراق في مجال مكافحة الإرهاب. كما انهم ظنّوا انهم سيدفعون مبلغاً كافياً وبذلك اصبح عميلة مزدوجة.. لكنهم أخطأوا فهذا ما لا يمكن ان يحدث معي. ربما كنت الشخص الوحيد الذي عرضوا عليه هذا المبلغ ورفضت.

هذا شيء نادرٌ جداً.

في واشنطن الجميع يقبضون اموال من “الموساد”، كلهّم يقبضون. كثيرون اعترفوا لي في احاديث شخصية بانهم قبضوا نقوداً من “الموساد”.

س: من السياسيين أو من العاملين في الـ”cia“؟

ج: من العاملين في الـ”cia” ومن الساسة السياسيين.. يقبضون من “الأيباك” وهو اقوى الهياكل المالية التي تدفع في واشنطن.

س: لماذا تستبدلين “الموساد” بالـ”أيباك”، والـ”أيباك” بالـ”موساد”؟

ج: نعم انهما مرتبطان بشكل وثيق. الموساد هم الذين عرضوا عليّ المال الذري رفضته.

س: لدي استشهاد من كتاب الغاز ارهاب 11 ايلول والأثر الإسرائيلي، كتاب اثار ضجّة كبيرة في اميركا. جاء فيه انّ عميلاً اسرائيلياً كان جار لـ”محمد عطا” الذي كان ضابط اتصال لـ”cia” كما تشيرين ايضاً؟ والمخابرات الإسرائيلية راقبته بكل تحركاته على مدار الساعةن يعني حسب الكتاب ومعلوماتك يعني انّ المخابرات الإسرائيلية كانت تعرف 100% بهجمات 11 ايلول.

ج: يجب ان يعرف المستمعون، انّ عملاء الإتصال هم اشخاص تمّ فحصهم واختبارهم بدقّة. ففي ايّة لحظة يمكن ان يحدث اتصال غير متوقّعٍ مع شخص غير معروف. تريد الحكومة أن تعرف كلّ شيء عنه. لذلك يكون “العميل” تحت متابعة أو مراقبة مستمرّة.

“محمد عطا” كان عميلاً هاماً بحيث سكن العميل الإسرائييلي بجواره لمتابعة كلّ تحركاته.

أنا أرى انه ليس ثمّة معنى لإنكار ما هو واضحٌ كالشمس، إذا كان “محمد عطا” كما يدعّون متورطاً في الأحداث المرتبطة بالمؤامرة فانّ الإسرائيليين كانوا يعلمون بذلك طبعاً.

اريد ان اشير الى نقطة هامة، هناك وثائق تشير الى انّ غالبية الهجمات الإرهابية بعد 11 ايلول، قد اعدتّها الأجهزة الخاصة. ويتمّ ذلك بالشكل التالي: عناصر من الأجهزة الخاصة تحت اسماء وشخصيات مستعارة، يقيمون اتصالات بأشخاص ذات توجّه اسلامي متطرف.

من خلال الإنترنت مثلاً مدعيّن بأن لديهم اتصالات مع عملاء مزدوجين. من داخل الـ”cia” ثمّ يدربون هذا الشخص ويزودونه بالمعدات التقنية اللازمة لتنفيذ العمل الإرهابي. ثم يبرزونه بصفته المسؤول الأول لكي يتمّ القبض عليه. وهكذا فانّ “محمد عطا” كان لفترة طويلة عميل اتصال لـ”cia“. وكان يعمل في مجال تجنيد عملاء آخرين. اي كان عميلاً مزدوجاً عملياً. مثلاً كانوا يقولون له: نحن نريد اقامة اتصال مع هذا الشخص أو ذاك. نريدك ان تقيم معهم علاقات ثقة وتدعوهم للتعاون لتحقيق اغراض معينّة.

سوف تعلمّهم ما نقوله لك. مثلاً تعلمّهم كيف تقوم بخطف الطائرات. كلّ شيء ستقوم به حسب تعليماتنا. ونحن سنسهّل لك الأمور. أمّا بالنسبة للجميع فسيبدو الأمر وكأنهم هم الذين قرروا أن يصبحوا ارهابيين، ولكن في الواقع تكون أنت الذي حققّت لهم غرضهم.

يقولون له: سنُقدّم لك كلّ المعلومات التكنولوجية التي ستناقشها معهم بالتفصيل. مثلاً سنعلمك ثم تُعلمهم أنت كيفية التعرف على الإحداثيات الدقيقة لمركز التجارة العالمي مثلاً. كان من الممكن ان يكون السيناريو على ذك النحو.

من الواضح انّ احداثيات المركز وصلت الى الإرهابيين بمساعدة الـ”CIA“، أو “الموساد”. وهذه ممارسة منتشرة، وكان المُشرفون من الـ”CIA” ومن “الموساد” قد عملوا كثنائي مع عملاء الإتصال.

الجزء 4

اعدّت قناة “Fox News” الأميركية في دسمبر (كانون الأول) من عام 2001 سلسلة من التقارير تشير الى أنّ السلطات الأميركية قد قبضت خلال العام على 200 جاسوس اسرائيلي، وهي اكبر شبكة تجسس يتمّ اكتشافها في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. لكنّ القناة رفضت اذاعة هذه التقارير وحذفت اعلاناتها دون ذكر السبب. ولم يتوفر بعد ذلك الاّ على موقع “youtube” الإلكتروني.

وقد تضمنّت هذه الحلقات معلومات تفيد بأنّ هؤلاء الجواسيس كانوا على صلة بالجيش الإسرائيلي، وأنهم خبراء بالمتفجرات والأجهزة الإلكترونية، وأنّ الوثائق الأميركية تشير الى انّ حلقة التجسس هذه كانت تقوم بعملية جمع معلومات استخباراتية منظمة لإختراق المنظمات الحكومية.

وقد اخبر عددٌ من المحققين في جهاز الأمن الأميركي “فوكس نيوز” بأنهم يعتقدون أنّ الإسرائيليين كان لديهم معرفة مسبقة بأحداث 11 أيلول. وقال أحد المحققين عبر الهاتف، إنّ الأدلة على ارتباط الجواسيس الإسرائيليين المعتقلين بأحداث ايلول قد صُنفّت باعتباره سريّة للغاية. ولذلك فهو لا يستطيع الكشف عن التحقيقات التي اجريت بهذا الصدد.

كذلك ثمّة 5 من الطلبة الإسرائيليين تمّ القبض عليهم بعد ان شوهدوا وهم يحتفلون بتفجيرات 11 أيلول. وقد ثبت انّهم كانوا يجمعون معلومات سريّة عن اقسام من وزارة الدفاع الأميركية.

وقد قال محلّل لدى وزارة الدفاع “رون هاشت” خلال احدى المقابلات التلفزيونية، إنّ هؤلاء كانوا يجمعون معلومات سريّة لإستخدامها في تنفيذ اعتداءات في المستقبل. واشارت مصادر اخرى الى انّ هؤلاء الطلاب قاموا بجمع معلومات عن مباني فدرالية في مدن مثل نيويورك وفلوريدا و6 ولايات اخرى. لكن السؤال هنا لماذا أجبرت “فوكس نيوز” على الصمت عن قضية الجواسيس الإسرائيليين؟

ولماذا تكتمت على قضية الطلاب الإسرائيليين الذين ثبت علاقتهم بالموساد؟ وما مدى قوة الضغوط التي مورست على الصحفيين والمحققين ووسائل الإعلام بحيث اجبرت على الصمت.

س: تحدثتي في احدى البرامج الإذاعية عن تورّط اسرائيل في 11 ايلول. وقلتي انّه عند تأليف كتابك التقيتي بمسؤول استخباري رفيع المستوى، وكان من بين المسؤولين الأعلى درجة من السريّة، وقلتي أنّه تحدث معك بخصوص تورّط اسرائيل، وأنّه كان يشاطرك الافكار، وهو بالذات من حدثّك عن سيارات “الفان” الغريبة؟ وقال، انّ المؤسسات العسكرية الرسمية فقط هي التي تستطيع نقل المتفجرات بسيارات كهذه ! يعني امّا حكومة الولايات المتحدة او دولة قريبة منها.. !

ج: نعم هذا الشخص كان يملك اقوى مستوى من السريّة. وكانت لديه امكانيات الوصول الى الوثائق السرية للغاية. تلك التي تعود الى مكتب التحقيقات الفدرالي.

كان يعرف من الداخل عمل المؤسسات الإستخباراتي، وربما حتى وكالة الأمن القومي. لقد قال ان الكاميرات المثبتّة اسفل مركز التجارة العالمي، في المرأب الخاص بالسيارات صورّت حادثة غريبة، ابتداء من ليلة 22 آب (اغسطس) وحتى 2 ايلول (سبتمبر)، اي على مدى 10 ليالي على التوالي لوحظ نشاط غير عاديّ اخل المبنى.

وان اردنا الدقة أكثر، فان ذلك كان يجري قرابة 3 ليلاً. كانت تأتي 3 أو 4 سيارات، وكانت تبقى في المرآب حتى 5 صباحاً. زد على ذلك فانّ الكاميرات سجلّت تحركات غريبة لأناسٍ كانوا يفرغون من هذه السيارات بعض المواد المجهولة في علب. هؤلاء الأشخاص كانوا يغادرون المرآب في الصباح الباكر، اي قبل ان يبدا الموظفون بالقدوم الى مركز التجارة العالمي للعمل. وكذلك الإختصاصيون في “وول ستريت”.

ونوّه محدثي أنذ ذلك كان من الأحداث الإستثنائية. ما مِنْ أحدٍ سبق وفرّغ عربات في هذا الوقت المتأخر من الليل، في مواقف السيارات هذه. والكاميرات سجلّت ذلك. وبعد ليلة 3 ايلول (سبتمبر) لم تتكرر حادثة دخول العربات الى المرآب. من هنا فان زميلي ذات المستوى الرفيع اعتبر أنّ هؤلاء الأشخاص في العربات قد أحضروا المتفجرات في اطار الإعداد لأحداث 11 ايلول.

وهذه المواد كانت جاهزة للتفجير. وكان من الضروري تثبيتها. زميلي وصديقي توصل من كل ذلك الى استنتاج، والحقيقة يعرفون ذلك الآن. فالمعماريون والمهندسون الإختصاصيون الذين طالبوا بالتحقيق في حقيقة احداث 11 ايلول، اجروا عملاً هائلاً في المجالي النظري والعملي. وقد اثبتوا عملياً، انّ عمل تحضيرياً قد أُعدَّ لوضع المتفجرات في البرجين. وبات واضحاً بالدليل القاطع أنّه لا يمكن لأيّ طائرة اسقاط البرجين بتلك الطريقة. شرح لي صديقي آنذاك، أنّ عوارض البرجين الفولاذية ابّان الإنهيار تحولّت الى ما يُشبه “المسحوق”، ومن المعروف لدى جميع خبراء المُختصين أنّ التدمير الفولاذ الى درجة ان يتحول الى غبار، يمكن بطريقتين فقط.

الأولى باستخدام مزيج حراري، والثانية من خلال استخدام مواد نووية.

في حين أنّ الإختصاصيين عندما فحصوا ما استقرّ من الغبار في مكان الدمار، وجدوا آثار استخدام تلك العبوات. ولتنفيذ تفجير كهذا، كان لا بدّ حتماً من استخدام متفجرات بتقنيات عالية جداً.

لعلكم تذكرون أنّه عندما قلت لكم أني والمشرف الثاني عليّ، “بول هوفن” ناقشنا على مدى صيف 2001 المعلومات التي تشير الى احتمال وقوع اعمال ارهابية. باستخدام عبوات نووية محمولة. وانهم حذرونا دائماً من ذلك.

عندها توصلنا الى ان العمل الارهابي المُحتمل سيكون بطريقتين، بخطف طائرات، وباستخدام اجهزة متفجرّة. وناقشنا مع “بول هوفن” الى اي مدى سيكون سهلاً على الإرهابيين الإستيلاء من احدى القواعد العسكرية على جهاز نووي محمول.

ذاك الذي يُسمّى “قنبلة في حقيبة”. وهكذا توقعنا انّ حدوث العمل الإرهابي بمساعدة طائرات مخطوفة سيكون مصحوباً بتدمير البرجين من الداخل. إذ أنّ صدام الطائرة لا يكفي بحال من الأحوال لهذا التدمير.

كان لا بدّ لشيء اضافي أكثر تأثيراً.

س: عندما تقولين هم. بمن تقصدين؟

ج: اقصد عملاء من لـ”cia“. من الذين كانوا متورطين في تحداث 11 ايلول. والذين علموا مسبقاً ما الذي يتمّ الإعداد له. واذكر كيف قال “بول هوفن” كيف يا ترى نستطيع اطلاق اشارة الإنذار ونُحذّر القواعد العسكرية حيث يمكن انّ تتواجد العبوات المحمولة لكي تكون في حالة تأهب.

لقد نبهنّا في الصيف وحتى آب الى ضرورة الإنتباه بشأن احتمال سرقة سلاح متطور كهذا لتدمير البرجين.

س: ماذا حدث لتسجيلات الشاحنات في المرآب؟

ج: مصدر رفيع المستى قال، انّه شاهد ذلك التسجيل. كان يعمل في وزارة الخارجية. وكان من مستوى امني عالْ. ويملك حق الإضطلاع على وثائق سرية من مكتب التحقيقات الفدراية والـ”CIA“.

ولا يمكنني ذكر اسمه. انّه يخشى ان يفقد عمله. ويخشى ان يُسجن خلف القضبان بسبب افشاء الاسرار. ولايريد ان يخسر راتبه التقاعدي. وزوجته منخرطة في النسشاط الإستخباري.

وهذا الشخص واثق من انّ الأميركيين انفسهم قاموا بذلك. والمقصود أنّ الأمر ينطوي على مؤامرة من بعض الشخصيات من داخل الإستخبارات. من الذين يرغبون في اشعال الحرب في العراق. ذلك ان العديد من الإستخبارات الأميركية يحملون جنسية ثانية، اي الإسرائيلية. انهم في آن معاً مواطنون اميركيون واسرائيليون. وهم يعتمدون العمل المؤيد لإسرائيل وفق مبدأ المحافظين الجدد.

وكما قلت سابقاً، جهاز الـ”CIA” مشتّت الى مجموعات تستعدي الواحدة الأخرى. وخاصة بما يتعلق الشرق الأوسط. اعتقد ان 85 % من CIA والعاملين في الإستخبارات كانوا يتمنون ايقاف هذا العمل الإرهابي، وفعلوا كلّ ما بوسعهم لأجل ذلك. واتصلوا بالنائب العام “جون اشكركت” كما فعلت أنا، وارسلوا المذكرات مع تقاريرهم، وذكروا فيها، نحن نتوقع، نحن نعلمْ. نحن نُقدّر ما سيحدث. ولكن الآخرين الـ 15% بتقديراتي بدل ان يعيقوا ذلك الهجوم المرعب، وهم على علم بهذ العمل الارهابي، فعلوا كلّ ما بوسعهم لكي يتحقق تنفيذ العمل الارهابي على ارض الواقع. وهذا ما حدث.

س: هل يعني أنّ هؤلاء الـ15 % هم من الأكثر شأناً، وهم من صناع القرار في الإستخبارات الأميركية.

ج: الأشخاص الذين شغلوا مناصب في المرتبة الوسطى، وكذلك قسمٌ من فوق الدائرة الوسطى في الإستخبارات يميلون باخلاص لإيقاف الهجوم، فمن الطبيعي ان يسعوا الدفاع عن بلدهم.

الناس تتساءل ماذا حدث؟ هل سمحوا بأن يحدث ذلك؟ أم انهّم تنحوّا جانباً وامتنعوا عن اتخاذ هذا الإجراء او ذاك! أم انهّم اضافة الى ذلك ساهموا بأنفسهم في هذا الأمر؟ ولكن بالنظر الى كيفية انهيار البرجين نملك كلّ المسوغات لنقول أنّ اؤلئك الناس شاركوا في هذه العملية.

ليس لدي ادنى شك في هذا الأمر. لم تعد مجرّد عملية فاشلة في منع اختطاف طائرات، بل مساهمة نشيطة في وضع المواد المتفجرة والمتابعة بحيث يجري الأمر وفق المخطط المرسوم له. وأن يرتّب كل شيء محدد في مكانه داخل المبنى، بحيث يكون هناك ضمان مؤكد بأن التدمير سيكون شاملاً، وفي غضون ذلك رجال الإطفاء الذين ساهموا في اخماد النيران في 11 ايلول، سمعوا اصوات غريبة تشبه سلسلة انفجارات، والعديد من طاقم الخدمات شهدوا على انهم سمعوا ذلك. من المهم جداً أن يعرف الناس اننا فعلنا ذلك بانفسنا وليس نحن فقط، بل بمساهمة اسرائيل. لقد خططوا لذلك من خلال الأشخاص الذين نفذوّا ذلك. الأميركي التزم بالمخطط الإسرائيلي. انهم اصحاب الجنسيات المزدوجة. انّه الموساد ومن اتبّع النهج المؤيد لإسرائيل.

كان ذلك مخططاً مشتركاً مع “الموساد”، وكان “الموساد” دون ادنى شك موغل حتى العمق في العملية.

س: حدثينا عن الأشخاص الخمسة الذين قُبض عليهم وهم يرقصون.

ج: كان من المفترض بالطبع أن يُزّج بهم في السجن. هؤلاء يجب كان ارسالهم الى “غوانتانامو”. لقد أُطلق عليهم اسم الراقصون الإسرائيليون، لقد قبض عليهم حين كانوا يرقصون على الجسر قرب شاحنة وجدوا فيها متفجرات. وسرعان ما ابعدوها الى اسرائيل، وطُردوا من البلد.

س: بعد استجواب طويل، حوالي نصف عام بات واضحاً اقلّه أن 3 من هؤلاء الإسرائيليين كانوا من “الموساد”. وعندما سألوهم لماذا كانوا مسرورين لهذه الدرجة بهذه الهجمات الإرهابية، أجابوا أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستقف أخيراً الى جانبنا وستتعاطف معنا مدركة من هم الإرهابيون الحقيقيون.. والمقصود طبعاً العرب والفسلطينيون. وهذا الشرح كان كافياً لإطلاق سراحهم.

ج: لقد اخرجوهم بسرعة من البلد.

لقد جرى تحولات في عقليات الناس في الولايات المتحدة منذ احداث 11 ايلول. قبل مأساة عام 2001 ربما 90% من موظفي الـ”CIA” دعموا اسرائيل، كانت اسرائيل صديق للولايات المتحدة دون أن يشكك في ذلك احد. سرنا كتفاً الى كتف كشركاء في مكافحة الإرهاب. معظم الناس صدقّوا ذلك. ولكن بعد 11 ايلول حدثت صحوة من نوعٍ خاص داخل الإستخبارات، قبلها معظم الناس كانوا مستعدين ان يعطوا الإسرائيليين مختلف الإمتيازات، كما انهم اغلقوا عيونهم قصداً لكي لا يروا المخططات الأنانية الموجودة لدى اسرائيل. ولكننا نحن الأميركيون عندما شاهدنا الحرب العراقية وشاهدنا ماذا جرى في افغانستان، وبات اشخاص في “cia” يكتشفون أن اسرائيل كانت حتماً تملك مسبقاً معطيات عن الهجوم المعدّ، وانها منذ البداية امتنعت عن تزويدنا بمعلومات عن ذلك حصل التغيير. لقد توقفوا وقالوا، مهلاً نحن لسنا أغبياء الى هذه الدرجة. نحن نعلم جيداً أن المبنيين فُجرا. ولدينا شكوك جدية بأن الأشخاص الإسرائيليين ذات الجنسيات المزدوجة هم عملاء للـ”موساد”، وهم من تلاعبوا في مؤسسة استخباراتنا. في التسعينيات اكررّ ان العديد من عملاء الـ”cia” كانوا يعملون لصالح “الموساد” وهذا الأمر كان طبيعياً، ولهذا السبب سعوا استمالتي للتعامل معهم. حددي لنا اي مبلغ تريدين وفي اي بنك سويسري يتمّ تحويل المال. وبصورة مشابهة كانوا يتصرفون مع الكثرين، كان ذلك تكتيكاً منتشراً لتجنيد العملاء. لقد كنت معادية بعنف لإسرائيل في تلك المرحلة ومتعاطفة مع العرب. بحيث لم تكن لديهم ايّة فرصة لآخذ المال من الإسرائيليين، لأنني كنت اكره كل ما يفعلونه مع الفلسطينيين، لكن غالبية الأشخاص في الـ”CIA” لم يكونوا يكترثون بالفلسطينيين ولم يتأثروا بما كان يحدث، وان عرض احدهم المال عليهم فانهم يأخذونه بطيب خاطر.

واقصد أن غالبية الأشخاص في الـ”CIA” كانوا يعملون مع الإسرائيليين ابان وقوع أحداث ايلول. وبالمناسبة كانوا واعون لما يفعلونه. كانوا عملاء مزدوجين. وقد اعترفوا علناً بذلك، في الحوارات الخاصة مع عملاء اتصال آخرين. والسؤال المطروح بالنسبة لي هل كان المشرف “ريشارد فيوز” عميلاً مزدوجاً؟ في احدى المراحل اعترف لي أنّه قبض أموالاً من الإسرائيليين. قال هذا الأمر طبيعي، فهذه اسرائيل. الآن جرت احداث 11 ايلول سلسلة مشكلات لسوريا ولبنان. وخاصة الحرب العراقية. الجنود الأميركيون ادركوا خلال عودتهم من الحرب أنّه تمّ العبث بهم والتضحية بمستقبل البلد، ناهيك اننا خسرنا قدراتنا المالية، الكثيرون افلسوا. وتدهورت حالة دافعي الضرائب من الطبقة الوسطى. لقد عمّت الفوضى في البلاد. لقد ضحينّا بالكثير، كلّ ذلك من أجل دولة اخرى هي اسرائيل.

واذا بعد أحداث 11 ايلول كل من سار سابقاً مع اسرائيل يداً بيد باتوا يتساءلون: “مهلاً ماذا بشأن اميركا نفسها” ؟ يعلموننا ان نكون وطنيين، وعلينا ان نهتمّ قبل كل شيء ببلدنا. اليس اميركا يجب ان تكون في المقام الأول!

لن اضع مصالح تل ابيب فوق مصالحنا الخاصة، على الـ”cia” أن تُدافع عنّا أولاً، عن الولايات المتحدة. وهكذا ازداد الوعي بعد احداث 11 ايلول.

س: كيف تفسرين أن 5 مواطنين اسرائيليين فقط قتلوا في احداث 11 ايلول.

ج: لأنهم حذروهم وامروهم بمغادرة المبنى. كان يعمل في البرجين قرابة 450 اسرائيلياً. اخبر كل شخصٍ منهم، واخبرت الشركات الإسرائيلية الكبيرة التي يعمل فيها عدد كبير من الموظفين الإسرائيليين بأن لا يهب احدٌ منهم الى العمل في هذا اليوم، قالوا لهم: “لا تذهبوا الى العمل”؟

الا يوحي ذلك بشيء!

اقصد انهم عملوا بوضوح كامل عن المأساة التي ستحصل. كنّا نعلم بالحدث. ونعرف ذلك.

س: الجميع يقرّ بضلوع اسرائيل. لماذا لا يتحدث أحد عن ذلك؟ اين الوطنية؟ يفكرون بالمال وليس بارواح الآلاف التي سقطت!

ج: القضية هنا أن الشركات الإعلامية امتنعت ايضاً عن تغطية قسم كبير من حقيقة احداث 11 أيلول. وتقديم المعلومات عن ذلك. وسائل الإعلام هذه أيدّت وجهة النظر الرسمية حول اختطاف الطائرات. امتنعوا نهائياً عن الإعتراف بأن الطائرات كانت مجرّد غطاء لتدمير ناطحتي السحاب. نحن نُسمّي ذلك عملية “الغطاء والتضليل”. والشركات الإعلامية الأميركية يتحكّم بها أثرياء من ذوي الميول “الصهوينية” ولا يوجد ايّ نيّة لمواجهة هذا التيار الإعلامي.

هذا هو واقعنا.

خذ على سبيل المثال “FOX NEWS” قناة تلفزيونية مؤيدة بشكل هائل للصهيونية، وكما هو معروف فانّ جميع القنوات التلفزيونية التابعة لشركة “ماردوك” هي بتوجّه صهيوني واضح. ومؤسسات كثيرة مشابهة ترى ان وسائل الإعلام يجب ان تكون في موقف الدفاع عن الشراكة مع اسرائيل. ولا يجوز ان تكشف للشعب الأميركي أيّ معلومات يمكن ان تحطّم العلاقات الأميركية الإسرائيلية. “ايباك” يفرض ذلك على البيت الأبيض. لقد انشأوا منظومات تجعل من ايّ هجوم على اسرائيل انتحاراً سياسياً. ومع ذلك بفضل الإنترنت ووسائل الإعلام البديلة بدأ الناس يدركون تدريجياً حقيقة الواقع، بغضّ النظر عن الصمت التي تفرضه الوسائل الإعلام الرسمية. بما في ذلك بفضل حركة المحاربين القدامى اليوم. وبالمناسبة انا من نشطاء هذه الحركة. وانا فخورة بذلك. وهذه الحركة تضمّ ضباطاً من المحاربين قاتلوا في مختلف الأصقاع وقد اعلنوا ابان عودتهم الى الوطن، لقد سئمنا من اراقة دمائنا من أجل “اسرائيل”.

وهناك رجال في 25 أو 30 من عمرهم. لكنهم عسكريون مستقلون. ويندرج في عداد هؤلاء المستقيلون من الخدمة والعسكروين الذين ماذ زالوا في الخدمة. على ايّة حال هؤلاء هم الناس الذين شاركوا في المعارك في افغانستان، وفي العراق. بعضهم من الشباب وبعضهم اكبر سناً. ولكنهم لديهم قضية مشتركة، وهي انهم سئموا خوض المعارك والحروب في الشرق الأوسط من اجل اسرائيل كما يعتقدون. وان كان عليك ان تخوض غمار المعارك وتموت من اجل ما، يجب ان تعرف في سبيل ماذا تقاتل وتموت؟

في ساحة المعركة انت تشاهد من تُقاتل وجهاً لوجه. عندما تواجه الخصم. لهذا السبب يدفعون الى التفكير. وهذا ما يدفعهم الى الإستياء.

الآن على سبيل المثال، تجري تحولات هائلة في الموقف من الحرب. السيناتور “تشاك هيغل” قد سبق واعلن عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ “انا سيناتور للولايات المتحدة، وليس لإسرائيل”. وعندما قال ذلك، حاولت “ايباك” توجيه ضربة له. حاولوا طرده من مجلس الشيوخ، لكنّه ردهم على اعقابهم وصمد وانتصر عليهم.

ولكن كان عليه فيما بعد، التنازل عن كلمته تلك.

مع ذلك انا سعيدة انّ تغييرات حدثت، وهذا الأمر طالني أيضاً، فقد لاحقوني. لأني اتخذت موقفاً معادياً لإسرائيل، وكان عليّ ان ادخل المحاكم بسبب ذلك. حيث اتهموني بانني ضدّ اسرائيل.

قالوا كيف تتجرئين على الوقوف ضدّ هذه الدولة؟

هذا يعني انك تقفين ضدّ أميركا؟ وقد اجبتهم، كلا.

اذا كنت ضدّ اسرائيل، فانت لم تعد وطنياً في واشنطن. وقلت، هذين امرين لا يوجد فيهما ايّ شيء مشترك. مصالحنا ليست مصالحهم.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.