هذا مصير داعش في سورية / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) الأربعاء 6/1/2016 م …

إن مواجهة تحديات داعش الجديدة والقوى المتطرفة الأخرى في سورية، سينجح ، ولن ينتصر هذا الإرهاب على الدولة السورية والتي يريد تفكيكها وتقسيمها، لأن هذا الإرهاب يفتقد حتى اليوم إلى الشرعية والشعبية، ورغم إنحياز ودعم بعض الدول الإقليمية والدولية له، إلا أن الممانعة والإرادة الشعبية الواسعة ضده، تحول دون إنتصاره ، صحيح لن يُقضى عليه فى ضربة واحدة، وسيطول أمر المواجهة معه بحكم عدة عوامل، إلا أن الإنتصار عليه مؤكد، لأن ثمة إرادة وطنية تقف خلف هذه المواجهة المشروعة، فضلاً عن أنه بات يمثل أزمة خانقة لصانعيه.

بالرغم من مبالغات الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا فى تقدير قوة داعش وصلابتها، لم تحقق داعش على إمتداد عام 2015 أى إنجاز عسكري حقيقي في سورية، إذ تقلصت الأراضي الخاضعة لداعش بنسبة 20% كما خسرت عدداً من المواقع والمدن وحقول البترول فى محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحمص وحماة وحلب، وهناك أخبار شبه مؤكدة بان خليفتها ابو بكر البغدادي قد غادر مدينة الرقة التي أعلنها عاصمة لخلافته إلى مدينة سرت الليبية، فضلاً عن مغادرة اعداد كبيرة من مقاتلي داعش إلى ليبيا لتكون قاعدة بديلة لعملياتها في المنطقة، وفي الاتجاه الأخر تعرضت داعش  لنقص كبير في مواردها المالية إذ فقدت سيطرتها على عدة حقول بترولية فكانت تبيع ما يقارب 45 ألف برميل نفط يومياً فى السوق السوداء والذي كان يحقق لها مدخلات  كبيرة لشراء مستلزماتها من الأسلحة والعتاد.

 في سياق متصل إن ما يحدث في سورية يشكل صورة واضحة وحقيقية للعبة دولية وإقليمية بكل تفاصيلها، فهذه اللعبة هي التي تعمل بصمت عبر أدواتها على تغيير وضع سورية وتمزيقها، تلعبها دول الغرب وحلفاؤها الإقليميين لتحقيق مصالحها وأطماعها التي لا تعرف حدود، عن طريق أدواتها التي تملأ سورية اليوم من كل الأنواع والأشكال، إذ تلعب على أكثر من حبل, تارة تراها تدعي أنها تقاتل داعش، وتارة تجدها تمد يد العون لهم, وتجد أن مخططها ينفذ بدهاء عندما أطلقت داعش, وبدأ ينهش بلدنا, وعادت لتقول أني سوف أحميكم, وفي الحالتين هي المستفيدة, ونحن الخاسر الأكبر, وفي هذه اللعبة فإن الشعب أصبح على دراية تامة بهذا المخطط الخطير, وزراعتها لداعش في المنطقة, للوصول الى الغاية المرجوة, وهي تقسيم سورية طائفياً وإضعافها في المنطقة وسرقة ثرواتها.

في ذات السياق إن التدخل العسكري الروسي في سورية قلب المعادلة في سورية، فمنذ أن شنت روسيا حملتها الجوية ضد داعش والقوى المتطرفة الأخرى إستطاع الجيش السوري إستعادة معظم الأراضي والمناطق القابعة تحت سيطرة داعش، بإلاضافة الى تعزيز النظام في دمشق وإعطائه دفعة سياسية قوية تمكنه من المشاركة فى أي مفاوضات سلام قادمة، كما أشاع الكثير من أجواء التفاؤل بين السوريين لما ستتمخض عنه هذه الضربات على صعيد الجبهات السورية،  فضلاً عن دفع أمريكا وبعض الأطراف الإقليمية الفاعلة في المنطقة إلى السعى للتوصل لحل سلمي للأزمة  السورية لأنهم أدركوا بعدم قدرة حلفاؤهم من المسلحين داخل سورية على حسم المعركة لصالحهم بسبب شدة وكثافة الضربات الجوية الروسية السورية على التنظيم.

اليوم… سورية تكتب التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخ سورية فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، في ميدان القتال في حلب، دير الزور و….و….و…., ولا تنتهي إلا بتطهير الأرض من القوى المتطرفة والدخيلة على بلدنا، فهي معركة تقرر مصير الوطن ووحدته الجغرافية والوطنية، معركة سطرت ملحمة وطنية بطولية رافعة  شعار كلنا فداء سورية، لتثبيت الهوية الوطنية وضرب مخطط تقسيم سورية وجعلها نموذجاً يُحتذى به على مستوى المنطقة برمتها.

مجملاً… إن عام 2016 يمكن أن يكون عاماً مصيرياً وحاسماً بالنسبة لداعش، يتحقق فيه إنهزام التنظيم في سورية، فالجيش السوري يمضي فى معارك ضارية لتطهير سورية من جيوب الإرهاب، ولقد إستعدت ثقتي في المستقبل عندما دعيت لإلقاء مجموعة من المحاضرات في بعض المؤتمرات والورش والكليات المختلفة ورأيت أننا نملك جيشاً متماسك قوي الإرادة ويتمتع بقدرات قتالية إستثنائية على نحو يضعه فى مقدمة الجيوش الكبرى ويعطينا الثقة الكاملة فى دحر الإرهاب وإجتثاثه في الإقليم، وأن الشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها، وأختم مقالتي بالقول إن دمشق هي الحصن المنيع بوجه الإرهاب، إذ أظهرت قدرتها في مقاومة عدو يدوس على الكرامة الإنسانية، لذلك فإن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره لدحر الإرهاب  من وطننا الكبير ” سورية”.

 

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.