بيان الحزب الشيوعى المصرى / المكتب السياسي ، حول اعتقال الإعلامي اسلام البحيري
الأردن العربي ( الخميس ) 7/1/2016 م …
*سجن اسلام البحيرى عدوان سافر على حرية الرأي والتعبير …
فى الوقت الذى علت الدعوات الى “تجديد الخطاب الدينى” بعد ظهور بشاعة التفسير السلفى الارهابى للاسلام مع ظهور داعش واخواتها, فى هذا الوقت بالذات كان من الضرورى فتح النوافذ واتاحة اكبر مساحة فكرية امام محاولات “التجديد”, فأى بحث معرفى لا يمكنه تحقيق اهدافه الا عن طريق التراكم والمناقشة والاختلاف وطرح البدائل .. الخ. وكل ذلك لا يمكنه أن يحدث الا فى مناخ من الحرية الكاملة والأمن من البطش والتكفير والمحاكمة. واذا كان تعبير “الثورة الدينية” الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يعنى حرية الاجتهاد والنقد والمناقشة لتنقية التراث من كل ما يتعارض مع التطور الحضاري للانسان ومجريات التطور العلمي في القرن الواحد والعشرين , فماذا يعنى على وجه الدقة ؟؟.
ان الجريمة التى حوكم بسببها اسلام البحيرى لا تتمثل فى استخدامه بعض الألفاظ الجريئة فى حكمه على بعض علماء السلف، ولكن فى أنه تمكن من زعزعة كثير من المسلمات التى قامت عليها الخطابة الوعظية الرسمية لدى رجال الأزهر والأوقاف. فقد فضح ما تحتوى عليه مراجعهم من أحكام غير عقلانية ولا انسانية ولا متسقة مع ما يفترض من سماحة الأديان وحضها على الرحمة والعدل والاحسان. كما فضح تناقضات واضحة بين بعض الأحكام الدينية, وكشف وعرى تواطؤ بعض علماء الأزهر مع أفكار السلفيين وهدد سلطانهم وكهنوتهم الدينى. وهذا هو ما أدى الى تقديمه الى المحاكمة والحكم عليه. ولقد كان حريا بالأزهر أن يناقش هذا الباحث لا أن يقاضيه. فالرأى مهما كان شططه, خاصة اذا كان فى مجال البحث المعرفى, ليس جريمة يجر صاحبها الى أروقة المحاكم, فالمحاكم ليست المكان المناسب لمناقشة قضايا تتعلق بالآراء الدينيه أو بغيره, والقانون لا يجب يوضع من أجل معاقبة المفكرين وأصحاب الرأى.
ان محاكمة وادانة الباحث اسلام البحيرى انما تعيدنا الى عصور الظلام السحيقة , فلم يعد ممكنا السكوت على هذا الارهاب الفكرى الذى يضيف الى مسلسل محاكمات وقتل وتفريق وتكفير المفكرين والأدباء حلقة جديدة. فلقد تم تقديم رموز الثقافة المصرية الى المحاكمة ومورست عليهم أشد ألوان الارهاب الفكرى, بدءا من الشيخ على عبدالرازق وطه حسين ومحمد أحمد خلف الله ونجيب محفوظ وفرج فودة ونوال السعداوى ويوسف شاهين ونصر حامد ابوزيد .. الخ. فأى ثقافة وتطور ورقى يمكن أن ترتجى فى مثل هذا المناخ القاتم الخانق ؟؟
ان محاكمة الباحثين وسجنهم انما هى في نهاية المطاف تعد انتصارا للارهابيين والرجعيين ،واعلان وفاة لحرية الرأى والتعبير والاعتقاد. وهى الحريات الأساسية التي تحرص عليها دساتير كل الدول الديمقراطية. وبالتالى فهى تمثل رسالة بالغة الخطورة.
ان الحزب الشيوعى المصرى اذ يعلم تضامنه الكامل مع الباحث اسلام البحيرى وايمانه الذى لا يتزعزع بحرية البحث والتفكير والاعتقاد والتعبير, فانه يدين هذا الارهاب الفكرى وهذه الممارسات القمعية التى يحاول أصحابها اخفاء عجزهم عن المواجهة فى ميدان الفكر والنقاش الموضوعى بالتماس المساندة من الأجهزة الرسمية. كما يطالب الحزب البرلمان الجديد باسقاط كل القوانين المقيدة للحريات،وخاصة مادة ازدراء الاديان التي تعارض نصوص الدستور بشكل فاضح ،بما يحقق أفضل تفعيل ممكن لمواد الدستور فى هذا الصدد, واتاحة الفرصة الكاملة الآمنة أمام كل صاحب رأى وفكر مختلف.
الحزب الشيوعى المصرى
التعليقات مغلقة.