ذي إيكونومست : الأردن شهد هدوءاً حذراً
الأحد 10/1/2016 م …
الأردن العربي – حطين/ قالت مجلة ذي إيكونومست في معرض حديثها عن حالة العرب بعد ثورات الربيع العربي، إن الأردن يشهد هدوءا حذرا ممزوجا بأجواء من الخوف والفزع، في ظل ما يحف بحدود المملكة من فوضى وحركة لجوء، ووسط الحاجة إلى إصلاح سياسي بالبلاد، وأن العرب بشكل عام يعيشون حالة من اليأس والإحباط، وخاصة في أعقاب انخفاض أسعار النفط لدول الخليج.
وأشارت المجلة إلى مرور خمس سنوات على انطلاقة ‘الربيع العربي’ في بعض دول العالم العربي، وقالت إن حال العرب صار أسوأ، لكن الشعوب فهمت محنتها بشكل أفضل.
وبدأت ذي إيكونومست من تونس، فأشارت إلى بعض العبارات من أغنية أسهمت في إلهاب حماس المحتجين لشارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس بداية 2011 للفنانة آمل مثلولي، والتي تقول فيها ‘أنا أحرار ما يخافوش، أنا أسرار ما يموتوش، أنا صوت إلـ ما رضخوش..’.
وقالت إن عام 2011 أجبر المحتجون في أنحاء تونس الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي على الرحيل، وذلك بعد أن استبد بالبلاد لنحو ربع قرن، لكن ‘الإرهاب’ سرعان ما أعاق حركة الاقتصاد والإصلاح الحقيقي.
وأضافت أن البلاد تحسنت حالها عام 2015، وذلك وفق تقرير لمؤسسة ‘بيت الحرية’ أو ‘فريدم هاوس’ الأميركية المعنية بتقييم مستوى الحريات المدنية ومؤسسات معنية أخرى.
مليشيات متحاربة
لكن ذي إيكونومست قالت إن أيا من الانتفاضات التي شهدتها الدول العربية، باستثناء تونس، لم تشهد نهاية سعيدة، وأشارت إلى أن الأوضاع انفجرت في ليبيا واليمن، وأن مليشيات متحاربة تدعمها قوى أجنبية حلت محل حكومات هاتين الدولتين بشكل كلي أو جزئي، وأن بعض تلك المليشيات ترفع أعلام تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة.
وأضافت أن مصر أصبحت أكثر استبدادا بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل بدء الاحتجاجات، وأما سوريا، فتنحدر نحو الهاوية، وذلك في ظل الخراب والدمار الذي لحق بنصف مدنها، وبعد أن تم التخلي عن استغلال جزء كبير من أراضيها الخصبة.
وأشارت إلى أن ملايين السوريين تعرضوا للتشرد داخل بلادهم، وأن ملايين آخرين منهم فروا إلى الخارج، وأن مئات الآلاف تعرضوا للقتل، وسط عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب المستعرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات.
وأضافت أن حال بقية الدول العربية لا تبدو أفضل بكثير من سابقاتها، وقالت ذي إيكونومست إن مناطق الشيعة بجنوبي العراق، ومناطق أكراد العراق بشماله تعد ‘دولا أو مناطق منفصلة’.
فزع وبطالة
كما أشارت إلى الصراع الذي يشهده العراق في ظل سيطرة تنظيم الدولة على مساحات شاسعة من أراضيه، وأضافت أن الفلسطينيين منقسمون إلى كانتونات، وأنهم أضعف وأكثر عزلة من أي وقت مضى.
وأشارت ذي إيكونومست إلى ارتفاع معدلات البطالة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأوضحت أن معدلات البطالة بالعالم العربي كانت بمستوى 25% عام 2011 وارتفعت إلى ما يقرب من 30% في الوقت الحالي ، وقالت إنها تشكل أكثر من ضعف معدلاتها في العالم.
كما أشارت إلى أن التناحر الطبقي والانقسامات الطائفية في العالم العربي صارت أكثر عمقا، مما وفّر أرضية خصبة للمتطرفين الإسلاميين الذين ينشرون رؤيتهم القاسية على أنها تمثل الحل الأمثل.
التعليقات مغلقة.