الرفيق المهندس لؤي الهلسة … لك المجد / د.عرفات الأشهب

 

 

د.عرفات الأشهب ( الأردن ) الأحد 25/1/2015 م …

 

رأيت النور قبل نحو ستة عقود في قرية “حمود” بمحافظة الكرك، حيث نشأت وترعرت بين “عقودها” و شلايا الحلال وبيادر القمح والعدس ، وكان خبز الطابون زادك الاساسي ، وعلى المقاعد الخشبية المهترئة لمدارسها اكملت دراستك ، وحين لملم الفلاح / الراعي المرحوم والدك بعضاً من النقود فقد أرسلك للدراسة الجامعية في مدينة ياش برومانيا و عدت بعد إكمال دراستك ونيل شهادة الهندسة الى مدينة الكرك وأقمت في قرية حمود ،وعملت في سلطة المياه ، ويشهد الكركيون لك بنظافة اليد وأنك عملت على ايصال المياه لكل بيت خاصة في القرى النائية .

 

لأنك الأردني النقي الذي لم تلوثه المظاهر الزائفة لم تسع للحصول على وظيفة في عمان ، او افتتاح مكتب هندسي فيها كي تكون في (دائرة الضوء !!) واخترت العودة الى الأصل ، الى حمود وأهلها البسيطين الطيبين ، وحتى حين ارتبطت بابنة عمك الدكتورة خلود ، فقد اعدتها من عمان الى الكرك لتفتتح عيادة فيها.

في حمود بنيت منزلك وها قد تحققت وصيتك بأن يكون ثراها مستقرك الأبدي.

 

أثناء دراستك الجامعية كنت علماً بين الطلبة الأردنيين والعرب ، فإلى جانب قيادتك للاتحاد الوطني لطلبة الأردن ، فقد كنت ناشطاً سياسياً متفانياً في صفوف الحزب الشيوعي الأردني .

 

بعد عودتك لأرض الوطن ، والى جانب عملك المهني فقد واصلت النضال كناشط سياسي و نقابي ، فما من حراك شعبي وما من فعالية نقابية في الكرك إلا وارتبط اسمك بها ، وقد كنت على الدوام احد اعمدة مجمع النقابات المهنية في الكرك واحد قادة الحركة الوطنية فيها ، شاركت في المظاهرات الغاضبة لابناء شعبك وكتبت الشعارات الثورية على الحيطان والاسوار ووزعت البيانات السرية في الشوارع والازقة ، وقد عرفتك الساحات والميادين مناضلاً لا يكل ضد الفساد ولتحقيق الاصلاح السياسي ومن اجل اردن وطني ديمقراطي ،وبسبب ذلك فقد عانيت الشيء الكثير ومنها اعتقالك إبان هبة نيسان المجيدة عام 1989.

 

كل من عرفك يشهد لك برجاحة العقل والتفاني المقرون بالبساطة وطيبة قلب لا حدود لها.

 

لؤي ، شريط طويل من حياتنا المشتركة أيام الجامعة يعيد الذكريات بحلوها ومرها ، ستبقى صورتك ماثلة امامي بقامتك الممشوقة وابتسامتك الساخرة ،لقد هز اركاني هذا الرحيل المبكر ، وانني افتخر بك رفيقاً وصديقاً ، سأفتقدك يشاركني في ذلك رفاق وأصدقاء زاملوك من شرقي وغربي النهر ، محمد القسوس وصائب عمارين و جهاد الشوارب و سعيد الردايدة وسبيرو الطمس وسلام الزاغة وعبد المنعم البعباع وغيرهم الكثير الكثير، وسوف لن ننسى كيف كانت غرفتك في السكن الجامعي خلية نحل للعمل الطلابي .

 

لك المجد ، ولزوجتك ولنجليك و لآل الهلسة ولكل محبيك من رفاق وأصدقاء حسن العزاء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.