برنامج “عين على القدس” يتناول أثر الانتداب البريطاني على المدينة المقدسة

 

الأردن العربي ( الثلاثاء ) 12/1/2016 م …

قال الكاتب والوزير الفلسطيني الأسبق لشؤون القدس زياد أبو زياد، ان الحديث عن الاستسلام ليس واردا مطلقا فيما يتعلق بمدينة القدس المحتلة.

وأشار الى الغليان الجماهيري في المدينة ضد الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية المتمثلة في الانتهاكات للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وضد محاولة المستوطنين التغلغل في المدينة، والاعتداءات على المواطنين العرب ومضايقتهم بشتى الطرق.

وأوضح زياد في حديثه لبرنامج “عين على القدس” الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين ، ان من الصعب البحث عن مجرم معين بحق مدينة القدس، لأن ما يحدث فيها جاء نتيجة عوامل عديدة متشابكة ومتداخلة، بعضها له بعد فلسطيني وآخر له بعد عربي اقليمي، وثالث له بعد اسلامي ودولي، وأهمها العامل الداخلي الاسرائيلي.

وبين ان اسرائيل تستغل الحالة الاقليمية لانشغال العرب بأنفسهم، وهم في حالة تفتت وتفكك ولا يوجد لديهم حالة اجماع، ولم يعد لديهم اهتمام بقضية القدس “بعدما نجحت أميركا واسرائيل في ايهام الكثير من الدول العربية أن عدوها هو ايران وليس اسرائيل”، ما جعل الاسرائيليين يعتقدون أن بإمكانهم استغلال الحالة الاقليمية لفعل ما يشاؤون في القدس ومواطنيها الفلسطينيين.

كما تستغل اسرائيل العامل الفلسطيني والعربي بشكل جيد لتحقيق أهدافها وخططها في ظل الانقسام والخلافات وغياب البعد الجماهيري العربي، بالاضافة الى البعد الدولي المتمثل في اليمين المسيحي المتطرف الموجود في أميركا الذي يدعم الصهاينة المتطرفين ويرى في وجود اسرائيل نبوءة توراتية وتحقيقا للحلم التوراتي.

وفيما يتعلق بالمفاوضات قال زياد أبو زياد، انه لم يكن هناك مفاوضات بالمعنى الحقيقي، فالعرب بشكل عام تفاوضوا مع اسرائيل دون معرفتهم بالعقلية الاسرائيلية وأسلوب تفكيرها وبدأنا معهم المفاوضات من حيث يجب أن تنتهي وهذه ليست مشكلة فلسطينية فقط بل عربية أيضا.

من جانبها قالت الباحثة في تاريخ القدس في الجامعة الأردنية الدكتورة عبلة المهتدي، ان الانتداب البريطاني على فلسطين يشكل فترة هامة ومفصلية في تاريخ مدينة القدس؛ فمهمة الانتداب ايصال تلك الدولة المنتدبة الى حالة من الاستقلال.

وأشارت المهتدي الى أنه بعد نشوب الحرب العالمية الأولى وهجوم القوات العثمانية المدعومة من حليفها الألماني ضد القوات البريطانية المرابطة عند قناة السويس، تكشفت لبريطانيا الأهمية الاستراتيجية لفلسطين، فاعترضت على اتفاق سابق لدخولها تحت الحكم الفرنسي، وتم الاتفاق في اطار اتفاقية سايكس بيكو على وضعها تحت الانتداب البريطاني عام 1916، وبعدها بعام شنت هجوما على فلسطين وسيطرت عليها وفرضت انتدابها وأصدرت وعد بلفور، بعدما أظهرت مجريات الحرب العالمية أن علاقة الانتداب البريطاني بالحركة الصهيونية كانت متداخلة ونتاج ضائقة مالية شديدة وكساد شديد عانت منه بريطانيا، وعرفت الصهيونية كيف تستغله لصالحها، الى أن حصلت منها على وعد بلفور، ومن ثم تنفيذه على ارض الواقع.

وأوضحت أن موقف الانتداب البريطاني من مبايعة أهل القدس للشريف الحسين عام 1918 و1924 كان ضاغطا ورافضا لها من خلال تجاهل طلبات أهل القدس وعدم الوفاء بها، مشيرة الى العلاقة التاريخية الوطيدة بين شرق الأردن وفلسطين في جميع المجالات.

وكان شرق الأردن أكبر داعم لعقود النضال الفلسطيني بالمال والسلاح ضد الانتداب والعصابات اليهودية وخصوصا في ثورة 1936، التي اشتدت بعدها أعمال المقاومة الفلسطينية وبلغت ذروتها عام 1947 بعد قرار التقسيم، ورغم ممارسة بريطانيا القمع والتنكيل بحق الفلسطينيين لكنها لم تستطع السيطرة على الوضع، وعندئذ قررت الانسحاب وتسليم فلسطين للعصابات اليهودية بعد أن اطمأنت لقوتها وجاهزيتها.

وقال أمين القدس زكي الغول، ان مدينة القدس مدينة مميزة عن جميع مدن العالم أجمع وتفيض بالبركة ، وهذه البركة تضع علينا واجبا أكبر في المحافظة عليها وتحتم علينا معرفة مكانتها وقيمتها الدينية والتاريخية والحضارية، مشيدا بدور الأردن الذي حمل مسؤوليات اتجاه القدس أكثر من طاقاته ولم يتوان لحظة عن واجباته ولم يقصر يوما اتجاه القدس خاصة وفلسطين عامة.

فيما قال الوزير الأسبق حازم نسيبة، انه لا يوجد شبر في البلدة القديمة من القدس الا وفيه أثر لنبي او قديس او عالم، وجذور الفلسطينيين فيها تمتد الى أكثر من 6 آلاف عام، ولا يمكن مهما حدث التنازل عنها في يوم من الأيام مهما طال الاحتلال.

وقال رئيس ملتقى القدس الثقافي الوزير السابق اسحق الفرحان، اذا وقف العرب والمسلمون وقفة واحدة ازاء قضية القدس فستعود للمقدمة، ولا بد أن تعود القضية الفلسطينية الى الاعلام في المرتبة الأولى وكذلك في التعليم والمناهج المدرسية والى واجهة المواقف السياسية للدول العربية والاسلامية اتجاه اسرائيل.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.