الجامعة العربية ودورها التخريبي في تمزيق الصلات بين الدول الاعضاء؟؟
كتب كاظم نوري الربيعي ( الثلاثاء ) 12/1/2016 م …
بداية وللتذكير فقط ان فكرة تاسيس الجامعة العربية عام 1945 بدات بمشروع بريطاني وكان اول من اسس الجامعة دول سبع هي العراق وسورية ومصر واليمن والاردن ولبنان والسعودية ثم اصبح عدد اعضائها لاحقا 22 دولة.
جرى تعريف الجامعة بعد تاسيسها على انها منظمة اقليمية تعمل على توثيق الصلات بين الدول الاعضاء وصيانة استقلالها والمحافظة على امن المنطقة وسلامتها. هذه كانت اهداف الجامعة العربية المعلنة في ميثاق تاسيسها الى جانب اهداف اخرى وقد تناوبت على امانتها العامة شخصيات معظمهم من مصر باعتبار ان مقرها كان ولايزال في القاهرة فضلا عن حجم مصر الاقليمي والدولي. بالرغم من ان تاسيسها تم في العهد الملكي بمصرمثلماهو الحال في النظام الذي كان قائما في العراق وبقية الدول الاعضاء المؤسسين باستثناء سورية.
العراق يعد من مؤسسي الجامعة العربية وطلب وزير خارجيتها الجعفري عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية بعد التجاوزات التركية العسكرية الاخيرة على الاراضي العراقية ومرابطتها داخل الاراضي العراقية .
والدعوة الى اجتماع طارئ تعني ان هناك حدثا مهما جدا والاجتماع الطارئ الذي دعا الى عقده العراق يتعلق بدخول قوات اجنبية الى الاراضي العراقية لكن الجامعة العربية لم تستجب فورا مثلما استجابت لطلب السعودية عقب اعدامها الشيخ النمر لاثارة حرب طائفية في منطقة تشهد حروبا طاحنة افرزتها سياسة ال سعود وتازم العلاقات بين الرياض وطهران واخذت “ تجرجر” الى فترة تجاوزت 10 ايام للاستجابة للطلب العراقي العاجل.
وكانت الحصيلة “ بيان مهلهل صدر عن وزراء الخارجية العرب ” لا يغني ولايسمن بل ان تركية سخرت من الجامعة وامينها العام ومن بيانها ولم تكترث بما ورد فيه مما يدلل على مدى ضعف وهزال هذه المنظمة التي لم يعد لها وزن او قيمة .
لكن الامر عندما ارتبط بالخلافات الايرانية السعودية ” هرول من هرول” وباع البعض عنتريات ” مدفوعة الثمن” بالريال” كما يبدوا وهو ماحول معظم اعضاء الجامعة العربية بما في ذلك امينها العام الى ” ملكيين اكثر من الملك” لانهم يعملون بالعداد وعلى طريقة سيارات الاجرة.
الجامعة كما يبدوا بقيت مخلصة للمبادرة البريطانية التي تاسست بموجبها فكانت سباقة وفي عهد امينها العام السابق عمرو موسى في التامر على الدول العربية بالتنسيق مع دول اعضاء رئيسيين في مجلس الامن من بين الدول الخمس دائمة العضوية من الذين استثمروا وجودهم في المنظمة الدولية لتنفيذ اجندات استعمارية وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا .
اما كان من اهداف الجامعة العربية الاساسية صيانة استقلال الدول الاعضاء والمحافظة على امنها ووحدة اراضيها ؟؟
واين هي اهدافها المعلنة والتي تضمنها بيان تاسيسها الاول قبل نحو سبعين عاما والذي بقي حبرا على ورق في الحفاظ على امن ووحدة اراضي الدول الاعضاء التي شاركت في تاسيسها .
الجامعة في عهد امينها السابق عمرو موسى وبصورة شبه مباشرة ساهمت في اعطاء الضوء الاخضر للدول الغربية لاسقاط الدولة الليبية مثلما لم تكترث بالغزو والاحتلال الامريكي للعراق وتدميره ولم يصدر عنها حتى بيان خجول ؟؟
اين الجامعة العربية من الذي يحصل في سورية والعراق واليمن من حروب ودمار الان تتصدر الواجهة فيها بالدعم والتمويل انظمة اعضاء في الجامعة العربية بل ان عددامن الدول الاعضاء في الجامعة تشن حربا ضد دولة هي الاخرى عضو في الجامعة مثل اليمن وتتدخل في شؤون دول اخرى معرضة امن المنطقة للخطر ؟؟
اين اختفت مبادئ الحفاظ على امن واستقلال الدول الاعضاء في الجامعة التي وردت في بيانها الاول ومن المسؤول عن ما الت اليه اوضاع الامة؟؟
هل نبرئ ساحة ” جامعتنة ” الما لمتنه “كما ورد على لسان فنان العراق المرحوم عزيز علي حين سخر قبل نحو خمسن عاما من الجامعة ومواقفها المخزية المعادية .للشعوب العربية.
الجامعة العربية باتت عبئا على الشعوب العربية لانها تعمل على تفرقة وتمزيق الامة وترضخ جميع قراراتها الى ارادة بعض الانظمة الفاسدة التي تسيرها بالمال ومن خلال “ الرشاوى ” التي تقدمها تلك الانظمة لبعض الدول الاعضاء وحتى امينها العام الحالي والذي سبقه .
وهل نسينا مواقف الجامعة التامرية حين تصدر اجتماعاتها سيئ الصيت حمد بن جاسم ال ثاني عندما كان وزيرا للخارجية في قطر وكيف جرى الاصرار على طرد بلد عربي مؤسس لهذه الجامعة مثل سورية التي كانت من الدول السبع الموقعة على الميثاق في وقت لم نكن نسمع فيه بشيئ اسمه “ دولة قطر” على الخارطة العربية بل ان حكامها كانوا مجرد رعيان قبل ان يكتشف المستعمرون مصادر الطاقة في صحاراهم القاحلة لتصبح لهم قيمة .
التعليقات مغلقة.