تقرير حول مقابلة الملك عبد الله الثاني في مقابلته مع ” سي إن إن ” الأمريكية بشأن سورية وعلاقات الأردن مع السعودية

 

محمد شريف الجيوسي ( الخميس ) 14/1/2016 م …

*قلت لبوتين  أن الإلتزام بوقف الطلاق النار غير ممكن  دون إحراز تقدم .. و ” الجميع ” يدرك أن ذلك يعني رحيل بشار ..

*علينا الموازنة بين ” قيمنا الاخلاقية والاعتبارات الامنية ونعرف أن بين لاجئي الحدود الشمالية الشرقية ” دواعش ” ونعي ان بين النساء من هن إرهابيات

*تمارس ضغوط  امريكية وغيرها على الأردن لإستقبال نحو 14 الف لاجيء قدموا من دير الزور والرقة والحسكة حيث تتواجد داعش وينبغي ان يخضع هؤلاء لتدقيق امني صارم ونريد ان لا نتعرض للخداع

*بعض اللاجئين  السوريين عادوا إلى وطنهم وبعضهم إلى دول أخرى ..

*هناك تنسيق دائم مع السعودية  ونسقنا معها موقفنا بمواجهة إيران في حادث السفارة واعلمتنا الرياض بشأن الإعدامات

*هدفنا من زيارة الولايات المتحدة التنسيق معها لجهة محاربة الإرهاب ..

قال الملك عبد الله الثاني في المقابلة التي أجرتها معه محطة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية ، وتناولت عددا من القضايا الإقليمية ، أنه ناقش خلال مباحثاته مع الرئيس بوتين، الحاجة لتحريك العملية السياسية إلى الأمام بأسرع وقت ممكن.

وأضاف ، من الواضح أن هناك دولا تقول أن على بشار أن يتنحى اليوم، والروس يقولون ليس قبل 18 شهرا. سأتحدث عن ذلك من وجهة نظرنا، لأن هناك تواجدا للجيش الحر في جنوب سورية ، وهناك تنسيقا أردنيا – روسيا لتحقيق وقفٍ لإطلاق النار في تلك المنطقة.

لقد ناقشت، على وجه التحديد، مع بوتين فكرة أنه لا يمكننا أن نتوقع من الرجال والنساء والشباب السوريين أن يتخلوا عن أسلحتهم ن وأن يلتزموا بوقف إطلاق النار، إذا لم نشهد تحركا في العملية السياسية في فيينا. لن يجلسوا منتظرين لشهرين أو ثلاثة شهور دون أن يأملوا بحدوث تقدم.

وتابع الملك ؛ القول ، لذا فإن الروس يدركون تماما أن علينا، عاجلا وليس آجلا، أن نوفر آلية تسمح للعملية السلمية من المضي قدما، وأعتقد أن الجميع يدرك أن ذلك يعني رحيل بشار.

وحول لجوء السوريين إلى الأردن، قال علينا أن نكون حذرين في مسألة التدقيق الأمني. ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن أن نسمح أن يعاني 80 أو 90 % من اللاجئين. لذلك كان لا بد دائما من ( الموازنة بين قيمنا الأخلاقية، التي تملي علينا الاعتناء بمن يرزح تحت المحن ويحتاج الأمن) ،وهو أمر علينا دائما التعامل معه.

وأضاف الملك ، لدينا ما بين 2ر1 و 3ر1 مليون لاجئ الآن، ولكننا استقبلنا أكثر من ذلك لأن هناك من يعودون إلى سورية والبعض يذهب إلى دول أخرى.

وقال واجهنا تحديات مؤخراً ، بسبب وجود 12 أو 14 ألف شخص خلف الحدود إلى الجانب الشمالي الشرقي من حدودنا، وهؤلاء لا يسمح لهم بالدخول إلا بعد تدقيق أمني صارم، وجزء من المشكلة أنهم جاؤوا من شمال سورية وتحديداً من الرقة والحسكة ودير الزور، وهي مناطق تمركز عصابة داعش.

وأعرب الملك عبد الله الثاني عن معرفته بوجود عناصر من داعش في هذه المخيمات الحدودية،  وكاشفاً عن تعرض الأردن لضغوط هائلة من المنظمات غير الحكومية ودول أخرى لاستقبالهم.

وقال نستقبل يومياً من  50 إلى 100 لاجئ، ومؤسساتنا الحكومية والجيش ومستشفياتنا العسكرية جاهزة على الجانب الأردني من الحدود إلى جانب المنظمات الأهلية لتقدم الرعاية لهم.

واعتبر الملك عبد الله الثاني أن الحكومة الأردنية التي استقبلت نحو 2ر1 مليون لاجئ ، لا يمكن التشكيك في التزامها ، لكن هذه المجموعة ( يقصد الموجودة عند الحدود الشمالية الشرقية ) تشكل تهديداً أمنياً. وعليه، يجب أن نكون في غاية الحذر، مع تفهمنا قلق بعض الدول. ومع هذا، فيجب أن لا نغفل عن مأساة اللاجئين، وعلى الجميع مساعدتهم.

وقال وصلتنا ملاحظات من الولايات المتحدة لإدخال مجموعة اللاجئين العالقة على حدودنا، والتي أشرت إليها للتو ، وجوابنا على هذه الملاحظات أننا نتفهم ذلك، ونحن نحاول إدخالهم، ولكننا في نفس الوقت، نريد أن نتأكد من نجاعة آليات التدقيق الأمني التي وضعناها، وأننا لن نتعرض للخداع، وأن الأمور ستسير على خير.

من الواضح، يقول الملك ، أن بين اللاجئين مرضى وكبار سن ونساء وأطفال ، قد يتصل بنا بعض الناس ويقول: أدخلوا جميع النساء، ولكن كما رأيتم في ولاية كاليفورنيا، وكما رأيتم في باريس مؤخرا، كانت النساء، للأسف، جزءا من المنظمات الإرهابية والهجمات الإرهابية ، وعلينا أن نكون أذكياء، دون غياب التعاطف.

ورداً على سؤال حول حادث السفارة السعودية في ظهران ، قال ، نحن ننسق دوما مع السعودية، واتخذنا موقفاً حازماً تجاه ما فعله الإيرانيون. ندعم إخواننا السعوديين بالكامل، واتخذنا الموقف الذي ارتأيناه، فاستدعينا السفير الايراني للتعبير عن عدم رضانا حيال ما قامت به إيران، وذلك بالتنسيق مع أشقائنا في السعودية، وعلاقتنا بالأخوة هناك قوية بشكل كبير، وكذلك هي علاقتي بـ ( خادم الحرمين، وولي عهده، وولي ولي العهد، والموقف الذي اتخذناه في الأردن جاء بالتنسيق بين البلدين).

وبشأن  مشاركة الأردن في محادثات فيينا حول سورية ، قال الملك الردني ، ان ارتاى من الحكمة أن يكون يتخذ الأردن موقفاً مرناً أثناء هذه المباحثات في هذه المرحلة. ومن الواضح أن هناك ارتفاعا في منسوب التوتر بين السعوديين والإيرانيين، وسيتجلى ذلك خلال محادثات فيينا.

واعتبرالملك  أن السعوديين ينظرون من الزاوية الأخلاقية للموضوع، حيث إنهم لا يريدون للتوتر أن يتصاعد نحو صراع شيعي – سني في المنطقة،  معرباً عن أعتقاده  بأن الجميع يسعى لتهدئة الموقف والتركيز على الأمور ذات الأولوية، خصوصا محادثات فيينا.

وحول إعدام الشيخ النمر ، قال لقد أبلغونا عن ذلك، ونحن نرى أنها مسألة داخلية ونحترم قرارهم وآلية اتخاذ القرارات لديهم. وكما قلت، فنحن ندعم بالكامل ما وجدوا أنه من الضروري القيام به.

واعتبر الملك عبد الله الثاني أن سلاح الطيران الأردني وجه ضربات جوية هائلة  لداعش فضلا عن حجم الطلعات الجوية والاستطلاعية التي نفذها، وأردنا دائما أن نضرب المزيد.

وقال نحن  على علاقتنا جيدة بوزير الدفاع الأمريكي، وهناك جنرالات جدد في وزارة الدفاع يريدون تصعيد المعركة ضد عصابة داعش، وأعتقد أنك سترى تصعيدا في وتيرة الحرب، حيث كانت هناك بعض العمليات النوعية.

أستطيع القول، من وجهة نظر الأردن، أننا نريد أن نرى المزيد، وهذا هو أحد أسباب زيارتنا الحالية إلى واشنطن. يتعلق الأمر بمسألة التنسيق: كيف يمكننا تحقيق كل ذلك معا؟ هذا هو الشيء الذي طرح للنقاش خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما نحاول أن نفعله الآن. ما هو أقصى جهد على الأردن بذله؟ وماذا يمكننا أن نفعل لإحكام التنسيق؟ ما الذي على العراقيين القيام به والأتراك والأكراد بالتنسيق مع بقية دول التحالف؟ ومرة أخرى، فإن محادثات فيينا مهمة جدا لأنه علينا أن نتعامل مع الروس في نهاية المطاف. لو استطعنا، في رأيي، كسب الروس ليصبحوا جزءا من عملية التنسيق هذه، سيكون الوضع أفضل كثيرا. ولكن هذه مسألة على موسكو وواشنطن أن يجدوا حلا لها.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.