السعوديه ازمة بنيوية فى التكوين والنشأه (1) / حسين عليان

 

 حسين عليان ( الأردن ) السبت 16/1/2016 م …

من يلاحق تطور تكوين ونشأه بناء الدوله السعوديه يجدها نشأه ذات طبيعه عدوانيه دمويه وليست عمليه تطور اقتصادى اجتماعى سياسي طبيعى تدريجي.

 فقد تم تأسيس الدوله تحت رعايه اﻻستخبارات البريطانيه ومستشرقيها وهم من ابتكر توليفه بين اﻻل سعود ومحمد ابن عبد الوهاب والذى اثار المؤرخين تكهنات وشكوك عن حقيقه وجوده وذهب البعض ﻻعتباره شخصيه استشراقيه من صنع اﻻستخبارات البريطانيه كما اثيرت نفس التكهنات بشأن ابن سعود بأعتباره تاجرا يهوديا من اهل البصره كان يجوب الصحارى تحت انظار ورعايه

البريطانيين .

يومها كانت الجزيره العربيه عباره عن امارات قبليه متنازعه وكانت الحاجه البريطانيه لتوحيدها والتعامل مع سلطه واحده مصلحه بريطانيه .

وقد كان هذا تأسيس ﻻول توليفه ووﻻده دوله و نظام سياسي ثيوقراطى يتولى بموجبه اﻻل سعود السلطه السياسيه فى حين يتولى اﻻل الشيخ السلطه الدينيه .

وقد كانت محاوله عبدالعزيز ابن سعود هى المحاوله البريطانيه الثالثه بعد فشل وسقوط محاولتين عرفتا بالدوله السعوديه اﻻولى والثانيه واللتان اسقطتهما حمﻻت محمد علي والى الدوله العثمانيه على مصر وولده ابراهيم باشا فى حمﻻته وغزواته على نجد والحجاز .

لقد دخل التحالف السعودى الوهابى حروبا طاحنه ضد خصومه وبمساعده بريطانيه .

وبحروب ذات طبيعه دمويه تكفيريه لم تألفها قبائل الجزيره فقد قتل اﻻبن اباه واﻻخ اخاه قتل الشيوخ واﻻطفال وبقرت بطون النساء واسبيحت اﻻموال واﻻرواح وكان داعش انذاك تعمل تحت اسم الخوان كما وكانت فتاوى الوهابيه تغطى كل تلك الجرائم وتبررها بأسانيد وتأويﻻت ﻻ تختلف عما يجرى اﻻن فى سوريه والعراق واليمن ….

فما اشبهه اليوم بالبارحه .

ومن ثم حاول ابن سعود التمدد بحروبه الدينيه خارج الجزيره من خﻻل غزواته لمشيخات وامارات الخليج التى وقعت معها بريطانيا ﻻحقا معاهدات بهدف تأمين طريق الهند الشرقيه قبل أحتﻻلها والسيطره عليها مباشره بعد الحرب العالميه اﻻولى وظهور النفط .

وبسبب طبيعه النظام الوليد الفقهيه والمذهبيه الطائفيه فقد سعى لغزو كربﻻء والنجف وتدميرهما ونهبهما تحت ذرائع تكفير اﻻخر وحق قتله واستباحه دماءه وامواله فما اشبهه اليوم بالبارحه ولوﻻ نجاح القبائل العراقيه بصد تلك الهجمات لحقق مبتغاه .

كما غزا اﻻردن وهزمته القبائل اﻻردنيه جنوب عمان على ايدى قبيله بنى صخر .

أذن نحن اليوم امام نموذج قديم ومستمر من حيث طبيعته المذهبيه الطائفيه التكفيريه ورفض اﻻخر (من ليس معنا فهو ضدنا ).

لكنه متجدد من حيث الوسائل واﻻساليب المختلفه

فقد استمرت السعوديه فى توظيف الدين والمذهب لخدمه المصالح الغربيه البريطانيه ومن ثم اﻻمريكيه فى طول وعرض العالمين العربى واﻻسﻻمى تاره بمجابهه اﻻلحاد والشيوعيه وتاره بمجابهه الفكر القومى العروبى وهى مستمره حتى اليوم.

 والهدف تمزيق وحده العرب اوﻻ والمسلمين ثانيا وهى ومذهبها وأسﻻمها السياسي من وضع العروبه واﻻسﻻم فى حاله تناقض وصراع بديﻻ عن حاله التكامل والوفاق مسخره كل ثقلها الروحى بوجود الحرمين الشريفين واشرافها وادارتها على فريضه الحج والعمره وكذلك ثقلها النفطى المالى لتحقيق ذلك .

وظل هذا النظام ودوره يحظى برعايه ودعم وحمايه الدول الغربيه وامريكا خصوصا على كل اﻻصعده سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستخباريا وتسليحيا حتى اليوم .

انتهى الجزء اﻻول .

يتبع ﻻحقا الجزء الثانى

بعنوان السعوديه التحوﻻت الداخليه وتصدير اﻻزمات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.