هل باتَ خُروج المظاهَرات … ضرورياً ؟! / د.بهجت سليمان
د.بهجت سليمان ( سورية ) الإثنين 18/1/2016 م …
– تخرجُ بعضُ الأصوات ، بين حينٍ وآخر ، في المناطق السوريّة التي لم تتمكّن العصاباتُ الإرهابية المتأسلمة من السيطرة عليها ..
تخرج دَعَواتٌ للتّظاهر – ولو كانت خَجولة – احتجاجاً على أمْرٍ ما أو للمطالبة بِأمْرٍ ما ..
– وفي هذا السّياق ، لا بُدّ من التأكيد بِأنّ مئات الآلاف من شباب وشابّات الجمهورية العربية السورية ، بَرْهنوا خلال السنوات الماضية ، عن وعيٍ وطنيٍ رفيع … ينطلق من قاعدة الإنتماء الفولاذي للوطن ، ومن قاعدة الولاء الراسخ ل سورية الأسد ، المبني على الصمود والإباء والشموخ والصّبر والجٓلَد والإستقلالية والكرامة ، و على قاعدة الإنضواء تحت سقف الدولة الوطنية السورية ، بشعبها وجيشها وأسَدِها ..
– ومن البديهي والمنطقي ، أن يكون الشبابُ والشابّاتُ الذين يتحلّون بهذه المناقبّية الرفيعة ، أنْ يتحلّوا بِأعْلَى درجات اليقظة والنَّباهة ، في عدم إفساح المجال :
للمصطادين في الماء العَكِر ، ولا
لِسَيِّئِي النّيّة ، ولا
للخُبَثاء ، ولا
للحاقدين ، ولا
للفاشلين ، ولا
للعبثيّين ، ولا
للمتربّصين ، ولا
للمُزايِدين ، ولا
للخلايا النّائمة أو الرّاقدة ..
لكي يجعلوا منهم سُلَّماً يرتقونه ، لكي يصلوا إلى أهدافهم الخبيثة .. أو سِتارَةً يختبئون وراءها .. أو مظلّةً يَحَتمون بها ، لكي يستكملوا مخطّط العدوان على سورية .
– الأمْر الذي يَعْني ابْتعاد الشباب الوطني السوري ، الشامخ والصلب ، عن تقليد اصطناع التّظاهرات ، للمطالبة بِحَقٍ مشروع ، أو بما يعتقدون أنّه حٓقٌ مشروع .
لماذا ؟
لكيلا يُحٓقّقوا لأعداء الوطن و المتربّصين به ، فْرْصَتَهُم السّانحة في حَرْفِ تلك المُطاهَرات عن هدفها الأصلي وغايتها السليمة ..
– وأعْتَقِدُ بِأنَّ تجارِبَ عام ” 2011 ” المريرة والمسمومة ، تكفي لتعليمنا ضرورةَ اليقظة والحذَر من إفساح المجال ، لإخْتباء أعداء الوطن في الخارج والداخل ، وراء عواطف مئات أو آلاف الشباب الذين اسْتُدْرِجوا إلى فَخٍ ومصيدةٍ انزلقوا إليهما ، و وُضِعوا في خانَةٍ لم يكونوا فيها ولم يكونوا يريدونها .
– وقد يقولُ قائل : وكيف سَنُطالب بِحَقّنا ، أو بما نراه حقاً ؟
المسألة بسيطة : وهي أن يجري تشكيل وَفْدٍ يُمَثِّلُ حٓيْثِيّةً اجتماعيّة ما في بٓلْدَةٍ أو في حَيٍ أو في مدينةٍ ، ثم يذهب هذا الوفد إلى المسؤول الأوّل في المحافظة ، أو أحد أعوانه ممّن لهم علاقة بموضوع الشكوى أو الطَّلَب ، لِيُناقش معهم ضرورةٓ الإستجابة لمطالبهم ، في إطار ما هو قائم وما هو ممكن ..
وفي حال عدم الإستجابة ، يجري الذهاب إلى المستوى الوزاري .. كذلك في حال عدم الإستجابة ، يجري الذهاب إلى رئاسة الحكومة ..
وعندما لا تجري الإستجابة لهم ، من حَقِّهم حينئذٍ أنْ يرفعوا الصوتَ عالياً وعلى رؤوس الأشهاد ، ولكن على أرضيّة الإحساس العميق بالمسؤوليّة الوطنية ، وتحت سقف الإلتزام بالدولة الوطنية السورية .
التعليقات مغلقة.