النفط والدولار شراكة آفلة / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 19/1/2016 م …
يمكننا القول ان صراع النفط والغاز ، وصندوق النقد والبنك الدوليين ، والدولار من جهة , وبنك الاستثمار الاسيوي ، والغاز ( سلعة المستقبل منذ العام القادم ) و تبادله بعملات بديلة للدولار قد حسم لمصلحة : الغاز سلعة الغد الاستراتيجية القادمة .
لقد حافظ الدولار على مكانته كعملة تداول اممية وكان يعتبر العملة الصعبة) hard currency) اللقب الذي اطلق عليه بعد الحرب( الوطنية العظمى ” السوفيتية “, العالمية الثانية “) لصعوبة الحصول عليه ، طيلة عقود ماضية من هيمنة القطب الاميركي الاوحد بسبب :
اولاً . الهيمنة الاميركية الاقتصادية .
ثانياً . الهيمنة الاميركية العسكرية .
ثالثاً . ربط سعر الدولار بالذهب .
رابعاً . رهن تداول النفط به .
وقد كان ربط تبادل النفط بالدولار السر في احتفاظ اميركا بمشايخ النفط على راس انظمة عميلة لضمان تدفق النفط لاسواقها ( والحفاظ على الدولار كعملة تداول له )، وهو السر في استمرار تداوله .
في عام1971 عمل نيكسون على فك ارتباط الدولار بالذهب بعد 30 سنة من الارتباط , وقد كان سعر الاونصة 35دولارا للاونصة رفعه الى 350 دولارا بعد فك الارتباط و سرق فارق السعر الذي فرضه على العالم مما انقذ الاقتصاد الاميركي من الازمة التي حاقت به في حينها في اكبر سرقة عرفها التاريخ .
وفي ال ٧٣ اعلن الملك فيصل باوامر اميركية بعد مواجهة الاقتصاد الاميركي ازمة اقتصادية اخرى , عن ايقاف تصدير النفط بذريعة حرب تشرين مما رفع سعر برميل النفط من 1,8 دولار للبرميل الى 10 دولار وقد صب فارق السعر في البنوك الاميركية مما مكن الاقتصاد الاميركي من خروجه من ازمته الاخرى وبذا تخلصت اميركا من ازماتها الاقتصادية في كلا الحالتين بسرقة العالم .
منذ ذلك التاريخ واميركا تضخ مليارات الدولارات طباعة دون غطاء من الذهب , والعالم يُقبل على تداوله برغم يقينه بانه مجرد مادة ورقية , لحاجته الى تداوله كعملة تبادل تجاري ولسيطرة البنوك الاميركية على اداة التداول النقدي ” السوفت ” .
جابهت اميركا ازمة الرهن العقاري والاسواق المالية في عام2007 ، وخاضت عدوانين سافرين ضد افغانستان ، والعراق لتحل مشاكلها الاقتصادية كالعادة لكن ذلك عمق ازمتها الاقتصادية ، وافقدها الهيمنة الاقتصادية ، والعسكرية فافقد الدولار عناصر قوته وحصانته .
وقد حاولت اميركا جاهدة حل مشاكلها الاقتصادية كالسابق بخوض الحروب وتركيع العالم وسرقة ثرواته لكنها جابهت التحولات والتحالفات الدولية التي قلبت موازين القوى , وكان عليها ان تلتحق بالركب فوقعت الاتفاق النووي ورفعت العقوبات عن ايران وهي الان تبحث عن تسويات في سورية .
لم يتبق للدولار من عناصر قوة سوى ارتباطه بالنفط وقد خاضت واشنطن معارك بقاء امتدت من القرم واوكرانيا لتضعف روسيا وتحول دون تمديد انابيب الغاز الى المتوسط , ثم شنت عدوانها السافر على سورية بسبب موقفها من مد خطوط الغاز القطرية للمتوسط اضافة لباقي الاسباب التي باتت معروفة واضحة .
وقد شهد العالم مؤخرا اكثر من محطة تاريخية فاصلة , كالاتفاق النووي الايراني , ثم المساهمة الروسية للدولة الوطنية السورية ورفع العقوبات الاقتصادية عن ايران وكانت هذه التحولات مؤشرا” على تقويض المشروع الاميركي وحسم المعركة لصالح الغاز ومالكيه روسيا وايران اضافة للجزائر وقطر .
وقد شهد العالم مؤخرا اتفاقيات قطرية ايرانية تمكن الاسطول الايراني من التجول في المياه القطرية , ويشهد الان محادثات روسية قطرية في ذات السياق .
يقف العالم الان على حافة تحولات نوعية لينتقل من عهد هيمنة راس المال وادواته الى عالم متعدد الاقطاب والادوات , والعملات , وسيشهد سقوط بعض من هذه الادوات في مقدمة مشاهد الهزيمة كانظمة الخليج .
ثم تكر المسبحة .
التعليقات مغلقة.