يحدث ويحدث ويحدث .. بلا حسيب / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن ) الثلاثاء 19/1/2016 م …

بمحاولة للمرور من حارس المرمى ،محاولة للقفز على الكلمات والهروب للامام ،بعد أن ضقت ذرعاً بكل ما يجري ، لن أكتب اليوم عن حادثة الاختلاس في وزارة العمل والتي طار بها ما يزيد عن مليوني دينار بلا مقدمات وبلا رقابة وبلا حسيب ،لن أكتب عن حال الناس الذي ينذر بالقلق وفقر وبطالة وجوع وحيرة ومصير مجهول ينظرون اليه يفر من أمامهم .

لن أكتب عن ،اضراب الدقامسة وحالته الصحية ومتى سيفرج عنه وهل انتهت مدة محكوميته وهلع افراد اسرته بعد نقله على كرسي متحرك الى المستشفى . لن أكتب عن السفير ولا عن الوزير ولا عن أصحاب الحظايا والعطايا الذين لا يفتحون فمهم فقط الا عند طبيب الاسنان ما دامت كل المنافع تصب وتقدم ولا تتأخر عن موعدها . لن أكتب عن دهشتي من تصريحات الوزير الذي يقول الشيء ونقيضه في كل مكان وزمان بلا رقيب ولا حسيب ولا أحد يبالي . لن أكتب عن تصريحات الحوراني التي يقول فيها إن هناك 30 شركة مساهمة عامة متعثرة برأسمال يصل الى حوالي 700 مليون دينار بسبب افساد الادارة ، عدم تطبيق الحوكمة ، تواطؤ مدققي الحسابات ،نسيت أقول لكم من هو الحوارني ،ما علينا.

لن أكتب عن « السبورة « التي كانت «لوح» قبل 15 عاماً وكان الطالب وقتئذٍ ذكيا … واليوم أصبحت « السبورة « ذكية والطالب لوحا ودبرها يا معلم ، لن أكتب عن زملاء من جيل الرواد اليوم يقفون على نوافذ شبابيك البيت ينظرون الى المدى البعيد بعد أن وصلوا لسن التقاعد لكن بدون ضمان وبدون تقاعد وبدون سؤال من نقابة الصحفيين المشغولة لا أعرف بماذا مشغولة ، لن أكتب عن مقال يدفعه وزير سابق الى صحيفة يومية للنشر ويكون من المفروض أن ينشر قبل شهرين وينشر اليوم ولا حسيب ولا رقيب ، لن أكتب عن أشياء وأشياء تقود الى النجاح في بلدنا لكنها تمر بمسربين احدهما السقوط اخلاقياً أو السقوط سياسياَ ولن أكتب ولن أكتب وسأدخل في غفوة وبعدها غفوة عسى الله يفعل ما يريد في هذا الزمن الذي لا نريد .

وتصبحون على خير أو على بلاط أو على قارعة الطريق …..!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.