المجد الأردنية تعرض مدلولات ” الإنتكاسة الديبلوماسية ” بين الأردن وأمريكا

 

محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 18/1/2016 م …

*استناداً الى رؤى صالونات عمّان السياسيةصانع القرار الاردني يعرف جيداً مدى التحولات الأخيرة في الاستراتيجية الامريكية، المختلفة كثيراً عن السابق

*أسباب الإنتكاسة ، تراجع الحريات العامة في الأردن وعدم استقبال لاجئي شمال شرق سورية والعلاقة ” الحميمة ” مع روسيا

تعرضت العلاقة الاردنية- الامريكية الى نكسة سياسية ودبلوماسية علنية، الاسبوع الماضي، جراء اعتذار الرئيس الامريكي باراك اوباما عن لقاء الملك الأردني عبدالله الثاني في البيت الابيض، بدعوى انشغاله بخطاب ”حال الاتحاد” الذي القاه يوم الثلاثاء الماضي امام الكونغرس الأمريكي.

ورغم ان الرئيس الامريكي حاول تدارك هذا التقصير المعيب من خلال لقاٌّء مقتضب بينه وبين الملك الأردني في قاعدة اندروز الجوية العسكرية قرب واشنطن، فضلاً عن اللقاء الملكي مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ، وجون كيري وزير الخارجية، واشتون كارتر وزير الدفاع، الا ان هذه المحاولات الترقيعية لم تنجح في محو مشاعر المرارة والغضب التي عاد بها الوفد الاردني الى عمان صباح الخميس الماضي الموافق 14 كانون ثاني الجاري .

وقالت ورقية المجد الصادرة اليوم، أن صالونات عمان السياسية ومحافلها الاعلامية إنشغلت بهذه الانتكاسة في العلاقة بين القيادة الاردنية وبين ادارة اوباما التي كثيراً ما خرجت عن مألوف السياسات الامريكية لدى الادارات السابقة، واغضبت العديد من ”حلفاء الامس” الذين فوجئوا بتباعدهم عنهم وتقاربها مع خصومهم.

وأكدت المجد أن الصالونات والمحافل الأردنية، لم تنطل عليها حكاية انشغال اوباما، وانطلقت في تحليل وتعليل أسباب الجفوة الاردنية – الامريكية المباغتة، وما يمكن ان يترتب عليها من نتائج وعواقب يمكن ان تمتد حتى نهاية ولاية اوباما في مثل هذا الشهر من العام المقبل.

وقالت المجد،ان معظم الاراء عزت الاسباب الى تحفظ ادارة اوباما على عدد من السياسات الداخلية والمواقف الخارجية الاردنية..ففي المجال الداخلي،أعربت الصالونات عن قناعتها بان تقارير السفارة الامريكية وغيرها من(اوكار الملاحظة)في عمان،تتضمن ملاحظات سلبية حول تراجع وتيرة الحريات العامة والاصلاح السياسي، وعودة القصر للاستئثار بصنع القرار واختزال باقي السلطات والمؤسسات الرسمية،وسوء ادارة وتمويل مخيمات وتجمعات اللاجئين السوريين ومنع استقبال المزيد منهم الذين يتكدسون عند الحدود..

أوضحت المجد، على صعيد المواقف الاردنية الخارجية،  لفتت الصالونات  الأردنية الانظار الى قلق ادارة اوباما من تنامي العلاقة السريع بين عمان وموسكو،بل توطيد الصداقة الشخصية بين الملك الأردني والرئيس الروسي بوتين، الذي اصر على استقبال الملك واقامة حفل غداء تكريمي له يوم اقدام الجيش التركي على اسقاط طائرة السوخوي المقاتلة الروسية،اواخر شهر تشرين ثاني الماضي.

وفيما يبدو ، تقول المجد ، ان الملك رد علناً على تقصير اوباما في لقائه ، بالمبادرة بعد ساعات قليلة فقط من مغادرة واشنطن، لاجراء مكالمة هاتفية مع بوتين للتباحث في شأن الجهود الدولية لمحاربة الارهاب، ومتابعة مستجدات الازمة السورية ومحاولات ايجاد حل سياسي شامل لها.. الامر الذي فسرته صالونات عمان ومحافلها على انه رسالة موجهة الى ادارة اوباما، تفيد بان الأردن ماضٍ في تقاربه مع روسيا حول الموضوع السوري وغيرها، ولو كره اوباما واردوغان وبعض عربان الخليج.

بعض رواد صالونات عمّان ، بحسب المجد ، انحوا باللائمة على أعوان الملك ومستشاريه لانهم لم يعدّوا مسبقاً للقاء الملك الأردني مع الرئيس الامريكي، ولم يتأكدوا على وجه الدقة من حصول هذا اللقاء حال وصول الملك الى واشنطن، بل تركوا الامر مفتوحاً على عواهنه، وقابلاً لاكثر من احتمال، وهو ما ادى بالتالي الى هذا الوضع المحرج لكل الاطراف.

وعلى صعيد النتائج والتداعيات التي يمكن ان تترتب على هذه النكسة الدبلوماسية، قلّل بعض اصحاب الصالونات من اهميتها، واعتبروها نكسة مؤقتة، او حتى زوبعة في فنجان سوف تهدأ قريباً، وتجد نهايتها لدى اجتماع عبد الله الثاني وأوباما المعلن عنه في شهر شباط المقبل.. مؤكدين ان الاردن يستطيع توسيع وتنويع خياراته وتحالفاته، ولكنه لا يستطيع، لاسباب سياسية واقتصادية وعسكرية، الذهاب بعيداً في مناكفة واشنطن.

وختمت المجد ، إلى أن صالونات الأردن السياسية خلصت الى القول بان صانع القرار الاردني يعرف جيداً مدى التحولات الأخيرة في الاستراتيجية الامريكية، التي اختلفت كثيراً عن السابق حتى باتت تقدم التفاهمات الجديدة مع روسيا وايران على التحالفات القديمة مع تركيا والسعودية وتوابعها الخليجية !!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.