أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الاردن ” فؤاد دبور يشيد بعلاقات ايران مع المقاومة دولا وفصائل
محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 18/1/2016 م …
** علاقات ايران مع المقاومة دولا وفصائل، علاقات استراتيجية بمواجهة العدو الصهيوني الذي يشكل الخطر الأكبر على وجود الأمة
** إيران صديق وحليف وشريك في مواجهة أعداء الأمة …
اكد الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي ( في الاردن ) فؤاد دبور في بيان اليوم ، ان علاقات ايران مع المقاومة دولا وفصائل،هي علاقات استراتيجية حيث تقدم إيران الدعم بكل أشكاله للأمة العربية بمواجهة العدو الصهيوني الذي يشكل الخطر الأكبر على وجود الأمة لان الصراع مع هذا العدو، هو صراع وجود.
موجهاً خطابه للضالعين في محاولاتهم لجعل إيران عدواً، انها صديق وحليف وشريك في مواجهة أعداء الأمة.
وأوضح دبور في بيانه استهداف إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الوروبي والكيان الصهيوني وأسباب الإستهداف واوجه التناقض بين طهران ومعسكر اعداء الأمة ، ومن بينها سورية وروسيا والمقاومة .
وفيما يلي النص الكامل للبيان :
جمهورية إيران الإسلامية … انجازات على طريق التقدم والقوة
اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية إيران طوال العقود الماضية ومنذ انتصار الثورة الإيرانية على نظام الشاه الموالي لها والذي كان يقيم علاقات سياسية ودبلوماسية واستخباراتية ونفطية مع الكيان الصهيوني دولة إرهابية وداعمة للإرهاب ، مثلما اعتبرتها الإدارات الأمريكية أيضا دولة في محور الشر ودولة مارقة ونظاما يجب الإطاحة بها، ذلك ان إيران الثورة شكلت معضلة حقيقية للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ، ما دفعهما إلى محاولة تطويعها وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية عليها ، حيث خرجت إيران من دائرة التبعية للسياسات الأمريكية واتجهت نحو البناء الذاتي والذي قامت به وبشكل متسارع بعد انتهاء الحرب مع العراق متحدية بذلك مشاريع الهيمنة والتسلط الأمريكية، وسارت على هدي مشروعها الخاص في البناء والتطوير الاقتصادي والثقافي والعلمي والعسكري ، وصولا إلى إنتاج السلاح المتطور ووضع أسس برنامجها النووي لإنتاج الطاقة النووية السلمية ، مما أغاظ الدول الاستعمارية والكيان الصهيوني وجاءت هذه الإغاظة لأسباب أخرى عملية ، تتعلق بدعم إيران للمقاومة التي تواجه الكيان الصهيوني ووجوده فوق ارض فلسطين العربية وسورية ولبنان ، وتتمثل هذه المقاومة بحزب الله في لبنان وفصائل مقاومة فلسطينية ، مثلما تواجه المشاريع الأمريكية- الصهيونية. وتبذل كل الجهود لإفشال مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية والمشاريع الأمريكية التي تستهدف الأمة العربية في استقلالها وقرارها السيادي وثرواتها وبخاصة النفطية منها.
وقد حملت إيران مشروعها هذا ودافعت عنه ولم تتراجع عنه رغم التهديدات الصهيونية والأمريكية والعقوبات ، وصمدت في الدفاع عن أمنها القومي ، واستمرت في تطوير قدراتها الاقتصادية والعسكرية ، وكان المشروع الإيراني في كل فصوله داعما لقضايا العرب بمواجهة الصهيونية الغاصبة لأرض فلسطين رغم محاولات التشكيك في هذا المشروع ، على انه طامع في السيطرة على أقطار عربية وان لإيران نوايا توسعية على حساب العرب.
وبالتأكيد لا يمكن أن ننكر وجود طموحات مشروعة لإيران ، ولكن ليس لأجل تصدير الثورة إلى أقطار عربية أو الهيمنة الإقليمية، وعلينا أن ندرك الفرق بين الهيمنة والتسلط من جهة وبين العلاقات الإستراتيجية كما هو الحال بين إيران وسورية ، أو بين إيران وحزب الله في لبنان والعلاقات الايجابية مع العراق ، وبين إيران وفصائل فلسطينية مقاوِمة .
كما علينا ان ندرك توجه إيران لبناء قوتها العسكرية المتطورة للدفاع عن النفس أمام الهجمة الأمريكية والتهديد الصهيوني ، وبين استخدام هذه القوة للاعتداء على الأخر.
إيران دولة مستقلة فعليا وغير تابعة لأحد، تملك مقدراتها وثرواتها ، تتحكم بها وتستخدمها لصالح تقدم وازدهار بلدها وخدمة شعبها. ولأنها تملك قرارها السيادي المستقل وتصنع سلاحها بنفسها ، لا تخشى المواجهة مع من يعاديها .. وبانتهاجها هذه السياسة أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية غربية ( فرنسا وبريطانيا، وألمانيا ) على التفاوض حول مشروعها النووي ، و( إذ لم نذكر روسيا والصين فذلك لأنهما دولتان صديقتان لإيران).
ورغم الحصار الجائر الذي كان مفروضا عليها، تابعت إيران مواجهة المشاريع العسكرية الأمريكية والصهيونية التي تستهدف المقاومة،عسكرياً وسياسياً ، حيث دعمت حزب الله اثر عدوان تموز عام 2006م وكذلك العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2008/2009، 2012، 2014، وكذا سورية التي تواجه حربا دولية إرهابية غير مسبوقة.
وقد حقق هذا الدعم إضعاف الكيان الصهيوني وإفشال الأهداف التي يعمل العدو ومعه الولايات المتحدة الأمريكية على تحقيقها.
وحققت إيران تقدما ملحوظا في قدراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، ما جعلها تصبح دولة هامة وقادرة في الإقليم بل وفي العالم كما أضحت مكونا أساسيا في الكتلة الحضارية العربية الإسلامية، وهذا يقتضي التعامل مع إيران ومشروعها الحضاري بايجابية دون قلق أو خوف، فإيران دولة مسلمة صديقة للعرب وقد أكدت ذلك عبر وقوفها إلى جانبهم والدفاع عنهم في فلسطين ولبنان وسورية وأمام العدوان الصهيوني الإرهابي الأمريكي الغربي الاردوغاني وهي تعمل ليل نهار لامتلاك القوة العسكرية والاقتصادية والمادية والسياسية لاجل الدفاع عن النفس ولاجل أن تصبح قوة على مستوى الإقليم والعالم. عبر الأوراق التي تمتلكها في أفغانستان وباكستان وفلسطين ولبنان وعلاقاتها الوثيقة مع روسيا والصين والهند ودول منظومة شنغهاي.
وحققت إيران يوم مؤخرا انتصارا كبيرا تمثل في رفع العقوبات بكل أشكالها وأبعادها السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية. وهذا يعطي جمهورية إيران الإسلامية القدرة على زيادة البناء الذاتي اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وسياسيا ويعطيها أيضا القدرة على الاهتمام بقضايا المنطقة ويرفع وتيرة دعمها لقوى المقاومة، كما أن فتح أبواب تصدير النفط والغاز أمامها يجعلها تحقق مداخيل تضاف إلى استعادة المليارات المجمدة في مصارف الغرب بعامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة وقد اتجهت فورا لرفع إنتاجها من النفط ، نصف مليون برميل يوميا مما يجعل أسعار النفط تهبط أكثر مما هي عليه الآن وهذا يلقي بتأثيرات سلبية على الدول المنتجة للنفط. وايجابية على الدول المستهلكة وبخاصة الصناعية منها.
نؤكد على أن إيران حصلت على هذا الانجاز بفضل شجاعة وحكمة وقدرة القيادة الإيرانية على إدارة الصراع مع الدول الاستعمارية التي استهدفتها سياسيا ودبلوماسيا كما اثبت الشعب الإيراني قدرته على الصبر والتحمل والصمود والعمل بجد من اجل مواجهة الحصار الظالم بكل ابعاده وتداعياته وتأثيراته السلبية .
وجاء هذا التحمل والصبر والصمود من اجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب والحفاظ على امن الوطن واستقراره واستقلال إرادته وقراره السيادي.
وجاء رفع الحصار وان تأخر كثيرا ليريح الشعب ويجعل إيران دولة إقليمية قوية في الإقليم ويعطيها دورا أساسيا في المشاركة الفاعلة في حل قضايا المنطقة بعامة والأزمة السورية بخاصة حيث وقفت إيران، ولا تزال، الى جانب الدولة الوطنية السورية التي تواجه العصابات الإرهابية المدعومة أمريكيا وصهيونيا وتركيا ومن أنظمة عربية، ورغم هذا الانجاز العظيم الذي كما أسلفنا يعطي إيران القدرة على البناء والقوة والاقتدار ، لا زال هناك قضايا تواجه إيران حيث أن العدو الصهيوني الذي اعترف بالهزيمة والفشل في منع رفع العقوبات، لكن رئيس الوزراء نتنياهو يعلن بكل صفاقة بأنه سيواجه إيران .. وسياساتها مدعيا التعاون مع أنظمة عربية في هذا المجال. وكذلك هناك أيضا تناقض تام بين جمهورية إيران والولايات المتحدة الأمريكية في العديد من القضايا من أبرزها:
1- الموقف من الكيان الصهيوني ، حيث أن أمريكا تقدم لهذا الكيان الدعم بكل أشكاله السياسية والعسكرية والاقتصادية وتعمل على الحفاظ على أمنه، بينما إيران تعتبره عدوا لدودا للأمة الإسلامية يحتل أرضا عربية إسلامية ينتهك الحرمات والمقدسات وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك وتعلن بكل صراحة وشجاعة بأنها تساعد بإمكانياتها على طرد العدو من فلسطين العربية والأرض العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان.
2- الموقف من المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني، الفلسطينية منها واللبنانية ممثلة بشكل خاص بحزب الله، حيث تقدم جمهورية إيران الإسلامية كل الدعم للمقاومة لأنها تواجه العدو الصهيوني هدفها الاستراتيجي في طرده من فلسطين والمنطقة. أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي تعتبر المقاومة فصائل إرهابية لأنها تواجه الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأراض عربية.
3- الموقف من سورية، عملت الإدارة الأمريكية على إسقاط الدولة الوطنية السورية سياسيا وعسكريا ودعمت العصابات الإرهابية واستخدمت جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية الأخرى لتحقيق هذا الهدف خدمة لمصالح الكيان الصهيوني ومصالحها ، ولكنها فشلت في إسقاط سورية ، وتضطر الآن للسير على طريق التفاوض . أما إيران ، فقد قدمت كل الدعم للدولة السورية من اجل إفشال المشروع الصهيو- أمريكي وأدواتهما في المنطقة.
4- وهذا الأمر يتعلق بالعلاقات مع روسيا الاتحادية التي تربط روسيا مع إيران اقتصاديا وعسكريا (صفقات الصواريخ المضادة للطائرات) وسياسيا حيث التنسيق بينهما في العديد من القضايا وبخاصة الأزمة السورية. في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة ؛ روسيا الاتحادية في أوكرانيا وفي العديد من دول شرق أوروبا ، حيث تقيم العديد من قواعد الصواريخ الموجهة ضد روسيا.
وختاما نؤكد على ان علاقات ايران مع المقاومة دولا وفصائل، هي علاقات استراتيجية حيث تقدم الدعم بكل أشكاله للأمة العربية بمواجهة العدو الصهيوني الذي يشكل الخطر الأكبر على وجود الأمة لان الصراع مع هذا العدو، هو صراع وجود.
ونؤكد للضالعين في محاولاتهم لجعل إيران عدواً، انها صديق وحليف وشريك في مواجهة أعداء الأمة.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــؤاد دبــــور
التعليقات مغلقة.