لتفكيك النظام ” في السودان ” لاخيار للمعارضة سوي اللحاق بالحوار

 

محمد إبراهيم * ( السودان ) الثلاثاء 19/1/2016 م …

يعتقد البعض ان تمديد اجل الحوار لشهر اخر الغرض منه زيادة عدد المشاركين من الاحزاب المعارضة في الحوار واستهلاك زمن لضمان استمرار النظام في الحكم اتفق مع ماذهب اليه البعض و لكن يبدو واضحا ان النظام ينظر الي مصلحته ويغض الطرف عن المصالح التي تهم الشعب ,في تقديري ان الحكومة السودانية دائما تغض الطرف عن مصالح شعبها ولذا تدفع اغلي ماتمكله من ثروات لبقائها

وحسب قراءات الكثيرين فان حزب  المؤتمر الشعبي قبل بالحوار ليس رغبة منه في الدخول للحوار وليس لمصلحة الشعب مثل النظام لان ايدلوجية الشعبي والوطني واحدة فللمؤتمر الشعبي اجندة خفية غير واضحه للعيان ،حيث لا يزعم انه يخشي من تكرار السيناريو الذي حدث في مصر لكن القراءه الصحيحة هو لديه نوايا خفية خاصة وان الانباء المتداولة  تشير بوجود صفقة تحاك بعيد عن الاعين  بين الحكومة وعراف الشعبي دكتور حسن عبدالله الترابي

 نية  المؤتمر الشعبي بدات ملامحها تظهر عندما دفع بمقترح حكومة انتقالية لكن هذا المقترح وجد الرفض بتصريح شهير لمساعد الرئيس البشير المهندس ابراهيم محمود حامد بان مقترح الانتقالية يؤدي لتفكيك النظام يظل مرفوض تماما مادعا الي خروج حزب العدالة القومي من الحوار بشكل مؤقت برئاسة امين بناني

والقريب في الامر ان المؤتمر الشعبي لازال في هذه السفينة التي لم تبحر منذ اطلاقتها في العاشر من اكتوبر, فالشعبي تغيرت لغته وتحولت مواقفه بصورة ملحوظة لم تكن معهود خاصة عندما تسمع تصريحات الامين السياسي للشعبي كمال عمر الذي اصبح يتحدث وكأنه جزء من مؤتمر وطني ،حيث برز مؤخرا كامين عام للمؤتمر الشعبي فصعود عمر وجد نقدا كبيرا من السياسيين واقرانه في بقية الاحزاب وزملائه في الحزب خاصة وان هناك قيادات اصيلة في هذا الحزب مؤهلة اكثر منه.

قبل انطلاق الحوار الحكومة ذكرت عدة مرات انها ستقبل باي مقترحات يجمع عليها المتحاورين لكن تقديم المقترح الذي دفع به قوي المعارضة كان اختبارا فشل فيه النظام اختبار احبط المتحاورين والمتابعين لجهة ان العديد استبشروا خيرا بقيام الحوار لكن سرعان مااحبطت امالهم.

وبما ان الحوار عملية حضارية فهي الوسيلة البديلة للبندقية خاصة وان الاخيرة اصبحت تشتهر به دول العالم الثالث وللاسف ان عددا من الدول العربية الان لازالت تقاتل بعضها البعض ربما يكون نفس المشاهد هناك تنطبق علي السودان

رسالة الي بريد المعارضة

مااود  ان اقوله ان الاحزاب الممانعة للحوار عليها ان تقبل بهذه العملية التحاورية وان تتوحد في مواقفها لاقتلاع السلطة من الذين يدعون انهم اسلاميين ، فلذلك لاخيار للمعارضة السودانية التي لاتزال تعاند هذا النظام ،ان لاتتمسك بشروطها التعجيزية  فهي لازالت تنادي باسقاط النظام حيث اصبحت حديثها اكثر من افعالها

 ،مثلما عملية الحوار كشفت نية المؤتمر الوطني وذلك برفضه لمقترح الحكومة الانتقالية ،ايضا الاحتجاجات التي قام بها الشعب السوداني في عام 2013 جراءرفع الدعم عن المحروقات والتي كانت غائبة فيها المعارضة تماما من هذا المشهد  فانكشفت المعارضة ،امر خصم من قاعدة جماهيرها ما دعاني لاقول لكل الاحزاب المعارضة التي رفضت اللحاق الي سفينة الحوار والتي لازالت تبحر وذلك لاتفاقها علي صيغة واحدة لفكفكت النظام

البعض يرجع الاخطاء التي ارتكبها النظام الي ضعف المعارضة والتي كان اخرها قطع شعرة معاوية مع ايران بطرد سفيرها بالخرطوم

و في حال توحدت  المعارضة علي موقف واحد تستطيع ان تصل الي السلطة حتي ولو كانت جزئيا وسيكون هناك بسط للحريات وسياستنا الخارجية ستتحسن و الحظر الاقتصادي سينفك مع امريكا لان سبب هذه الازمات هذا نظام ،وبالتالي الاقتصاد السوداني سيتعافا ،فلذلك لاخيار لهؤلاء المعارضين سوي الحوار بغض النظر عن نية الحزب الحاكم ، ختاما علي الاحزاب المقاطعة للحوار ان تلحق بالحوار ليست  من اجل الحزب الحاكم وانما من اجل الشعب المكلوم الذي لازال يعاني من ويلات الحروب التي ارهقت الاقتصاد السوداني وذلك بفعل الاخطاء التي ارتكبها الساسة لجهة ان الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة.

* صحفي سوداني معارض

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.