الطريق الي يناير / إلهامي الميرغني
إلهامي الميرغني ( مصر ) الجمعة 22/1/2016 م …
كل ما تهل البشاير من يناير كل عام
يدخل النور الزنازن
يطرد الخوف و الضلام
يا نسيم السجن ميل ع العتب و ارمي السلام
زهر النوار و عشش في الزنازين …الحمام
أحمد فؤاد نجم
تعلمنا في سنة اولي ماركسية قوانين الجدل وكيف يقود التراكم الكمي لتغير كيفي ، وقرأنا في حضانة الكادر مقال ” رب شرارة أشعلت سهلاً “. ولكن كانت يناير 1977 هي التطبيق العملي لكل ما تعلمناه.
أتذكر كيف جلسنا في وحدتنا الحزبية السرية نحلل نتائج ” أسبوع الجامعة والمجتمع” في جامعة القاهرة وكيف كنا نطمح في وقفة احتجاجية من بضع مئات أمام الجامعة وتحولت إلي مظاهرة تضم اكثر من عشرة الاف طالب تصمم علي الوصول لميدان التحرير وكيف كان الجمهور في الشارع والبلكونات يردد شعارات اليسار.وقبلها كانت انتخابات مجلس الشعب في 1976 ومعارك اليسار الكبري لمجلس الشعب في حلوان ومصر القديمة والدرب الأحمر وباكوس وكرموز . وكيف تزاوجت شعارتنا مع حركة الشارع قبل يناير بشهور.وكيف تزاوجت حركة الجامعات والحركة العمالية والاحياء الشعبية.
كيف كنا نضرب ونسحل أمام مجلات الحائط ونحن نواجه التيار ونصمم علي العوم عكس الاتجاه باعتبار حرب اكتوبر حرب تحريك وليست حرب تحرير وان الاتفاقيات مع العدو من الكيلو 101 الي الاتفاقية الثانية هي مقدمات بيع الوطن . وان الانفتاح الاقتصادي لن يجلب لنا انهار السمن والعسل ولكنه سيبيع أصول الوطن ويحمل الافقار والتبعية للمصريين. وأن المناير تمثيلية وليست ديمقراطية حقيقية.كانت الحركة الطلابية في قمة تألقها وحضورها ، وكانت الحركة العمالية في قمة صعودها المستمر من مظاهرات عمال الطيران إلي عمال حلوان إلي المحلة 1975 إلي إضراب هيئة النقل العام. كانت التراكمات الكمية تحدث أمام عيوننا ونشارك في صنعها ، لكننا لم نحسب حجم الانفجار الجماهيري المتوقع.
كان نهاجم سياسة القروض والخضوع لبرامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونتهم بأننا ضد السلام والاستقرار. لكن عندما اصدر السادات قرارات رفع الاسعار لم تنتظر الجماهير ولم تستشيرنا بل اتخذت القرار ونزلت للشوارع تردد شعارتنا ، لننزل نلتحق بها في قلب الميادين لنصنع ملحمة يناير 1977 . ونجبر نظام السادات علي التراجع علي القرارات الاقتصادية وتغيير طريقة الصدمة المباشرة والالتفاف علي الجماهير في المراحل التالية.
كانت يناير نتاج جهد متواصل منذ 1968 بقيادة حزب العمال الشيوعي المصري والحزب الشيوعي المصري 8 يناير والحزب الشيوعي المصري ومنظمات التيار الثوري والمطرقة والمؤتمر والشرارة وانشقاق العمال وغيرهم من الحلقات الصغيرة. كان هناك المئات من الشباب وقتها الذين وهبوا حياتهم للثورة ومشروع التغيير ومنهم من رحل مبكرا عن عالمنا مثل شفيع عبدالغفار وحلمي المصري وأسامة شلبي وسهام صبري وتيمور الملواني وعبدالمنعم كراوية وحمدي عبدالجواد وماجد ادريس وفارس فوزي وعماد صيام وصفائي وبهائي الميرغني وعشرات من أجمل واعظم الحالمين في مصر.
ووجه السادات ضربة كبري لكل المنظمات الشيوعية وقتها ، ومن سخريات مصر ان كل القيادات العمالية ومنهم صديق العمر صابر بركات وعشرات اخرين من القيادات العمالية لم يتم ضمهم للقضية 100 المعروفة بقضية التنظيمات الشيوعية وتم عمل قضية منفصلة لهم عرفت بقضية الشغب وتعرضوا لأسؤ معاملة داخل معتقلات السادات ولم يحظوا بالبريق الاعلامي لقضية التنظيمات. فالطبقية حتي في السجون والاتهام. ثم اصدر القاضي الجليل حكيم صليب منير حكمه التاريخي الذي حمل السادات ونظامه وقراراته برفع الاسعار المسئولية عن الأحداث .
ونحن نحي ذكري يناير لا بد ان نوجه التحية لكل من رحل عن عالمنا ممن شارك وجهز لهذه الانتفاضة من صفوف اليسار المصري والحركة العمالية. تحية إلي رفيق الكردي أصغر المتهمين في القضية . وتحية وتقدير إلي ذكري مبارك عبده فضل و احمد مصطفى إسماعيل و محمد محمد فتحي عبد الجواد . ومتع الله رفاقي الاعزاء شوقيه الكردي نصر شاهين ، فاتن السيد عفيفي ، رزق الله بولس رزق الله ، ماجدة محمد عدلي، عمر محمود عبد المحسن خليل، محمد حسن محمد ، عدلي محمد احمد عليوة خالد محمد السيد الفيشاوى ، إيمان عطية محمد ،سيد احمد حفني، محمد هشام عبد الفتاح إبراهيم، لطفي عزمي مصطفى ، محمد احمد عيد ( الشاعر حمدي عيد ) ، محمد محمود جاد النمر ، حسين حافظ . وإلي كل من ساهم بالاعداد إلي يناير وشارك فيه واستمر علي نفس الطريق إلي يناير الثاني.ومكملين علي نفس الطريق من يناير إلي يناير.
هي دي مصر العظيمة
يا حبيبتي
هي مصر
اللي فضلتي في هواها
عشنا
على الف قصر
هي دي
يا عزة
مصر.
التعليقات مغلقة.