من تونس مجددا / حسين عليان
حسين عليان ( الأردن ) السبت 23/1/2016 م …
هل ستعاود الجماهير التونسيه استرداد ثورتها واعاده تحفيز الثورات العربيه وتصحيح مسارها ؟
من تونس بدأت الثوره على نظام الفساد واﻻستبداد والتبعيه وتبعتها مصر وكرت السبحه لكن الثوره سرقت كباقى ثورات المنطقه من قبل تحالف تنظيمات اﻻسﻻم السياسي (اﻻخوانى )( التكفيرى واﻻرهابى الوهابى ) وبدعم وتخطيط غربى امريكى صهيونى وبواسطه نظم اعراب خليج الكاز.
وتحولت لعمليات تدمير وتخريب لدول وجيوش و محاوله تفكيك لمجتمعات المنطقه على اسس اثنيه ومذهبيه وجهويه كما حصل فى اليمن وليبيا .
اما سوريه فاﻻحداث طبيعه مختلفه تماما من حيث كونها مؤامره كونيه ذات استهداف سياسي بحت بهدف استكمال مشروع امريكا الذى بدأته فى العراق وان تقاطعت فى بعض القضايا والمظاهر مع باقى الثورات .
لكن الصفعه العاجله التى تلقاها اﻻخوان المسلمين بالسقوط المدوى على ايدى ثوره 30يونيو فى محاوله ﻻستعاده الثوره املت على اخوان تونس تعديل المسار وتقديم تنازﻻت فى مسار تشكيل النظام الجديد .
ومع ذلك فقد انتجت اﻻنتخابات اللاحقه تراجع جزئى لحركه النهضه وها هى النهضه تتفكك ويحصل تقدم لقوى تقليديه محافظه من بقايا النظام القديم ومشاركه متواضعه لقوى ردكاليه شعبيه وكذا الحال بالنسبه للثوره المصريه .
فهل ستستعيد الجماهير التونسيه ثورتها المخطوفه عبر أشتعال مظاهرات القصرين سيما انهم قدموا تضحيات ليس ﻻجل توسيع الحريات السياسيه والعامه فحسب ودون احداث تحوﻻت اقتصاديه اجتماعيه تحقق تحرير الثروات الوطنيه وفك التبعيه السياسيه للخارج واعاده تتوزيع عادله للثروات داخليا .
ان اغراق دولنا ومنطقتنا فى حروب التطرف واﻻرهاب والتكفير ليست سوى محاولات يائسه من لدن الصهيوامريكيه الغربيه وحلفاءها من الرجعيات المحليه للحيلوله دون انجازنا الثوره الكامله وفرض اعاده انتاج دوله التبعيه والفساد واﻻستبداد مجددا.
نراهن مجددا على تونس اوﻻ ومصر ثانيا وﻻسباب عديده فى مقدمتهما ان كلى اللبلدان فيهما قوى سياسيه واجتماعيه واحزاب ونقابات ذات تجربه وتأثير كبير كما انهما بلدان فيهما مستوى من بنى اﻻنتاج والتباين الطبقى الواسع وفيهما نسبه عاليه من التجانس السكانى من حيث الدين والمذهب وعدم اﻻنقسامات القبليه والجهويه .
فمصر كما تونس ليس امامهما من خيارات اﻻ تعميق ثورتيهما وانجاز تحوﻻ اقتصاديه واجتماعيه جوهريه تحافظ على استقرارهما وتطورهما ووحدتهما .
التعليقات مغلقة.