نعم كنت واحدا منهم!!! كنت تكفيريا!! / حسن عجوة

 

حسن عجوة ( السبت ) 23/1/2016 م …

نعم منذ زمن بعيد في مرحلة من مراحل هذا العمر الماضية والتي احمد الله انها  مضت الى غير رجعة قمت بإعفاء لحيتي وارتديت الدشداش… حيث كنت بهذه الفترة كما اي شاب آخر في بدايات حياته وهروبا من الواقع كنت بحاجة الى شيء يغذي الروح الى شيء لا ادري ما هو؟.. ولكني شعرت بأنني بحاجة الى الابتعاد عن الناس… فقمت بالإلتحاق باحدى الجمعيات التي تسير كما يدعون وفق اهل السنة والجماعة… وذلك بعد مشاهدتي لاعلان عن عقد دورات تجويد للقرآن الكريم احضره لي صديق.. ولانني كنت من اكثر المدخنين شراهة … فقررت التوجه الى الشيخ الكبير ولدى سؤاله عن التدخين قال لي :- لا تلقي بالا فانت حر نفسك  لك ان تشرب السجائر”… ولم اكن ادرك حينها انهم يسيرون في اقوالهم وافعالهم وفتاويهم حسب ما يرونه مناسبا للشخص الذي يرغب في الانضمام معهم”… كي يجعلوه راغبا في البقاء معهم…

ولا أنكر انني قد احببت من طريقة تعاملهم ((التي اكتشفت متأخرا بعض الشيء انها ليست سوى اسلوب متبع عند هؤلاء لاظهار الطيبة والورع والتقوى لإيهام الشخص الملتحق انهم بمصاف الملائكة))..  ان اكون معهم وعند انتهاء هذه الدورات.. التزمت معهم وكنت احضر واشارك في عدد من الدروس تتناول حال الأمة … وفي بداية الامر قالوا لي يا اخانا انك لا تسير على هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام… فقلت لهم كيف؟ قالوا لي: عليك باعفاء اللحية.. وارتداء الدشداش اذا كنت تريد اتباع النبي الكريم … فقمت بشراء دشداش متخليا عن البنطال والقميص.. ولا انكر ان اهلي تفاجأوا … معتقدين انني امازحهم…

وفي الجلسة الاخرى قالوا لي انك لانسان تقي ونقدر لك حبك للايمان وعمل الخير.. ((واشعروني وكأنني في السابق كنت كافرا فاسدا لا قيمى لي او اخلاق)).. ففرحت لمثل هذا الاطراء… ثم تتابعت الجلسات الواحدة تلو الاخرى الى ان قال لي احدهم هل تعلم يا اخ حسن سأخبرك بأمر ولكن عليك ان تعدني ان لا تغضب.. فقلت له: اعدك. قال لي: انك ترتكب المنكر والعياذ بالله… ((معتقدا في بداية الامر ان المنكر الذي سيخبرني به هو التدخين)).. فقلت له لعلك تريد ان تحدثني عن التدخين.. فقال لي كلا فهذا امر يعود اليك يا اخي.. فقلت مال الأمر اذا؟؟ قال: انك في منزلك ترتكب افعال واعمال كفرية تخرج من الملة قلت له: وما هي تلك الافعال؟؟ اعوذ بالله ان اكون من مرتكبيها… فقال: اهدأ اقصد بمشاهدتك انت واهل بيتك للمسلسلات والافلام وحتى هذه الخاصة بالاطفال هي شرك والعياذ بالله… ثم اقنعني بكلام معسول يرافقه احاديث مروية عن الرسول عليه الصلاة والسلام ((ولم تكن هذه الاحاديث موجودة او ان تفسيرها ليس كما يدعون))… فنهضت من مكاني وركبت سيارتي متوجها نحو بيتي وقمت بتحطيم جهاز التلفاز وسط دهشة اسرتي      ….

وبعد هذه الجلسات المتتالية  اخبرني صديقي الذي عن طريقه تعرفت اليهم ان هناك عمل يجب علينا القيام به وهو توزيع بعض الكتب على الاخوة والجيران فقلت له حسنا فاذا بالكتاب يحمل عنوان ((لله ثم للتاريخ)) لشخص يدعى حسين الموسوي على ما اعتقد فقد مضى زمن على هذا الكلام يكفر فيه اخواننا الشيعة… علما ان هذا الكتاب قادم اليهم من احد العواصم الاوروبية.. فاشعلت سيجارة وتناولت مجموعة من الكتب ثم قمت انا وهو بتوزيعها…. ويا ليت التكفير وقف عند هذا الحد ففي احدى الجلسات اخبرني احدهم ان اهلي كفارا وان والدي كافر خارج من الملة فهو لا يصلي واذا ما صلى يشاهد التلفاز فصلاته باطلة فيصبح كافرا ((هكذا اخبروني)) وان والدتي هي الاخرى كافرة رغم انها أدت فريضة الحج.. لانها وفي وقت من الاوقات لم اكن في المنزل فاذا بها تأتي وتأخذ اطفالي الى منزلها لمشاهدة مسلسلا كرتونيا… وعندما علمت ذهبت مسرعا الى والدتي وقلت لها انك كافرة  واخذت اطفالي وخرجت … اما زوجتي فقد كفرتها هي الاخرى…. وكفرت كل من يمت لي بصلة ((بعد الكلام الذي قالوه لي))…

وهناك الكثير من الامور التي حدثت ولكن كي لا اطيل فالمقام هنا لا يتسع لتفاصيل اكثر من ذلك…. اود ان اخبر من هم في حيرة من امرهم او ممن يسيرون في ركب هؤلاء ان البداية التي جعلتني  اتخلى عن هؤلاء الادعياء الاقزام هي التالي:-

1-  ان الكتب التي يقومون بتوزيعها يتم طبعها في مركز برمنجهام في العاصمة البريطانية.

2-  ان هؤلاء يقومون بنزع اغلفة الكتب التي مطبوع عليها توزع مجانا خاصة كتاب في ظلال القرآن للمدعو سيد قطب وتجهيزه باغلفة جديدة منزوع عنه كلمة يوزع مجانا وعمل معارض عند بداية كل عام دراسي جديد وتحديد سعر اي ثمن محدد لشراء القرطاسية لتحصل على هديتك وهي نسخة من هذا الكتاب .

3-  قيام بعض المراكز الاوروبية خاصة البريطانية بدعم هؤلاء من خلال تزويدهم بمبالغ مالية معينة يتم توزيعها على عدد من اتباعهم وقيامهم بتكفير كل من يخالفهم.

4-  ايهام كل من يسير معهم ان الجهاد هو فرض ضد العرب والمسلمين وان الامتين العربية والاسلامية كافرة باجماع العلماء اما الاحتلال الاسرائيلي فلم يذكروه بكلمة  واحدة واتحدى من يدعي غير ذلك بل على العكس فكل جام غضبهم يصب في تجاه الدول العربية.

5-   نظرتهم الدونية والحقيرة للمرأة.. وجعلها متعة واداة جنسية لهم… ومنعها من الحق في التعليم ويشهد على ذلك بعض اتباعهم اذا لم يكن معظمهم بمنع بناتهم من الالتحاق بالمدارس.

6-  تكفير الاخوة واهل البلد من المسيحيين… وان املاكهم هي املاك اسلامية خالصة.. حتى لو كان هذا المسيحي جارك وانت تعيش معه منذ مئات السنين..

ويوجد من الاسباب الكثير سأتي على ذكرها في مقال آخر قريبا يظهر مدى كذب وتدليس وضلال من يسير في ركب هؤلاء المضلين.

وقبل الختام ان ما يقوم به هؤلاء هو مشروع امريكي صهيوني لفرض السيطرة الكاملة على المقومات الموجودة لدى البلاد العربية واصحاب المشروع التكفيري هم مجرد اداة للتنفيذ ليس الا، والحل الانجع لمحاربتهم هو التصدي لهم ولفكرهم التكفيري.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.