سعوديات يكشفن أرقاما صادمة عن التحرش الجنسي بالأطفال

 

الأردن العربي ( السبت ) 23/1/2016 م …

رغم التكتم الذي يسود المجتمع السعودي بخصوص ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال غير أن الأرقام الصادمة التي تطفو على السطح بين الحين والآخر تكشف واقعا قاسيا في ظل غياب التوعية.  

فمن بين كل 4 أطفال هناك طفل يتعرّض للاعتداء أو التحرّش الجنسي في السعودية حسب دراسة نشرتها صحيفة “الرياض” السعودية عام 2014، وهو رقم صادم لكنه واقعي وقد أكده مؤخرا مؤسسو مبادرة “كفى بي” الذين أخذوا على عاتقهم العمل على التوعية بهذه القضية ومساعدة الآباء والأبناء على التعامل مع هذه الظاهرة المهمة.

فريق مبادرة “كفى بي” المكوّن من 7 طالبات سعوديات متطوعات من جامعة الملك عبدالعزيز، وهن: داليا السبيعي، إيمان حسنين، دينا السبيعي، غدير الخميسي، مشاعر أبا بكر، نسرين أول خير آدم، وأماني قيسي، يعملن ضمن برنامج “أيامن سواعد وطن” التطوعي بالتعاون مع “غدن للاستشارات وبناء القدرات” والشريك الاستراتيجي “مؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية”.

وتشير الأرقام حسب دراسة اطلع عليها فريق “كفى بي” وكانت أعدتها وفاء محمود، الأستاذة المساعدة بجامعة الملك سعود في كلية التربية قسم علم النفس، عن التحرش الجنسي بالأطفال في السعودية، إلى أن 61% من حالات التحرش كانت من أحد أقرباء الطفل أو ممن يرتبطون معهم بعلاقات عائلية، كما أن 62% رفضوا الإفصاح عن الأشخاص الذين تحرشوا بهم.

وفي دراسة أخرى أجريت أيضاً حول إيذاء الأطفال جنسياً لمنيرة بنت عبدالرحمن، بيّنت أن 49.23 % ممن هم في سن 14 من إجمالي عدد السكان السعوديين تعرّضوا للتحرش الجنسي.

ولكن بحسب فريق “كفى بي” تظل نسب الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال غير دقيقة، لتكتّم المجتمع على أكثرها خوفاً من الفضيحة، أو من المعتدين في ظل اعتبارات مجتمعية.


وتقيم الفتيات في الفريق ورشات عمل ودورات في المدارس، والحضانات، ومراكز الحي، والأماكن العامة، حول هذه القضية الشائكة، وطرق الوقاية منها، وكيفية علاجها جذرياً.

وكأي عمل تطوعي واجهت عضوات الفريق بعض الصعوبات في تنفيذ أفكارهن، وعلى الرغم من ترحيب كافة الأماكن المختارة بالمبادرة، وسعادتهم بالاهتمام بهذه القضية، ومحاولتهم تذليل كافة الصعاب التي قد تواجه الفريق، إلا أنه كان للروتين الحكومي رأي آخر.

وكان الحل الأمثل بالنسبة إليهن “الانتقال إلى الخطة (ب)، وهو اختيار المراكز، والجمعيات، والمدارس التي لا تحتاج إلى موافقات حكومية”.

ولا تمانع عضوات الفريق من مشاركة الشباب في حملتهن يداً بيد، بل تجدن في ذلك فائدة عظيمة للقيام بمهام توعية الأطفال الذكور من مخاطر التحرش، بما أنهن لا يستطعن إقامة فعاليات في مدارس الطلاب.

إحدى الدراسات التي نُشرت مؤخراً قدّرت نسبة التحرش الجنسي بالأطفال في المملكة بـ 22,5%، وبمعنى آخر يتعرض طفل من كل 4 أطفال للتحرش، ووفقاً لمدير مركز جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد لتنمية الطفل الدكتور أحمد البوعلي فإن 90% من ضحايا التحرش يتم الاعتداء عليهم من أشخاص معروفين للطفل وعائلته سواءً أكان أحد أفراد العائلة أم أصدقاء يكونون محل ثقة الطفل أو والديه.

أما إحصاءات وزارة الداخلية فتُشير إلى أن منطقة الرياض تحتل المرتبة الاولى في جرائم الاعتداء على الأطفال المبلغ عنها في المملكة، بنسبة 47% ثم جدة تليها الطائف، وتحتل الدمام المرتبة الرابعة محلياً إلا أن الفروقات بين المدن ربما لا تعكس سوى مدى قبول بعض الأسر في المنطقة الأكثر حضرية بإبلاغ السلطات عن حوادث من هذا النوع.

وهذه الإحصاءات خطيرة خاصة أن الأسر في المملكة لا تقبل الاعتراف بتعرض أبنائها للتحرش أو بوجود شخص شاذ في الأسرة يحاول استغلال براءة الأطفال.

تزويد 200 فتاة في السعودية بالمهارات الوقائية ضد التحرش

وتسعى السعودية جاهدةً للتصدي لجميع الآفات السلوكية الدخيلة على المجتمع والتوعية بها للتمكن من معايير السلامة والأمان.

ويعتبر التحرش من أبرز السلوكيات المجتمعية التي انتشرت مؤخرا مما استدعى التصدي لها من خلال الحملات التوعوية والتوعية بكيفية التصدي لها.

ضمن ذلك أقام فريق “كفى بي” التطوعي مبادرةً توعويةً شملت 200 فتاة و160 أمًّا بأساليب التحرش بالتعاون مع غدن للاستشارات وبناء القدرات، بشراكة إستراتيجية مع مؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية.

واعتمدت عضوات فريق “كفى بي”، على توضيح مفهوم التحرش بالأطفال، وما الأساليب التي قد يتعرض لها الطفل من مختلف المراحل العمرية، كما نظمت المبادرة عددًا من ورش العمل والدورات في المدارس ومراكز الأحياء والحضانات والأماكن العامة، والتي استعرضت قضية التحرش بالأطفال وطرق الوقاية منها وكيفية علاجها.

وأكدت معظم الدراسات والإحصائيات أن العديد من حوادث التحرش بالأطفال لم يتم التبليغ عنها لأسباب عائلية، ويتم التكتم عنها خوفا من الفضيحة الاجتماعية .

إلا أن هذا الوباء المدمر دعا أغلب الدول العربية إلى سنِّ قوانين رادعة للمتحرشين بالأطفال، تتراوح بين الأحكام الشاقة المؤدبة والإعدام، وعلى خط موازٍ نشأ عدد كبير من الجمعيات التي تحارب التحرش الجنسي بالأطفال، وبدأت بحملات توعية بشكل سنوي تقريبا للحدِّ من هذه الظاهرة الخطيرة، بهدف استئصالها من المجتمعات العربي

إن نسبة التحرش بالأطفال في الوطن العربي زادت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، وإن المشكلة الكبرى تكمن في عدم الكشف عن تلك الجرائم خشية الفضيحة.

تشير الدراسات والإحصائيات العالمية إن 70 % من الأطفال في العالم قد تعرضوا للتحرش الجنسي بنوع أو أكثر فقد أفادت إحصائية ألمانية أن نسبة التحرش الجنسي بالطفل قد تصل إلى 12 – 15 % أي ما يعادل 200 ألف حالة سنوياً.

التحرش يتحول إلى قنبلة موقوتة

إلى ذلك، أثبتت دراسة أمريكية أن 83 % من الأطفال قد تعرضوا للتحرش الجنسي خلال العام الماضي، كما أن هناك بعض الدول العربية قد أعلنت عن بعض الإحصائيات الخاصة بالتحرش الجنسي بالطفل داخل إطار العائلة مع العلم أن ما يتم الإبلاغ عنهم للسلطات المختصة لا يتجاوز نسبة ضئيلة مقارنة بالحالات الحقيقية.

ففي الأردن تؤكد عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة، وكان المعتدي معروفا للطفل الضحية (جار – قريب) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبا عنه.

أما في لبنان، أظهرت دراسة صادرة عن جريدة “لوريان لوجور” أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7 – 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة، 10 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف: 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.