الحوار المنتج والحوار الهادم / جورج حدادين

 

جورج حدادين ( الأردن ) الخميس 28/1/2016 م …

الحوار الفاعل المنتج هو قاعدة ركيزة ومدخل رئيس للتفاهم حول المشتركات أو الاختلافات بين أطراف متعددة، قد تكون مختلفة في الايدولوجيا ومتباينة في المواقف ومتنافسة في البرامج والمشاريع والرؤى،ولكنها تحتكم لضوابط وأسس وأخلاقيات الحوار المنتج، مقابل حوار المناكفات الذي ينتج بالضرورة تباعد وتصارع  وتوتر وتهور بين أطراف قد تكون متقاربة أو متباعدة ا.

لحوار المنتج هو بوابة بناء مشروع مشترك بين قوى وفعاليات وشخصيات تمثل شرائح مختلفة تشترك في مرحلة محددة في التوجه وتختلف في الوقت ذاته في الاجتهادات، وهي حالة صحية نتيجة وجود شرائح اجتماعية مختلفة في المجتمع الواحد، بسبب تمايز وتكامل المصالح فيما بينها، ونتيجة توزيع العمل وتمايز المواقع داخل منظومة الإنتاج في داخل المجتمع الواحد..

في الكثير من الأحيان نعيش حالة من الخصام الدموي، بالمعنى الرمزي، بين أطراف مشتركة في الاجتهاد الواحد، نتيجة تبنيها أسلوب لحوار الهدام فيما بينها، بشكل غير واعي، حوار يجب أن يتمحور حول ترسيم حدود الاختلاف واللقاء في الاجتهادات المتباينة، تلك الاختلافات التي من المفترض أن تشكل روافع بناءة لإغناء الاجتهاد الواحد من أجل بناء المشروع المشترك الموحد، وبناء الحامل الاجتماعي لهذا المشروع.

الحوار المنتج لا يمكن أن يجري إلاّ بين قوى وفعاليات وشخصيات تمتلك المعرفة الوافية حول موضوع الحوار، وتمتلك أدوات الحوار وقوانين ومكانيكات موضوع الحوار.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.