الفقرة الروسية في خطاب أوباما / غالب قنديل

 

 

غالب قنديل ( لبنان ) الثلاثاء 27/1/2015 م …

 

قدم الرئيس باراك اوباما في خطاب “حال الاتحاد ” السنوي استعراضا لما اعتبره إنجازات لسنواته الست في البيت البيض على الصعيدين الداخلي والخارجي وقد بلغ الاستعراض ذروته المعبرة في تباهي رئيس الولايات المتحدة بتدمير الاقتصاد الروسي وعزل روسيا كما قال وقدم هذا “الإنجاز” بوصفه تعبيرا عن كيفية الدمج بين استعمال القوة والديبلوماسية واستثمار مزايا التفوق الاقتصادي والمالي والتكنولوجي للإمبراطورية الأميركية .

أولا تكشف هذه الفقرة تمسك المؤسسة الحاكمة الأميركية بنهج الهيمنة الأحادية وبرفض مبدأ الشراكة الدولية على أسس جديدة ومتكافئة وعلى هذه الخلفية يجب أن يتم النظر إلى انحناء الإدارة الأميركية للعديد من الحقائق القاهرة التي تملي عليها الاعتراف بفشل سياساتها العدوانية ضد إيران وكوبا حيث أكد الرئيس الأميركي تصميمه على إنجاح المفاوضات حول النووي الإيراني وكذلك على متابعة حركة الانفتاح نحو كوبا بعد عقود من الحصار والتصرفات العدائية الفاجرة ومنظومات العقوبات المعقدة ضد كل من هافانا وطهران وجميعها انتهت إلى الفشل .

المفارقة اللافتة في منطق اوباما هي انه يراهن على مواجهة روسيا ولي ذراعها بوسائل يعترف انها فشلت في إخضاع كوبا وإيران وهو يختار طريقة ملتوية للتراجع في سورية بالتركيز على اولوية محاربة داعش التي يعلم مع إدارته ان الدولة الوطنية السورية هي التي تتصدى لها في الميدان وان جيوش تحالفه لا تصلح لتكون قوة برية في هذه الحرب التي تكفل الأميركيون بخوضها من الجو وبالتاكيد لاجدوى من آلاف المرتزقة الذين يراهن الرئيس الأميركي على تدريبهم في تركيا والأردن وشبه الجزيرة العربية .

الخبراء الأميركيون يعربون عن خشيتهم من تحول النتائج إلى رصيد الجيش العربي السوري بينما جيوش الدول الشريكة للولايات المتحدة تقودها حكومات متورطة في دعم الإرهاب التكفيري وتغذيته وهي بالكاد تعير لواشنطن يافطاتها في حرب تستهدف ادوات إجرامية بنتها تلك الحكومات بالأمر الأميركي واليوم تعمل على منع ارتدادها إلى جميع العواصم المتورطة.

ثانيا خطاب باراك اوباما مغترب عن الواقع العالمي المتحرك بافتراض استمرار القدرة على عزل او محاصرة أي دولة في العالم فكيف في حال دولة عظمى كروسيا الاتحادية وكذلك بافتراض القدرة على تدمير الاقتصاد الروسي فمن عجز عن النيل من اقتصاد كوبا وإيران وسورية وكوريا الشمالية بالحصار والعقوبات وبالحروب الكبرى هو دون شك عاجز ومشلول أمام الاقتصاد الروسي ومهما ألحق به من الأضرار بعقوبات خارج الأمم المتحدة تهربا من التوازن العالمي الجديد فلن يستطيع خنق الإمبراطورية الروسية التي تقيم شركات قارية كبرى مع الصين وأميركا اللاتينية وإيران وغيرها من دول العالم .

والحقيقة القاهرة التي تجاهلها الإمبراطور الأميركي هي ان خصوم الهيمنة الأحادية ورافضي التنمر الأميركي على شعوب الكرة الأرضية يتحركون في إطار جبهة تضم روسيا والصين وإيران وكوبا وكوريا وسورية وجميع دول البريكس وهذه الكتلة العالمية الحرة وعلى رأسها روسيا تعمل على فرض إذعان واشنطن لمنطق الشراكة ورهانات النفاق الأميركي على توهين الروابط الوثيقة بين اطراف هذه الجبهة محكومة مسبقا بالخيبة فستبقى شبكة الأوعية القارية المتصلة تعزز قدرة أي دولة بفائض قدرات شركائها الاقتصادية والعسكرية والتقنية وهذا درس حفظته الشعوب وقياداتها في هذه الجبهة نتيجة ما خبرته خلال العقدين الماضيين ولاشك ان زيارة وزير الدفاع الروسي لطهران وتسليم صواريخ إس 300 للقوات المسلحة الإيرانية هي من العلامات الدالة على سياق التطور الطبيعي لحلف تحرري عالمي.

ثالثا سوف تتكفل الوقائع العنيدة والمرة بإسقاط رهانات اوباما وستجبر الإدارة الأميركية على الاعتراف بتبدل التوازنات العالمية وعلى الرضوخ لمنطقها الجديد .

يلتمس البعض العذر للرئيس الأميركي بالزعم انه مضطر لمسايرة الحزب الجمهوري الذي اكتسح مجلسي الكونغرس والبحث عن نقاط لقاء في سياسته الخارجية حول إيران وكوبا ومحاربة الإرهاب مقابل استعارة خطاب المحافظين الجدد ومتطرفي اليمين حول روسيا وهذا التبرير تافه ومردود لأصحابه لأن التفسير الأقرب للمنطق هو ان في كواليس التخطيط الأميركي مراهنة على إضعاف التحالف الروسي الإيراني تدركه كل من موسكو وطهران وهما مصممتان على إفشاله وكذلك الأمر على جبهة التحالف الروسي الصيني .

 

*تعقيب توضيحي هام من الدكتور سعيد النشائي على المقال

ليس هنالك أي منظمة دولية ليست عميلة للإستعمار والصهيونية حتى ما يطلق عليها زورا جامعة الدول العربية فهى صناعة بريطانية لخدمة المصالح الإستعمارية والصهيونية فى المنطقة. ولكن تقلص نفوذ الإستعمار الأمريكي النازي وعملائه يجعل بعض هذه المنظمات والقائمين عليها تمثيل دور المستقلين لعلهم يعيشون بعد إنهيار النظام النازي الأمريكي ونفوذه. ومحكمة العدل الدولية يجب أن تحاكم أمريكا النازية والكيان الصهيوني إن آجلا أو عاجلا.

فى خطاب الفاشستي المنحط أوباما عن حالة الإتحاد لا يتوقف عن الكذب والمبالغة فى الإنحطاط. وفى فقرة روسيا يدعى أنه هو وعصابته ومستعمرته النازية المغتصبة من سكانها الأصليين مثل الكيان الصهيوني , يدعى أنه سوف يهزم روسيا!!! طبعا هذا النازي أسود القلب يعلم جيدا جدا أن الكلام سهل ولكن الواقع هو القوى الذى يفرض نفسه, كما علمتنا وتعلمنا المادية التاريخية ووقائع التاريخ. هذا المدعو أوباما يعلم جيدا أن كلامه كله كلام فارغ وأن كلام الجمهوريين اليمينين المتخلفين يحمل تناقض داخلي أقل من كلامه.  فها هو يدعى أنه سوف ينتصر على روسيا الإتحادية!!!! كيف ذلك وقد إنهزم أمام كوبا وكوريا الشمالية وسوريا وإيران والعراق وسوف ينهزم أمام روسيا قطعا. ألا يفهم هذا المتخلف ما يحدث فى اليونان من صعود يسار ماركسي جديد ومتطور وسوف ينتشر فى كل أوروبا؟ ألا يفهم أن مؤامراته بإنشاء وتمويل وإستخدام تنظيمات إرهابية فاشستية وبالتعاون مع الكيان الصهيوني والصهاينة العرب من حكام الخليج وأمثالهم قد فشلت تماما؟ ألا يعلم أن إدعاءاته الكاذبة أنه ضد هذه التنظيمات الإرهابية مكشوفه ومفضوحه وفاشله تماما؟ عملاؤه المنحطين فى أوروبا بدئوا يدفعون ثمن تعاونهم معه فى إنشاء التنظيمات الإرهابية ضد سوريا وسوف ينفضون من حوله. ألم يلاحظ أثناء المفاوضات مع الوفد الكوبي أن الوفد الأمريكي عندما حاول أن يستخدم سلاحه المنحط المعتاد عن حقوق الإنسان فى كوبا فإن رئيسة الوفد الكوبي سألت الوفد الأمريكي عن حقوق الإنسان فى أمريكا وآخرها قتل بوليس أبيض لشابين سود غير مسلحين؟ وقريبا سوف يتم تقديم هذا الإستعمار الإستيطاني العنصري النازي إلى محكمة العدل الدولية للأسباب التالية على سبيل المثال وليس الحصر:

1- قتل حوالى 113 مليون من سكان القارة الأصليين للإستيلاء عليها

2- شحن 100 مليون من أفريقيا كالحيوانات مات منهم فى الطريق 50 مليون والباقيين عندما وصلوا تمت معاملتهم كعبيد حتى يومنا هذا ومن بينهم أجداد أسود القلب المنحط عم أوباما

3- هذا النظام النازي مغتصب أمريكا هو النظام الوحيد فى تاريخ البشرية الذى أستخدم السلاح النووي وقتل مئات الآف فى اليابان

 4- قتل أكثر من 5 ملايين فى فيتنام

5- قتل حوالى 1.5مليون فى العراق

6-قتل حوالى 1.5 مليون فى أفغانستان

هذه مجرد أمثلة بعضها قديم وبعضها حديث ولكن كلها فى رقبة هذا الإستعمار العنصري الإستيطاني النازي أمريكا التي أنتهى عصر سيطرته على العالم ولن يغير من هذه الحقيقة العلمية التاريخية لا أكاذيب هذا القرد أسود القلب ولا تراقصاته الفجة وقبلاته لزوجته فى البلكونة

ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى