سباق كيري لافروف / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 29/1/2016 م …
يسابق كيري الزمن لعقد مؤتمر جنييف ٣ الذي يبدو ان عقده في مواعيده المحددة يجابه معيقات مختلفة ، ويسوق المعارضة بالعصى للمشاركة فهل تراه حرصا على انهاء العدوان على سورية ؟
لو ارادت واشنطن لانهت العدوان بجرة قلم ، والساذج وحده من لا يرى الحقائق ولا يبصر ان مايسترو الحرائق واللاعب الحقيقي الذي يقف وراء كل ويلات الوطن العربي والعالم هو اميركا .
وكل اركان العدوان في الاقليم كالسعودية ، وقطر ، وتركيا والاردن ، والارهاب الوهابي التكفيري مجرد ادوات تتلقى اوامرها وتعليماتها من واشنطن.
فما الذي يدفع كيري للهاث خلف مؤتمر جنييف ٣ ويصدر اوامره وتهديداته للمعارضة بالمشاركة ؟
نذكر الموعد السابق للمؤتمر بتاريخ ٢٥ كانون الثاني والذي كان من غير المتوقع عقده بموعده كما هو من غير المتوقع عقده بالموعد الجديد بتاريخ ٢٩ كانون الثاني للاسباب التالية :
اولا . ان الاردن لم يقدم قوائم الارهابيين التي كلف باعدادها .
ثانياً . ان المعارضة لم تتفق على قوائم باسماء الذين سيشاركون والذين يتبادلون التهم والتشكيك باستثناء قائمة قدري جميل ومناع .
ثالثاً . وهو السبب الذي يبدو اقل اهمية وهو السعي السعودي لعدم عقد المؤتمر .
يحقق الجيش العربي السوري انتصارات حاسمة على كل مساحة التراب السوري فقد حسم معركة ريف اللاذقية بتحريره سلمى ، وربيعة وباشرافه على جبل التركمان وباغلاقه الحدود التركية حتى بوجه الارهابيين الفارين .
كما حقق انتصارات بريف حلب الغربي ، والشرقي ، والشمالي والجنوبي ، ويحظى بسيطرة جوية مطلقة على معبري باب الهوى ، والسلامة على الحدود التركية ، ويحقق انتصارات بريف حمص ، وحماة ، ودمشق مصحوبة بمصالحات وتطهير للمناطق التي يتواجد بها الارهابيين امتدت للقلمون الذي يشهد معارك بين داعش والنصرة المحاصرتين من قبل الجيش السوري وحزب الله والجيش اللبناني في جرود عرسال والقلمون .
وكانت اخر الانجازات في الشيخ مسكين التي تعتبر منطقة حيوية محورية تقع على ملتقى محافظة ريف دمشق ، ودرعا ، والسويدا والقنيطرة .
وفي هذا السياق تشي زيارة رئيس الاركان الاردني لموسكووالتي تزامنت مع زيارة الفريج وزير الدفاع السوري بالقلق الاردني من الانتصارات التي تتحقق في الجنوب السوري والتي ستلقي بتداعياتها على الدور و الامن الاردني في المنطقة وقد تدفع بالاردن للاستدارة الكاملة وتغلق ملف غرفة موك وتتعاون امنياً في اغلاق ملف الارهاب , وهذا يفسر تزامن زيارة المسؤولين الامنيين لموسكو .
كما تاتي زيارة روحاني لايطاليا وفرنسا رصيدا اضافياًلمحور المقاومة يضع اوروبا اللاهثة للشراكة الاقتصادية والتبادل التجاري والصفقات الايرانية الاقتصادية امام خيارات مفصلية فاما الاستمرار بتذيل السياسات والمصالح الاميركية ومواجهة خطر تفكك الاتحاد الاوروبي والانخراط بمعاركها النازفة المقبلة على خسائر بدت تباشيرها تنعكس على المسارين العسكري والدبلوماسي ، او الالتفات الى مصالحها وعقد اتفاقات شراكة وتبادل اقتصادي وعقد صفقات تجارية بالمليارات مع ايران الدولة الصاعدة القوية المزدهرة والسوق الغني الواعد .
كما تأتي تصريحات روحاني وبوتين رداً على الحشود التركية على الحدود السورية العراقية وتهديدات الجبير الخارج هو واردوغان عن نطاق التغطية والغائبين عن الوعي والرشد السياسي ، تاتي التصريحات الحاسمة الايرانية والروسية بانه من غير المسموح العبث بالمستقبل السوري ، وبان مستقبل سورية مرهون بارادة الشعب السوري ، وبان المعركة الان هي ضد الارهاب كما تنص القرارات الدولية وكيري نفسه .
ويعود السؤال ليطرح نفسه ، مالذي يدفع بكيري ليسابق الزمن لعقد مؤتمر جنييف ٣ اذاً ؟
يدرك كيري بان وتيرة الانتصارات السورية ، والتحول موازين القوى ، وعناصر القوة العسكرية والسياسية لصالح محور المقاومة وحلفائها في ازدياد يوماً بعد يوم ، والذي يمكن ان يحصل عليه كيري اليوم على طاولة المفاوضات لن يستطيع الحصول عليه غداً وفي هذا الاطار ياتي السعي الاميركي الحثيث.
ان المؤتمر الذي تحتاجه سورية ويمكن ان يحقق تقدما يستهدف ارساء دعائم السلم والتعايش الاهلي السلمي ويطيح بالارهاب ويرسي قواعد نظام سياسي ديمقراطي يجب ان يعقد في دمشق عاصمة سورية المنتصرة الحرة وكل حديث غير هذا محض هراء .
ونتذكر كيف كان هوتشي منه والقادة الفيتناميون يعقدون محادثات سلام اميركية فيتنام في باريس والجيش والمقاومة الشعبية الفيتنامية تعصف بالجيش الاميركي وتلحق به خسائر موجعة مذلة لدرجة ان السفير الاميركي واركان النظام الفيتنامي المهزوم التحقوا بذيول طائرات الهيلوكبتر المغادرة لسايغون في اسطع هزيمة اميركية في تاريخها، والمحادثات مستمرة في باريس .
الانتصارات السورية وكنس الارهاب عن التراب السوري هي منصة الانتصارات والسياسية ، والمؤتمرات مجرد وسيلة هزلية ومسرحية بلا لون ولا طعم ولا رائحة .
التاريخ تصنعه الانتصارات السورية وتدير عجلته للوجهة الصائبة .
التعليقات مغلقة.