تقرير سياسي عن العلاقات بين أوروبا وإيران … والداخل اللبناني
الأردن العربي ( الجمعة ) 29/1/2016 م …
*كتب المحرر السياسي لجريدة البناء اللبنانية …
هولاند يتوّج العلاقات الإيرانية الأوروبية بشراكة سياسية في الشرق الأوسط فوضى جنيف تتمدّد للاثنين… وموسكو تدعو دول مسار فيينا إلى ميونيخ «داعش» إلى عرسال… والحكومة تعود… ونصر الله لضوابط الرئاسة الليلة
لم يقل الرئيس الفرنسي ما يسمح بالقول إنّ هناك تموضعاً فرنسياً جديداً تجاه قضايا المنطقة، سواء في العلاقات بالسعودية أو تركيا، وخصوصاً تجاه المسألة السورية، ولا تجاه عناوين مثل الحديث عن شراكة استراتيجية مع إيران يوحي بالتموضع الجديد، وهذا في الأساس لم يكن موضع توقّع أو حساب، فيكفي حجم الصفقات الاقتصادية التي وقعها الرئيسان الفرنسي والإيراني، والحماسة التي أظهرها الرئيس فرنسوا هولاند لتسريع التطبيع والشراكة مع إيران، كما قال، للدلالة على المكانة التي احتلتها إيران سريعاً في الحسابات الفرنسية. وهي حسابات كانت ولا تزال تمليها بنسبة كبيرة مصالح التكتلات الاقتصادية الكبرى وفي مقدّمها مجموعة «إيديز» التي تملك أغلب أسهم شركة «إيرباص»، التي نالت النصيب الأهمّ من المال الإيراني المسترجَع من الأرصدة المحرّرة.
الإشارة اللبنانية في خطابات باريس الإيرانية والفرنسية، كما الإشارات الأخرى نحو الحلّ السياسي في سورية وتطبيع العلاقات الإيرانية الخليجية، مؤشرات على جدول أعمال مشترك بين طهران وباريس للفترة المقبلة، كما قالت مصادر متابعة لزيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى أوروبا وخصوصاً إلى فرنسا.
على مسافة غير بعيدة من باريس، كانت جنيف تستكمل استعداداتها لاستضافة لقاء الحوار الذي يجمع برعاية أممية وفداً من الحكومة السورية ووفوداً من المعارضة، وتعمّ الفوضى في جنيف، حيث يسود الغموض، بين إعلان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عن عقد اللقاء اليوم في موعده، وبين ما ينقله مشاركون عن الوفد الأممي المعاون لدي ميستورا عن تأجيل اللقاء إلى يوم الاثنين، وبين إعلان جماعة الرياض بلسان متحدّثين رسميّين فيها عن قرار مقاطعة اللقاء، ونفي متحدثين آخرين أيّ قرار بالمقاطعة، وحصر الأمر بتوضيحات تتصل بكيفية مشاركة معارضين آخرين في لقاءات جنيف من جهة، وبطلبات إغاثة ووقف نار في مناطق سورية معينة.
فوضى جنيف يراها دبلوماسيون متابعون تمهيداً لتثبيت طيّ صفحة البحث في مستقبل الرئاسة السورية، والانتقال تحت قنابل دخانية تتصل بسواها من شكليات التفاوض إلى جعلها أمراً واقعاً قائماً.
بالتزامن مع هذه الفوضى توجّهت موسكو بالتفاهم مع واشنطن كما قال نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف، لدعوة الدول المشاركة في مسار فيينا إلى اجتماع في ميونيخ يركز على حسم لائحة تصنيف التنظيمات الإرهابية تمهيداً لحسم نهائي للفوضى المتصلة بتكوين الوفد المعارض في اللقاءات اللاحقة في جنيف.
في لبنان تدافعت الأحداث، من الميدان العسكري الذي سجل تقدّماً لافتاً لمسلحي «داعش» على أبواب عرسال، إلى انتعاش نسبي في الأداء الحكومي مع إنجاز تشكيل المجلس العسكري، وبالتالي استعادة قدر من العافية للمشاركة الحكومية من طرف وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله، ليبقى الملف الرئاسي محور الترقب والانتظار، حيث سيطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم ليعلن ضوابط تعامل حزب الله مع الملف الرئاسي بعد التطوّرات التي شهدها خلال الأيام الفائتة.
إطلالة لنصر الله اليوم وتجديد الالتزام الرئاسي
يُطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم للحديث عن الاستحقاق الرئاسي. وإذ أشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى «أن حصر الحديث بالرئاسة غير مسبوق في إطلالات السيد نصر الله، لفتت إلى «أن إطلالة السيد نصر الله هي لوضع موقف حزب الله الرئاسي في السياق الذي يجب أن يكون فيه والذي هو فيه منذ بداية الشغور الرئاسي حتى الآن، لكنه يقطع الطريق ولمرة واحدة على أية عملية تلاعب أو تأويل أو تفسير لعدم قول الحزب أية كلمة منذ ترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون». وتابعت المصادر بالقول: «لأن حزب الله ملتزم بمبدئية مواقفه الرئاسية التي لم تتغير ولن تتغير، فإن كلامه اليوم في الملف الرئاسي هو لقطع الدابر عن ألسنة السوء والاستثمار السلبي والخبيث الذي جرى جراء عدم صدور موقف عن حزب الله، ولذلك سيطل السيد نصر الله اليوم لتأكيد المؤكد في الموقف العام المعروف في الملف الرئاسي بدعم الجنرال ميشال عون والوقوف خلفه، وفي الوقت نفسه حفظ مكانة رئيس تيار المردة النائب الحليف الاستراتيجي للمقاومة والحرص على موقع ما يمثله الحليفان الجنرال عون والنائب فرنجية بالنسبة لحزب الله».
ورجّحت المصادر أن «يطرح السيد نصر الله التسوية الشاملة المتعلقة بانتخاب الرئيس وإقرار قانون انتخابي جديد وتفعيل الحكومة التي كان دعا إليها ومن دون أن يكون طرحها شرطاً للرئاسة».
إلى ذلك حضر الملف الرئاسي في لقاء عقد بعيداً عن الإعلام بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والقائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز وتم خلاله تبادل وجهات النظر إزاء المطروح على بساط البحث الرئاسي بعد خطوة معراب ومبادرة باريس.
التعليقات مغلقة.