هل سيكون 2016 عام الحرب الإلكترونية الأضخم في الشرق الأوسط؟

 

الأردن العربي ( الجمعة ) 29/1/2016 م …

نشر موقع “وور أون ذي روكس” تقريراُ لبنجامين رنكل، يشير فيه إلى أن القول بأن عام 2015 كان عاماً بائسًا للشرق الأوسط، يبقى أقل مما يقتضيه الواقع.

ويقول الكاتب “إن الكوارث الإنسانية التي ولدتها الحرب المستمرة في كل من سوريا واليمن تواصلت، كما وسع تنظيم “داعش” مجال عملياته الإرهابية في أنحاء المنطقة كلها.

ويضيف رنكل أنه “لسوء الحظ، قد يكون عام 2016 بدأ بداية أسوأ من العام السابق، ففي 2 كانون الثاني، قامت السعودية بإعدام رجل الدين الشيخ نمر النمر، بعد “إدانته بالإرهاب”؛ بسبب تأييده لمظاهرات عارمة ضد الحكومة عام 2011، وردت إيرانيون بمهاجمة مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في كل من طهران ومشهد، فقامت السعودية والدول الخليجية الأخرى بقطع العلاقات الدبلوماسية، ما زاد من التوتر في منطقة تعج بهذا التوتر”.

ويستدرك التقرير بأنه “مع ذلك، فإنه من المستبعد أن تتطور هذه التوترات إلى حرب في المدى المنظور. وتواجه السعودية تحديات لاستقرارها الداخلي، وهي متورطة في حرب في اليمن.

ويقول الكاتب إنه “في الوقت ذاته، فإن التخوف من هجوم سايبري على نطاق هجمات 11 أيلول مبالغ فيه، وحتى أشد الحروب السايبرية تسببا بالضرر في الشرق الأوسط تبقى أفضل من مواجهة عسكرية بين إيران والسعودية، ولكن أي صراع سايبري بين البلدين ستكون له تداعيات كبيرة على أمريكا، فأولا لأن الرئيس أوباما تعهد بالدفاع عن دول الخليج ضد أي حرب سايبرية إيرانية خلال لقاء القمة في كامب ديفيد في أيار الماضي، فإن أي حرب سايبرية في الشرق الأوسط غالباً ما ستجر أمريكا إلى الصراع، حيث إن وقوف أمريكا مكتوفة الأيدي في مثل هذه الحالة سيسبب المزيد من الضرر لمصداقية أمريكا، التي ضعفت في المنطقة، وقد يدفع بدول الخليج إلى طلب الدعم من قوى كبيرة أخرى لديها إمكانيات في الحرب السايبرية، وتسعى للتمدد في الشرق الأوسط”.

ويورد الموقع أن “الأمر الثاني هو أنه من الصعب حصر آثار أسلحة الحروب السايبرية بدقة، فمثلاً انتشر فيروس (ستكسنيت) دون قصد للحواسيب من أندونيسيا إلى الهند إلى أمريكا، علمًا بأنه كان مصممًا لتخريب نظم ضبط صناعية محددة تستخدم في محطة (ناتانز) النووية، وهناك شك بأن إيران قادرة على إنتاج أسلحة سايبرية بالدقة ذاتها. ومن جهة أخرى لو سعت دول الخليج لشراء أسلحة سايبرية هجومية، أو تشغيل قراصنة ليعملوا لصالحها، فلن يكون لديهم التطور الكافي أو المسؤولية للحد من مفعول الهجمات السايبرية. ولذلك فإن أي برمجيات ضارة قد تنتج في حرب الشرق الأوسط السايبرية قد تتكرر وتنتشر مسببة أضرارا كبيرة خارج نطاق الصراع”.

ويفيد التقرير بأن “الأثر الثالث والأخير لهذه الحرب هو أن هناك خطر إمكانية نشوب حرب تقليدية بسبب هجوم سايبري مدمر، فأمريكا تحتفظ بحقها بالرد بالقوة العسكرية على أي هجوم سايبري قد يتسبب بحدوث وفيات. فهل ستعد السعودية هجومًا سيبريًا يعطل شبكة الكهرباء مثلا في حر الصيف متسببا بوفيات؛ بسبب الحرارة المفرطة، يكون سببا لشن عمل عسكري ضد إيران؟ فإن كان الأمر كذلك، فيمكن للصراع أن يتحول من الأرقام صفر وواحد، (التي تشكل أساس الكود في الحاسوب) إلى قنابل وصواريخ بأسرع مما يمكن للدبلوماسية أن تحتويه”. 

ويختم “وور أون ذي روكس” تقريره بالإشارة إلى أن “إدارة أوباما كانت محقة بأن تعهد بحماية دول الخليج من الهجمات السايبرية، وحتى وإن لم تكن التفاصيل واضحة. وفي ضوء التقارير الأخيرة بأن سبب وقوع شبكة الكهرباء الأوكرانية قد يكون هجومًا روسيًا سايبريًا، ما يرفع من المخاطر المحتملة للحرب السايبرية، فإن على صانعي السياسة الأمريكية أن يعدوا خطط طوارئ؛ لاحتمال أن تتسبب التوترات السعودية الإيرانية الحالية بهجوم سايبري”.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.