في ذكرى رحيل القائد الوطني والقومي والأممي الدكتور جورج حبش / محمد العبد الله
الأردن العربي ( الإثنين ) 26/1/2015 م …
يا حكيمنا: إن غاب جسدك عنا، فروحك الكفاحية تملأ هواءنا وأرضنا،وتضخ في شرايين دماء رفاقك وأبنائك وتلامذتك وكل من قرأ سيرتك وأفكارك، نبض المقاومة والإصرار على إدامة الاشتباك مع جبهة الأعداء. الآلاف من تلامذتك مازالوا يسيرون على ذات الطريق … عدي وغسان أبطال عملية دير ياسين في القدس المحتلة هما من الجيل الذي راهنت على صلابته وثوريته، لذلك حفظوا الوصية… ونفذوها.
أبا ميساء : نم قرير العين فأنت حي فينا، فالقضية التي ضحيت من أجلها لازالت تتلألأ متوهجة في أحداق عيون الملايين من أبناء أمتك، تحميها سواعد وبنادق أبناء شعبك وأمتك في كل ساحات المواجهة مع العدو الإمبريالي/الصهيوني/الرجعي … فالثوريون لايموتون .
سيرة ذاتية *
– ولد في مدينة اللد الفلسطينية يوم 2/8/1926 لعائلة مسيحية أرثوذكسية ميسورة.
– انهي دراسته للمرحلتين الابتدائية والثانوية في يافا والقدس، ثم التحق سنة 1944 بكلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، تخرج فيها طبيباً سنة 1951، وفي أثناء دراسته كان من البارزين في المجال السياسي الذين عملوا من خلال جمعية “العروة الوثقى” في الجامعة، ومن خلال “هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل”.
– من ناشطي “جمعية العروة الوثقى” في الجامعة الأمريكية في بيروت التي كان الدكتور قسطنطين زريق محركها الأساسي، ثم شارك في تأسيس “منظمة الشباب العربي” التي نشأت سنة 1951 ثم أصدرت نشرة “الثأر” ، وعقدت هذه المنظمة اول مؤتمر لها سنة 1954 برئاسة جورج حبش وانبثق عنها “حركة القوميين العرب”، وكان ابرز أعضاء الحركة وديع حداد وهاني الهندي واحمد اليماني واحمد الخطيب وصالح شبل وحمد الفرحان وحامد الجبوري.
– ترشح للانتخابات النيابية في الأردن في آب 1956.
– منعت حركة القوميين العرب في الأردن سنة 1957 فاضطر إلى التخفي والعيش في السر، وفي سنة 1958 ذهب إلى دمشق.
– تزوج في دمشق في أوائل سنة 1961، وبقي فيها طوال فترة الوحدة، وكانت حركة القوميين العرب في هذه الأثناء قد أيدت بقوة الرئيس جمال عبد الناصر، وتولى احد مؤسسيها (هاني الهندي) إحدى الوزارات في عهد الوحدة.
– على اثر هزيمة حزيران 1967، قام مع مجموعة من رفاقه في حركة القوميين العرب بتأسيس “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” التي تم الإعلان عن تأسيسها رسمياً يوم 11/12/1967، ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع الجبهة عن منطلقاتها القومية برؤية ماركسية، حرص الحكيم على صيرورتها وتطورها كتوجه ومنهج عمل رئيسي للجبهة الشعبية.
– أعلن انتماءه وانتماء الجبهة الشعبية إلى الفكر الماركسي – اللينيني وذلك بعد هزيمة حزيران 1967 .
– استمرت علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر وثيقة جداً لكنها بدأت بالفتور في تموز 1970 عندما وافق الرئيس عبد الناصر على مشروع روجرز.
– عام 1970 اندلعت مواجهات عرفت بـ “أيلول الأسود” بين المقاومة من جهة والنظام الأردني من جهة ثانية أسفرت عن إخراج قوات الفدائيين من عمان والأحراش فيما بعد.
– جاء إلى لبنان سنة 1971 بعد انتقال قوات المقاومة الفلسطينية إلى الجنوب ومخيمات بيروت.
– أعلن في 14/3/1972 التوقف عن إستراتيجية خطف الطائرات.
– أعلن انسحاب الجبهة الشعبية من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في أيلول 1974 احتجاجاً على الاتجاه السياسي الجديد للمنظمة والذي عرف ببرنامج النقاط العشر الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني العاشر.
– كان له إسهام بارز في تأسيس “حزب العمل الاشتراكي العربي” في لبنان وبلدان عربية أخرى.
– حاولت حكومات المستعمر الصهيوني اعتقاله وقتله أكثر من مرة وكان أبرزها محاولة اختطاف إحدى الطائرات فور إقلاعها من مطار بيروت متجهة إلى بغداد لاعتقادها انه كان بين الركاب وجرت الحادثة في 10/8/1973.
– عام 81، أصيب بجلطة دماغية وهو يخطب في مهرجان جماهيري في لبنان ، ونقل على الفور إلى المشفى في بيروت ، لكن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أمر بإرسال طائرة خاصة نقلته إلى أحد مشافي مدينة براغ التشيكية . التقرير الطبي الذي صدر عن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه تضمن الآتي(إنه يقاوم بإرادته لا بجسمه… ثمة قضية تشغله).
– غادر بيروت في آب 1982 مع القوات الفلسطينية وأقام منذ ذلك الحين في دمشق.
– كان له شأن في تأسيس جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطيني المؤلفة من المنظمات المعارضة لقيادة م.ت.ف والتي اتخذت دمشق مقراً لها.
– عارض اتفاق عمان بين م .ت.ف والأردن الذي وقع في شباط 1986 ودعا إلى إلغائه.
– أصيب بجلطة دماغية في تونس في 17/1/1992 نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات باريس، وأثار نقله أزمة سياسية داخلية في فرنسا استقال في أعقابها ثلاثة مسئولين.
– استقال من الأمانة العامة للجبهة الشعبية في أيلول عام 2000 أثناء عقد المؤتمر العام السادس للجبهة.
– أسس “مركز الغد العربي” في دمشق سنة 2002.
– عاش المرحلة الأخيرة متنقلاً بين دمشق وعمان.
– أدخل إلى إحدى مستشفيات عمان في 17/1/2008 لإصابته بجلطة قلبية وتوفى يوم 26/1/2008.
* بتصرف ، عن موقع كتائب أبو علي مصطفى
http://www.kataebabuali.ps
—————————————————
** من كلمات الحكيم جورج حبش:
– قضية فلسطين هي – أولاً وقبل كل شيء – قضية العرب . فعلى الرغم من تعرض أكثر من جزء في الوطن العربي للاحتلال – وبعضها لا يزال – فإنه لم يحدث أن احتل أي منها تلك المكانة التي احتلتها فلسطين في الوجدان والذاكرة والواقع العربي ، لا لأن فلسطين أغلى من أي جزء آخر في الوطن العربي ، وإنما لأن المشروع الصهيوني – الإمبريالي الذي استوطن فلسطين ، تخطى بأهدافه المباشرة والبعيدة أي احتلال آخر لأي جزء من الوطن العربي . لقد مثل احتلال فلسطين التحدي الأكثر تاريخية وشمولا . وبكلمات أخرى : إنه التحدي الكامل لكرامة العرب وتاريخهم وحضارتهم . يضاف إلى هذا أن المواطن العربي تلمس وأحس ، بعقله وبقلبه ، أن فلسطين لم تكن سوى رأس الجسر الذي سينتشر منه السرطان الصهيوني إلى سائر جسد الأمة العربية . ذلك بأن المشروع الصهيوني والقوى الداعمة له يمثلان ، منذ قيام “إسرائيل” ، القوة الأولى المانعة لتقدم الأمة ووحدتها ونهوضها.
– إن النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مائة عام وأكثر، فعلى قصيري النفس أن يتنحوا جانباً.
– لاينبغي أن ينتهك التكتيك الإستراتيجية، ولا ينبغي أن تنتهك السياسة الأيديولوجية.
– تستطيع طائرات العدو أن تقصف مدننا ومخيماتنا وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء ولكن لا تستطيع قتل إرادة القتال فينا.
-لا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها .
التعليقات مغلقة.