أردوغان : اللعبة المكشوفة / حميدي العبدالله

 

حميدي العبدالله ( السبت ) 30/1/2016 م …

زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة صدّت هجوماً شنّه تنظيم «داعش». ولإضفاء المصداقية على هذا الزعم قال إنّ القوات التركية الموجودة في المعسكر قتلت 17 من عناصر «داعش». لكن هيئة الأركان العراقية المشتركة أكدت أنّ أيّ هجوم على معسكر بعشيقة لم يتمّ لا من قبل «داعش» ولا من قبل أي جهة أخرى، وهذا يعني أنّ ما قاله الرئيس التركي هو مجرد ادّعاءات لا تستند إلى أيّ أساس. ومن غير المستبعد بعد انكشاف هذه اللعبة أن يعمد «داعش» في إطار التنسيق القائم بينه وبين الحكومة التركية إلى تدبير هجوم مسرحي على المعسكر لنفي تهمة عدم المصداقية التي ألحقت بأردوغان في ضوء البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش العراقي.

لا شك أنّ أهداف لعبة أردوغان هذه مكشوفة، وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي وبيان هيئة أركان الجيش العراقي، حيث أكد البيانان على أنّ القصد من وراء هذه الادّعاءات تبرير بقاء القوات التركية، وحتى تعزيز هذه القوات بدلاً من سحبها، ولعلّ هذا ما اعترف به أردوغان ذاته في التصريحات التي أعلن فيها عن الهجوم المزعوم.

واضح أنّ تركيا مصمّمة على المضيّ في سياسة التدخل في الشأن الداخلي العراقي على هذا النحو المكشوف وبعيداً عن موافقة الحكومة المركزية في بغداد، وما كان لهذه السياسة أن تبصر النور لولا العوامل الآتية:

أولاً، موافقة الحكومة الأميركية، ولو ضمناً على الوجود العسكري التركي في بعشيقة، وأيّ مناطق أخرى قد تشهد تواجداً جديداً لقوات تركية.

ثانياً، التغطية التي توفرها بعض الجماعات السياسية العراقية، ومنها جماعات مشاركة في العملية السياسية ولها كتل في البرلمان، وحتى ممثلة في الحكومة الحالية.

ثالثاً، دعم مسعود البرزاني للتدخل التركي والتنسيق القائم بين الطرفين على أكثر من صعيد، بما في ذلك شراء وتهريب نفط «داعش». ومعروف أنّ البرزاني وأسرة الرئيس التركي لهم صلات مباشرة بالاتجار بنفط «داعش»، وهم المستفيدون من هذه العملية.

هذه العوامل، تؤكد أنّ الوجود العسكري التركي في محافظة نينوى مرشّح في المستقبل للزيادة، ولن تستجيب الحكومة التركية لطلبات الحكومة العراقية، سواء سحب القوات الموجودة في معسكر بعشيقة، أو عدم التدخل بالشأن الداخلي العراقي. والأرجح أنّ الحكومة العراقية بسبب هذه العوامل ليس بيدها أوراق تستخدمها لإرغام تركيا على سحب قواتها، ولهذا سوف تبقى المطالبة بسحب القوات التركية على لسان رئيس الحكومة العراقية ومسؤولين آخرين مجرد كلام لا طائل منه

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.