عزرائيل في حلب والجيش السوري يحضر لحفل الشواء !
الأردن العربي ( الأحد ) 31/1/2016 م …
كتب علي مخلوف …
تُدق طبول الموت وتتصاعد أدخنة الدمار في كل مكان، يقترب صوت الزمجرة شيئاً فشيئاً، وصوت مسننات الآلة العسكرية يصبح أقوى، لدرجة أن ملاك الموت السائح في المكان بات يرقص بهيبة مخيفة على أنغام الزحف المقدس للجيش العربي السوري، والوجهة حلب.
على ما يبدو فإن هناك قراراً بتحقيق انتصارات متتالية دون تريث وبالسرعة القصوى في مناطق عديدة، قد يكون السبب جنيف الموعود وقد يكون لذلك علاقة بالتنسيق السوري ـ الروسي ـ الإيراني بناءً على مقترح روسي كون موسكو هي من تتولى قيادة الحرب السياسية ضد أمريكا على المسرح العالمي.
سلمى وربيعة والشيخ مسكين وعدد من القرى في الريف الحلبي، فضلاً عن الحديث حول تسويات في مناطق بريف دمشق كالمعضمية وداريا، ريف اللاذقية الشمالي سيكون قريباً بالكامل محرراً ونظيفاً، كذلك الحال بالنسبة لدرعا إذ أن تحرير الشيخ مسكين سيكون مقدمةً لإكمال معارك التحرير في أراضي حوران.
بسبب تلك الانتصارات وتغير المشهد الميداني بشكل ملحوظ، انتشر الرعب بين صفوف الجماعات الإرهابية، بعضهم هرب ولجأ لمناطق تسيطر عليها عصابات أخرى، وبعضهم طلب إعلان النفير والدعوة إلى توحد تلك الميليشيات مع بعضها لمواجهة الجيش السوري وإلا فإن العاقبة ستكون وخيمة، ضمن هذا السياق أعلن فصيلا “كتائب ثوار الشام” و”الجبهة الشامية” الإرهابيان العاملان في مدينة “حلب” وريفها عن اندماجهما الكامل على كافة المستويات العسكرية والسياسية والإدارية تحت مسمى واحد وهو “الجبهة الشامية” بقيادة الإرهابي “أبو عمرو سفيرة”، وأعلنت تلك الميليشيات أن هذا الاندماج فرضته المرحلة الحالية التي تمر بها مدينة حلب وريفها، مضيفةً أن أعداد مقاتليها بلغت عشرة آلاف.
ما تمر به حلب وريفها هو يوم دينونة أو حساب، حيث سيكون للنار فعل المطهر والمخلص لتلك المناطق من كل دنس وخطيئة، الجماعات الإرهابية شعرت باقتراب حبل المشنقة أو منجل عزرائيل من رقبتها، فأعلنت الاندماج لتحمي نفسها، بمعنى آخر كي لا يتم إبادتها لوحدها من قبل الجيش السوري، كما حصل في الشيخ مسكين، حيث بدأ ما تبقى من إرهابيين بتصوير فيديوهات يبكون فيها على ما حل بهم ويحملون المسؤولية لتقاتل الميليشيات الإسلاموية بين بعضها!.
عشرة آلاف مقاتل موزعين على بعض مناطق مدينة حلب ويفها، سيكونون على موعد مع حفل شواء سينظمه الجيش العربي السوري بحسب المعلومات المتوافرة والتوقعات التي أبداها مراقبون، لأن قراراً بتحقيق نصر على الساحة الحلبية بات ضرورياً وله تأثيرات مدوية في حال تحقق.
في حال تحرير الريف الحلبي والأحياء المتبقية من المدينة، فإن ذلك سيعني بالدرجة الأولى توجيه ضربة للتركي الطامع بهذه المناطق ويعتبرها خط مواجهة أول وهو ما يفسر حديثه دائماً عن حلب وريفها ومدى أهميتها، ودعمه المطلق للجماعات الإرهابية المنتشرة هناك، وهذا سيعني أيضاً قطع الطريق على أردوغان في التمدد هناك أو حتى الرهان على حزام آمن أو منطقة محمية تكون مرتعاً له وللمسلحين الذين يدعمهم، وهو أيضاً سيكون له تأثير كبير في معركة المفاوضات السياسية، فضلاً عن كونه سيخفف من ضخ الإرهابيين والسلاح عبر الحدود التركية بنسبة جيدة، وسيقدم الجيش السوري على أنه القوة التي لا يمكن اللعب معها بالرغم من مرور خمس سنوات عجاف راهنت فيها القوى المعادية على إنهاكه وتفتيته.
التعليقات مغلقة.