ثبات ايران قبل و بعد اﻻتفاق النووى / حسيين عليان
حسيين عليان ( الأردن ) الإثنين 1/2/2016 م …
راهنت الدول العربيه والخليجيه على وجهه الخصوص و مولت حمله من التشكيك قام بها الكثير من السياسين والكتاب واﻻعﻻميين فى المنطقه .
وكانت تصر وتؤكد على تبدل السياسيات اﻻيرانيه بعد توقيع اﻻتفاق النووى اتجاه قضايا المنطقه فى مقدمتها القضيه الفلسطينيه واتجاه حزب الله وسوريه ولبنان وبنى هؤﻻء مراهنتهم على النوايا والرغبات دون قراءه الوقائع واﻻحداث كما هى وكنا نقول دوما لهم ان قراءه المشهد السياسي يجب ان تقوم على الوقائع والمعطيات الماديه وليس الظنون والنوايا والرغبات .
وصدعوا رؤسنا وﻻ زالو صراخا وتحليلات بتلك النظريات التى تؤكد ان ايران حال تفاهمها مع السياسات الغربيه واﻻمريكيه ستبيع تلك اﻻوراق على طاوله المفاوضات مقابل حمايه نظامها من السقوط ودولتها من الغزو والتدمير وقلنا لهم لنغتنم ذلك التحالف والحضور والفرصه ونوظفهما فى مصلحتنا وصراعنا وعندما تبدل ايران موقفها بعدها لكل حادث حديث .
لكن الوقائع اشرت غير ذلك فقد وقعت اﻻتفاق مع 5+1 وكان اتفاقا دوليا برعايه مجلس اﻻمن واﻻمم المتحده وليس اتفاقا مع امريكا والغرب وقلنا ان ايران ادرت تفاوضها بصبر وعناد وكفاءه وعمل دؤوب طوال عقد ونيف رغم تبدل الحكومات والرؤساء ووزراء الخارجيه والوفود المفاوضه بين محافظين واصﻻحين .
فى حين استمر نفس فريق المشككين يولول ويطبل بنفس اﻻسطوانه ويصر على تسويق اﻻوهام التى اودت بنا دوﻻ ومجتمعات الى ما نحن فيه من وهن وضعف وفوضى ملقيه بالمسؤوليه على ايران وسياساتها فى المنطقه فى محاوله ﻻعفاء نفسها وامريكا والغرب والصهاينه جراء ما نحن فيه .
وتطور الخطاب السياسي واﻻعﻻمى لهؤﻻء فى التحريض والعداء ﻻيران كمحاوله لخلق عدو بهدف تصدير ازمات داخليه تعيشها نظم ودول الفساد والتبعيه وذلك عبر مدخلين اﻻول تعميق الصراعات مع ايران على اسس مذهبيه واعاده تعريف اﻻعداء فتحول العدو الصهيونى لعدو ثانوى وايران والشيعه لعدو رئيسي .
ﻻ نود ان يفهم من كﻻمنا ان ايران ﻻ تتحمل جزء مهما من المسؤوليه عما الت اليه اﻻمور بسبب تطرف وحماقه بعض مسؤليها من مستويات ومواقع مختلفه وتصريحاتهم المستفزه . كالحديث على سيطرتهم على اربع عواصم عربيه هى دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء او تصريحات عن اعترافات بدورهم ودعمهم لسقوط بغداد وكابل بيد اﻻمريكان او اصدار بعض الفتاوى من هنا او هناك والتى اعطت الطرف اﻻخر ذرائع للتحريض والتحشيد اضافه الى السلوك الدموى والطائفى لبعض حلفاءها واجهزتها وﻻ سيما فى العراق الذى نجحت بتوظيفه بأمتياز فى سياق وفاقها وصراعها مع الوﻻيات المتحده وﻻ زال الحساب فى العراق مفتوحا ولم يقفل بأختصار النظام الخليجى والعربى تأمر على العراق فخسر امنه فى حين اﻻيرانى جنى اﻻرباح بﻻ ثمن .
وبالعوده لجوهر الموضوع فأيران بعد اﻻتفاق زاد تمسكها بتحالفتها اﻻقليميه فى سوريه ولبنان وغزه وتعزز قدرات حلفاءها بالدعم المتواصل ورفضت مناقشه هذه الملفات التى ساهمت مع امور اخرى فى حمايه ايران وتعزيز نفوذها اﻻقليمى وهى تتعامل مع حلفاءها بعقليه وروحيه سياسيه تقوم على المرونه واﻻستقﻻل بقرارتهم وشؤونهم واﻻحترام بخﻻف العﻻقات السائده فى المحور المقابل القائمه على التبعيه واﻻذﻻل واﻻلحقاق وعدم اﻻحترام وهى بذلك تعكس طبيعه تعامﻻت الغرب مع تلك النظم والدول .
ايران دوله لديها مشروع وطنى قومى ومصالح اقليميه تدافع عنها سواء توافقنا معها او عارضناها وهى توظف كل قدراتها لتحقيق ذلك.
لكن المشكله الكبرى لدينا كنظام عربى تابع وحليف للغرب فقد نحرنا بأيدينا كل محاوﻻتنا لبناء مشروع نهضوى تقدمى وحدوى استقﻻلى بدء من مصر وتجربه ناصر الى العراق الذى سلمناه بأيدنا ﻻمريكا فخسرنا ركنا مهما فى امننا القومى واﻻقليمى ملؤه اﻻيرانى والتركى والصهيونى .
واليوم نتأمر على تدمير سوريه كأخر قلعه يمكن البناء عليها لتحصين امننا ونهضتنا .
كفوا عن النفخ فى مشروع طائفى مهزوم ومدمر ﻻ يخدم اﻻ مزيد من ضعفنا وشرذمتنا
وتعالوا نتفاهم ونتعاون مع الجوار اﻻيرانى بعد طفاء الحرائق اليمن و فى بيوتنا فى كل مكان تعالوا نلملم عناصر القوه بدل تبديدها تعالوا نخوض وفاقنا وصراعنا مع الجوار اﻻيرانى على اساس سياسي مصلحى بين جارين بديﻻ عن العويل المذهبى سيما وان الطرف اﻻيرانى يمد اليد صباح مساء بذكاء الواثق القوى الذى يدرك ما يريد وبأراده السيد الحر المستقل .
سقطت رهانتكم وتحيلاتكم بشأن الموقف اﻻيرانى من القضيه الفلسطينيه فاليوم حزب الله وحسن نصرالله ومقاومه غزه هما امل العرب والمسلمين ومعهم محور المقاومه لهزيمه كيان اﻻحتﻻل وتحرير المقدسات التى فرطتم بها .
اشك ان لديكم من فرصه او قدره ﻻعاده قراءه المشهد وكل ما تملكون هو هدم المعبد على رؤوسكم ورؤسنا .
التعليقات مغلقة.