تل أبيب تعتبر السيسي “بطل إسرائيل”

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 1/2/2016 م …

كتب زهير أندراوس…

*وجود السيسي في الحكم “أفضل صيغة لتُحقيق مصالح الدولة العبريّة الإستراتيجيّة” وتوقعّات بزيارة نتنياهو للقاهرة

ما زال شهر العسل بين القاهرة وتل أبيب مستمرًا، وبحسب مصادر رسميّة إسرائيليّة، فإنّ العلاقات بين الطرفين، وتحديدًا في المجال الأمنيّ، وصلت إلى ذروتها، وخصوصًا، بحسب المصادر عينها، أنّ مصر وإسرائيل تنظران إلى حركة المقاومة الإسلاميّة، على أنّها عدو، يجب تأديبه وتدجينه، وما هدم الأنفاق من قبل الجيش المصريّ، إلّا مؤشر أضافيّ على التنسيق المخابراتي بين الدولتين.

ولفتت المصادر في تل أبيب إلى أنّ التقارب السياسي المصري الإسرائيلي خلال الفترة الحالية يجري على مستوى الخارجية والسفارة الإسرائيلية بالقاهرة بشكل مكثف في خطوات تعكس الاهتمام من الجانبين لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي اعتبرته إسرائيل ذخرًا إستراتيجيًا.

ولفتت المصادر السياسيّة في تل أبيب إلى أنّ التقارب السياسي المرتبط بتزايد التواصل الأمني والتنسيق المخابراتي المكثف بين الجانبين في الفترة الماضية جاء في ظل رغبة مصرية بإعادة علاقات التعاون مع تل أبيب بشكل مباشر وعدم وجود مشكلة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي في استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الفترة المقبلة، بينما يشترط أنْ يكون اللقاء مرتبطًا بإعلان مسار جديد للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، أوْ على الأقّل تقديم ما يرضي الرأي العام بشأن القضية الفلسطينية ووقف الممارسات الاستفزازية في الضفة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر، أنّ مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قاموا بزيارة القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية للقاء مسؤولين مصريين في إطار التوصل إلى اتفاق يتم بمقتضاه تنازل شركة الكهرباء الإسرائيليّة عن قيمة التعويض المالي الذي حصلت عليه أمام التحكيم الدولي، في مقابل تعزيز استيراد الغاز الإسرائيلي وتصديره عبر الموانئ المصرية لأوروبا.

إلى ذلك، وفي ظلّ العزلة الدوليّة التي تعيشها إسرائيل بسبب إصرارها على رفض كلّ مبادرة لإبرام السلام مع الفلسطينيين، يصل طوق النجاة من أكبر دولةٍ عربيّة، مصر، التي أعادت السفير إلى تل أبيب بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة أعوام. قالت دراسة جديدة صادرة عن معهد واشنطن إنّه ليس هناك شك أن مصر تقع وسط جوار متوتر، فإلى الغرب تقع دولة ليبيا التي تعاني من الفشل، وإلى الجنوب دولة السودان التي تعاني الأمر نفسه.

أما إلى الشرق، فتواجه مصر التمرد المتنامي في سيناء وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة “حماس″. ولكن من نواحٍ عديدةٍ، يبدو أنّ مصر لا تتخذ حتى الخطوات الأكثر وضوحاً والضرورية لتأمين الدولة بصورة أفضل. ونرى أنه على الرغم من أن مصر تشكو باستمرار من الأسلحة المتدفقة من ليبيا، إلا أنها لم تعطِ الأولوية لتمويل تدابير الأمن الحدودية على تلك الحدود. وأردفت الدراسة التي جاءت تحت عنوان: التحديات الأمنية في مصر بعد عامين من حكم السيسي، أنّه من الواضح أن جمع المعلومات الاستخبارية لا يزال في عجز خطير في سيناء أيضًا، على الرغم من أنّ التعاون مع الإسرائيليين يساعد على ملء بعض الثغرات.

 وبرأيها، فإنّ التحديات الأمنية التي تواجهها مصر هائلة، وفي الوقت الحاضر ليست القاهرة على مستوى هذه المهمة. ونظراً إلى تدهور الوضع الإقليمي، ينبغي أن يشكل استمرار الاستقرار والأمن في مصر أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. ففي هذا السياق باستطاعة واشنطن، بالتعاون مع القاهرة، اتخاذ العديد من الخطوات للمساعدة على تخفيف حدة هذه التهديدات. ويمكن أن تشمل هذه الخطوات ما يلي: التدريب على مكافحة الإرهاب. قامت مصر، بعد الحصول على موافقة إسرائيل، بنشر آلاف الجنود وعشرات العربات المدرعة والدبابات والمروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة في سيناء، لمحاربة التمرد.

وتقترح الدراسة الاستفادة من الخليج، لافتةً إلى أنّ واشنطن لم تحقق نجاحًا يُذكر في تحفيز التحسينات في الحكومة المصرية أو التعديلات على التكتيكات العسكرية من خلال تكييف مساعداتها المالية مع ذلك. وشدّدّت الدراسة على تشجيع المزيد من التعاون بين إسرائيل ومصر، لافتةً إلى أنّ التعاون الهادئ بين إسرائيل ومصر في سيناء هو من النقاط المضيئة القليلة في المنطقة، ولكنها رغم ذلك لا تزال حساسة. أمّا المُحلل في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أرييه شافيط، فقال في مقالٍ نشره بالصحيفة إنّ السيسي هو بطل إسرائيل، فلا يحتاج المرء أنْ يكون لديه عين ثاقبة بشكل خاص حتى يكتشف حجم التشجيع العميق والإعجاب الخفي الذي تكّنه النخبة الإسرائيليّة تجاه قائد قوات الجارة الكبرى من الجنوب، وأضاف: كلنا مع السيسي، كلنا مع الانقلاب العسكريّ، كلنا مع الجنرالات حليقي اللحى، الذين تلّقوا تعليمهم في الولايات المتحدة، ونحن نؤيد حقهم في إنهاء حكم زعيم منتخبٍ وملتحٍ، مع أنّه أيضًا تلقّى تعليمه بأمريكا. ولفت شافيط إلى أنّ محافل التقدير الإستراتيجيّ في إسرائيل ترى في توليفة الحكم القائمة حاليًا في مصر، والتي تضم العسكر والليبراليين أفضل صيغة حكم يمكن أنْ تُسهم وجودها في تحقيق مصالح إسرائيل الإستراتيجيّة، حيث يسود افتراض أنّ مثل هذا التحالف سيكون ذا فاعلة كبيرة في مواجهة الجهات المتطرّفة، حيث لا تمنع هذا التحالف عن القيام بذلك قيودٍ أيديولوجيّةٍ، على حدّ قوله.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.