بعد الحصار والصمود، تزيين قوس النصر في باريس بألوان كوبا
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 2/2/2016 م …
بدأ الرئيس الكوبي راوول كاسترو أمس الاثنين زيارة دولة تستمر يومين لفرنسا التقى خلالها نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وتشكل مرحلة جديدة في عملية تطبيع العلاقات مع اوروبا.
ويبدا كاسترو الذي يقوم بزيارة خاصة لباريس منذ السبت، الزيارة الرسمية الاولى لرئيس دولة كوبية في فرنسا منذ تلك التي قام بها شقيقه الاكبر الرئيس الاسبق فيديل كاسترو قبل 21 عاما. ويحظى كاسترو باستقبال رسمي حيث سيزين قوس النصر في جادة الشانزيليزيه بالوان كوبا.وفي ايار 2015، كان هولاند اول رئيس دول غربية يزور كوبا منذ الثورة الشيوعية التي اطاحت نظام فولغينسيو باتيستا في 1959.وعقد الرئيسان لقاء في قصر الايليزيه تلاه توقيع 10 عقود اقتصادية. وتختتم هذه القمة الفرنسية الكوبية بـ”عشاء رسمي”.ويواصل كاسترو زيارته اليوم الثلاثاء مع لقاءات مع رئيسي مجلس النواب والشيوخ ورئيس الحكومة مانويل فالس ورئيسة بلدية باريس ان ايدالغو.وقال مصدر من الايليزيه ان فرنسا تعتزم انتهاز فرصة الزيارة للتاكيد بانها “الشريك الاول” سياسيا واقتصاديا لكوبا.وتقوم عدة شركات فرنسية كبرى بالاستثمار في كوبا في مقدمتها “برنو-بيكار” التي تنتج مشروب “روم هافانا كلوب” وشركة “اكور” في مجال السياحة و”بويغ” في مجال البناء والاعمار و”الكاتيل-لوسان” في الاتصالات و”توتال” والستوم” في الطاقة.الا ان المبادلات التجارية التي لا تتجاوز 180 مليون يورو سنويا لا تزال عند مستوى متدن. واقر وزير التجارة الخارجية ماتياس فيكل بان هذه المبادلات “لم تصل بعد الى مستوى طموحاتنا”.وتعتزم فرنسا تعزيز وجود شركاتها في كوبا التي تفتح اقتصادها تدريجيا مع توقيع اتفاقات اعتبارا من الاثنين في مجالات السياحة والنقل والتجارة العادلة.
*تعزيز صورة كوبا*
وترى فرنسا في كوبا “عاملا اساسيا لاعادة اطلاق علاقاتها” مع دول اميركا اللاتينية. ويعتزم هولاند القيام بجولة تشمل البيرو والارجنتين واوروغواي في اواخر شباط .وبدأت كوبا في اواخر 2014 تقاربا تاريخيا مع عدوتها الولايات المتحدة تكرست باعادة فتح السفارات في البلدين الصيف الماضي. بعد سنوات من الحصار والصمود.ومنذ نيسان 2014، تخوض هافانا محادثات مع الاتحاد الاوروبي لتحديد “اطار للحوار السياسي والتعاون” بهدف طي صفحة الخلافات القديمة حول حقوق الانسان.وتشكل زيارة كاسترو الى باريس فرصة للحكومة الكوبية من اجل تعزيز صورتها، كما يدل على ذلك الزيادة مؤخرا في زيارات الوفود الغربية الى هافانا.واوضح ادواردو بيريرا من جامعة هافانا لوكالة فرانس برس “هذه الزيارة مهمة لصورة كوبا (…) وستؤدي الى بروزها على الساحة الدولية دون شك”.وصاغت فرنسا مؤخرا اتفاقا بين نادي باريس للدائنين الدوليين لشطب 8,5 مليارات دولار من الديون الكوبية.ويمكن أن توافق الآن على تخفيف أكبر للديون، ما يمكن كوبا من الوصول بشكل أكبر إلى الأسواق المالية الدولية.وتضطلع باريس بدور رائد في تعزيز العلاقات السياسية بين كوبا وأوروبا ككل.
علما الدولتين على قوس النصر
التعليقات مغلقة.