الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 26/1/2015 م …
* يجب أن يعرف الجميع ، أننا أسهمنا بالفوضى الراهنة في المنطقة ابتداءً بوعد بلفور فالقضية الفلسطينية أساس الصراعات الدائرة في المنطقة ويتأثر بها العالم بأسره
* العالم يمر بوضع خطير وأن العنف والإقصاء وانعدام العدل وصلت الى أقصى مستوياتها، معتبرة أن الإعلام يلعب دورا حاسما في هذا المجال
* الكاتبة تعرضت لمضايقات وتهديدات لأنها كتبت عن الإسلام و العرب في الغارديان عن الإسلام وهددت بحرق بيتها، وبطردها من القرية التي تسكن فيها
* نسبة قتل الأبرياء في الصراعات والحروب التي يشهدها العالم الآن أكثر من 90%
أكدت الكاتبة البريطانية كارين ارمسترونغ إن القضية الفلسطينية تشكل أساس الصراعات التي تدور في المنطقة ويتأثر بها العالم باسره، ، مقرة بأن الفوضى التي تعيش بها المنطقة ساعد الغرب على قيامها.
وأضافت ارمسترونغ في محاضرة لها اليوم؛ الأثنين، في معهد الإعلام الأردني بعمان ، بعنوان (التراحم: تحديات الإعلام في عالم معولم ) وحضرتها مؤسسة المعهد الاميرة ريم علي،” العالم بأسره يدفع ثمن هذه الفوضى ، مؤكدة اننا اذا أردنا ان نبدأ بحوار يجب أن يعرف الجميع ، كيف نحن أثرنا في هذه القضية عبر وعد بلفور .
وحذرت الكاتبة التي لها اكثر من 20 مؤلفا وكتابا عن الأديان ترجمت الى 45 لغة، من أن استمرار نظر بعض الشعوب الى نفسها على أنها افضل من غيرها سوف يدمرنا جمعيا ، داعية الى الاستفادة من القيم الموجودة في الأديان وترسيخها لهذا العصر الذي نعيشه لا ان نطرح فكرة العودة المستحيلة الى الوراء، وأن يعاملوا بعضهم كما يحبون ان يعاملوا.
ورأت أن العالم يمر بوضع خطير وأن العنف والإقصاء وانعدام العدل وصلت الى أقصى مستوياتها، معتبرة أن الإعلام يلعب دورا حاسما في هذا المجال.
واعتبرت أن العالم اليوم بحاجة ملحة الى حوار يستند الى فهم حقيقي للآخر ومعرفة تاريخه وقيمه، وأن يستند هذا الحوار الى القابلية للتغير لا أن يكون من أجل المواجهة فقط.
وطرحت ارمسترونغ مفهوم الإعلام المتعاطف والمتراحم، الذي هو برأيها مهم لجهة التقريب بين الحضارات والأمم.
وفسرت مفهومها لذلك بقولها ان التراحم لا يعني الشفقة بقدر ما يعني الشعور مع الآخرين ومعاملة الناس بالاحترام، وأن لا يكون الهدف من الإعلام الحط من كرامة الناس او إهانتهم أو الانتقام منهم أو تشويه صورتهم.
وأقرت أن ثمة صورة نمطية عن العرب والمسلمين عند الغرب، وترى أن على الإعلام دورا مهما في توضيح هذه الصورة، مشيرة الى ان السياسة تلعب دورا اساسيا تجاه الدين.
وبالنسبة للصورة المسيئة للرسول محمد صل الله عليه وسلم، اعتبرت أنها تمثل إساءة لمشاعر المسلمين، وبرأيها فإن ردة فعل المسلمين حققت أهداف النشر بتكريس الصورة النمطية عن المسلمين.
وقالت عندما نشروا الصور أردوا أن يكرسوا الصورة السيئة عن الاسلام.
وقالت ارمسترونغ، أن لدى الغرب فكرة بـ “انه اذا كان الجميع علمانيا فالسلام سوف يعم العالم ، لكن ما يجب أن يعمل العالم عليه ويتحاور من أجله هو أن المجتمعات تعاقب بعضها بسبب التدين أو عدمه”.
وأقرت ارمسترونغ، بأنها تتعرض لكثير من المضايقات والتهديدات لأنها تكتب عن الإسلام و العرب وقالت ” كتبت مقالا في الغارديان عن الإسلام فهددت بحرق بيتي، ومرة قالوا انهم سيطردونني من القرية التي أسكن فيها”.
وانتقدت دور وسائل التواصل الاجتماعي، وبرأيها فإن تلك المواقع تستخدم كثيرا للتدمير وبث الكراهية.
وعن تعريفها للإرهاب، قالت إنه “من الصعب تعريف الإرهاب وجميع الخبراء يطرحون تساؤلات لتحديد هذا المفهوم، مبينة انه اذا كان تعريف الارهاب هو قتل المدنيين فهذا ينطبق ايضا على الحروب التي تشنها الدول”.
واوضحت “في الحرب العالمية الأولى شكّل القتلى من المدنيين نحو 5 %وفي الحرب العالمية الثانية شكلوا 5ر66 % “، متوقعة أن تكون نسبة قتل الأبرياء في الصراعات والحروب التي يشهدها العالم الآن أكثر من 90%.
يشار الى ان الكاتبة ارمسترونغ هي مؤسس ميثاق التراحم الذي كتبه مفكرون وباحثون من مختلف الاديان بهدف نشر قيم والتسامح والتأكيد على القواسم المشتركة بين الناس.
التعليقات مغلقة.