قناع الإنسانية والمعارضة الإرهابية! .. / د. عبد اللطيف عمران

 

د. عبد اللطيف عمران ( سورية ) الخميس 4/2/2016 م …

خاب أمل معارضة الرياض، ووقعت في لعنة التاريخ والأجيال، هي اليوم تستصرخ، وتضطرب، وتترنح ولا مخرج ولا منقذ ولا منفَذ.

هي اليوم وجهاً لوجه أمام الحقيقة وواقعها المرير. وحالها في هذا حال العصابات الإرهابية التي تدّك قواتنا المسلّحة أوكارها في الشمال والشرق والجنوب.

لذلك تلجأ إلى القناع وتظهر في جنيف كحمل وديع. تريد البنود الإنسانية، تريد بناء الثقة، تريد وقف إطلاق النار وعدم الاحتكام إلى السلاح، تريد حرية الأطفال والنساء والشيوخ، الحرية العامرة في الرياض!

من يطلب ذلك لايجعل من علوش كبير المفاوضين وقد وضع مرتزقته الأطفال والنساء والشيوخ في أقفاص الحديد وتنّقلوا بهم دروع ذل وجريمة في شوارع دوما.

من يطلب ذلك لا يتردد ولا يضع نفسه على المحك حين يطالبه الجعفري باستنكار جريمة تفجيرات السيدة زينب، وقد أدانها المجتمع الدولي.

إنهم مندوبو وحوش العصر الذين خرجوا على السيطرة، والناطقون باسم الإرهاب، وهم يعرفون أن الالتزام بالقرارين 2253-2254، هو أساس لقاء جنيف3، وماسيليه حتماً واضطراراً.

إن المنطق والعقلانية في هذين القرارين يعطيان الأولوية لمحاربة الإرهاب، ولن يجدي نفعاً القفز إلى المادة 10 و12 من القرار 2254 فوق المادة 8 منه وقد نصّت بالحرف على:

«قمع الأعمال الإرهابية لداعش والنصرة، وكل الأفراد والمجموعات والكيانات الأخرى المرتبطة بالقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية… وإزالة الملاذ الآمن الذي أقامته هذه المجموعات فوق أجزاء هامة من سورية… ولحظ أن وقف إطلاق النار لن ينطبق على الأعمال الهجومية أو الدفاعية ضد هؤلاء الأفراد والمجموعات والكيانات».

إذن، بعد تنفيذ هذه المادة يمكن الانتقال إلى مايليها. وهنا سيكون مقتل معارضة الرياض الوهابية الإرهابية، وليس التلطّي بالشروط الإنسانية، وبناء الثقة… إلا بمثابة طلب هدنة للإرهابي تعزّز البيئة الحاضنة له محلياً وإقليمياً ودولياً، وهذا ما كان له بالمرصاد ميدانياً في وقت واحد: السياسي والجندي العربي السوري.

فمتى كانت معارضة الرياض تفيض إنسانية ووطنية ورحمة وقد باعت  الأوطان والعروبة والإسلام والحس الإنساني بالتجوال بين عواصم المؤامرة وموائدها وفنادقها ومطاراتها؟.

ومن يستمع إلى الخبرات التي اكتسبها هؤلاء وإلى نتائج الدعم المصروف عليهم لا يستغرب حالات الانفعال والاضطراب التي تعتريهم فيرددون الشتائم والاتهامات نفسها وبشكل ببغاوي.

وهؤلاء الذين رفضوا الحوار وبرنامج الإصلاح الوطني الديمقراطي الشامل، واحتكموا إلى السلاح، وأجندات الخارج المتضاربة المترنّحة، وإلى عصابات الإرهاب الجوّال، لا يمكن أن يكونوا طرفاً أساسياً في تنفيذ أي قرار يهدف إلى وقف نزيف الدم والدمار.

وهؤلاء أيضاً يدركون الفوارق الطفيفة بين أذرع القاعدة والإخوان المسلمين من داعش ونصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام… إلخ، وبينهم هم أنفسهم، وبين الرياض والدوحة وأنقرة وتل أبيب: مصادر الإرهاب وأُسّه.

إنه المنطق الوهابي المستّبد بمعارضة الرياض والذي يغذيه على دفعات، وحسب الإمكان – وعلى يأس وقلق – الجبير وأردوغان، بعد أن تأكد رسوخ القول: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

هذا المنطق الذي لا يحسن قراءة المتغيّر في الميدان، ولا في السياسة، ولا في المجتمع الدولي، ترتعد فرائصه اليوم وهو يسمع صرخات النجدة والهزيمة والاستنكار… لفلول العصابات المسلّحة في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، صرخات يندب فيها زعماء العصابات حظهم الخائب، ويلقون باللائمة على من غرّر بهم وقادهم إلى الهلاك… بل إلى جهنم وبئس المصير… وهذا هو دائماً مصير العملاء والخونة. وقديماً قيل: لا تشترِ العبد إلاّ والعصا معه.

وبالمحصلة فإن نفاق معارضة الرياض وتلطّيها بقناع الإنسانية سيُعجز ديمستورا ومجلس الأمن، وسيخيب من راهن عليها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.