نبل والزهراء تصعق «جنيف3»
الجمعة 5/2/2016 م …
كتب سومر سلطان…
بالتزامن الآني مع نجاح الجيش السوري بفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، المحاصرتين منذ ثلاث سنوات، بدأت الموازين في «جنيف3» بالتغير؛ تغيرت نبرات الجميع. وأولهم رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض، هيثم المالح، الذي أكد أن لا سبيل لتغيير النظام.
انتصار نبل والزهراء فرض واقعاً جديداً. ولعل أوضح اعتراف بهذا كان من وزير الخارجية الفرنسي، الذي اعتبر أن ما سماه «الهجوم الوحشي للنظام على مدينة حلب» قد نسف جهود السلام ومباحثات جنيف. أما المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا فقد أعلن تعليق المباحثات لثلاثة أسابيع لأن «هناك المزيد من العمل يتعين القيام به ليس فقط من جانبنا بل أيضا من جانب الأطراف المعنية» حسب تعبيره. ونقل موقع «سوريا نيوز» عنه تبريره هذا التجميد بـ«رفض النظام ربط المباحثات بالتطورات الجارية على الأرض». وهو تفسير غريب لأن الحقيقة هي أن وفد دمشق هو أبرز من يربط المباحثات بالتطورات الجارية، فقد رحل إلى جنيف حاملاً في حقيبته الأفضلية التي حققتها انتصارات سلمى وربيعة والشيخ مسكين، ثم عزز موقفه بانتصار نبل والزهراء. وكان من شروط وفد الرياض عدم ربط المفاوضات بالحقائق الميدانية.من جهته وضع رئيس الوفد الممثل للحكومة السورية، بشار الجعفري، قرار تجميد المفاوضات في سياق التغطية السياسية لقرار وفد «مؤتمر الرياض» الانسحاب من المفاوضات. وهو ما يبدو صحيحاً بعلامة أن رئيس الهيئة التفاوضية المنبثقة عن مؤتمر الرياض، رياض حجاب، أعلن أن وفده سيغادر جنيف، بعد إعلان دي ميستورا تعليق المحادثات، مؤكداً أن «المعارضة لن تعود دون تحقيق مطالب الشعب السوري الإنسانية». وهو ما يعتبر طلباً تعجيزياً، لأن ما تضعه أطياف معارضة الرياض في سياق «المطالب الإنسانية» يشمل «رفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإيقاف القصف (كناية عن إيقاف العمليات العسكرية) وإطلاق سراح السجناء. وحتى أن من بين المعارضين من يدرج استقالة الرئيس بشار الأسد في خانة «المطالب الإنسانية»
وفي إشارة غير مباشرة على هزيمة «نبل والزهراء» وعد حجاب باستعادة كل ما فقده المسلحون من أراضي خلال مدة، واتهم الجيش السوري والطيران الروسي لاتباع سياسة «الأرض المحروقة»، ووصف هذه عدد الغارات بـ«المذهل»، حيث بلغت في حلب وحدها 215 غارة جوية «استخدم فيها القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية ….الخ» حسب زعمه.
وجاء توقف المفاوضات بالتزامن مع حملة علاقات عامة متأخرة، تقوم بها جهات داعمة لوفد الرياض، لتبييض صفحة حجاب وإعادة النجومية إليه. ولعل أهم ملامح الحملة أتى في مقال في صحيفة ليبراسيون الفرنسية قالت فيه «أن هذا الرجل بما يمتلكه من كاريزما وخبرة سياسية أهلته ليكون المنسق العام لقوى الثورة السورية، فهو يتمتع بالمصداقية والأهلية ليكون شخصية محورية في مفاوضات جنيف» وذلك على عكس برهان غليون وجورج صبرا وأحمد الجربا.
وأضافت الصحيفة أن حجاب «يعرف دهاليز النظام وأسراره ومناوراته، يبدو أنه يمتلك الوزن والخبرة اللازمتين ليقود بنجاح قوى الثورة السورية». ولكن لم تكد تمضي ساعات على نشر هذا التقرير حتى كان طبل النصر السوري يرتفع في نبل والزهراء، ويقصي أمثال هذه التحليلات، حاكماً بالفشل على وفد الرياض، بما فيه منسقه رياض حجاب، الذي أعلن العودة.
أما محمد علوش فقد حاول أن يكون أكثر تماسكاً رغم المصيبة، ووعد بالرد خلال يومين، دون أن يشرح ماهية هذا الرد، وهل سيكون مشابهاً للرد على خسائر سلمى وربيعة والشيخ مسكين ام أنه سيكون حقيقياً هذه المرة.
«شيخ الثورة السورية» كما يحب أن يلقب، هيثم المالح، كان صريحاً أكثر من الجميع: «نظام الأسد غير قابل للتغيير». وأضاف في تصريح تلفزيوني إن «نظام الأسد والنظام الإيراني يمنعان إنهاء الصراع في المنطقة» وكأنه كان عليهما رفع راية الاستسلام أمامه فوراً.
التعليقات مغلقة.