وليد المعلم : ‘‘الصناديق الخشبية‘‘ مصير كل معتد على سوريا
الأردن العربي ( السبت ) 6/2/2016 م …
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن سورية مستعدة للذهاب إلى حوار سوري سوري دون أي شروط مسبقة ولن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت مشيرا إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار في جنيف أظهر إيمانه بالحق السوري ومستقبل سورية.
وأوضح المعلم خلال مؤتمر صحفي اليوم أن وفد معارضة الرياض لم يأت من أجل الحوار السوري السوري بل جاء بأوامر مشغليه في السعودية وقطر وتركيا وقرارهم بضرب العملية السياسية.
وشدد المعلم على أن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان يستوجب مقاومته مؤكدا أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده.
وقال المعلم “في 26 الشهر الماضي وردتنا رسالة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا يدعو فيها وفد الجمهورية العربية السورية للسفر إلى جنيف والمشاركة في الحوار السوري السوري وأنا أرسلت إليه رسالة جوابية تؤكد استعداد وفدنا للمشاركة وفق أسس بياني فيينا وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص صراحة على أن الشعب السوري وحده صاحب القرار في مستقبله وأن الحوار سيكون سوريا سوريا وبقيادة سورية ودون أي تدخل أجنبي ودون شروط مسبقة”.
وأضاف المعلم “كنا نسمع تصريحات كلها شروط مسبقة من الرياض للوفد الذي تشكل هناك حتى قبل أن يأتي إلى جنيف وخاصة ما أسماه الموضوع الإنساني وعندما حدثت الجريمة الإرهابية في منطقة السيدة زينب والتي اعترف تنظيم داعش بتنفيذها أراد وفدنا اختبار وفد الرياض وخاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والعالم كله أدان هذه الجريمة فطلبنا من وفد الرياض إصدار بيان إدانة بعدما كان أحد أعضائه ويدعى سالم المسلط قال إن هذا العمل من ترتيب الحكومة السورية ولكنهم لم يفعلوا بما يعني أنه لم تأتهم تعليمات بالإدانة ووفدنا تفهم حراجة وضعهم”.
وتابع المعلم “إن كل ما طلبه وفدنا من دي ميستورا الحصول على لائحة بأسماء من سنتحاور معهم لأننا لا نريد أن نتحاور مع أشباح وفي الجلسة المسائية الختامية جاء نائب المبعوث الخاص رمزي عزالدين رمزي وقدم اللائحة أي بعد انتهاء المحادثات التي لم تبدأ”.
وأشار المعلم إلى أن الجميع تابع ما صدر في وسائل الإعلام بأن وفد الرياض كان قد قرر الانسحاب وخاصة بعد إنجازات الجيش العربي السوري على الأرض ولا سيما في ريف حلب الشمالي.
وقال المعلم “كنا نأمل من وفد الرياض الذي تحدث في الأمور الإنسانية أن يفرح كما فرح شعبنا بكسر الحصار الذي دام ثلاثة اعوام ونصف العام عن 70 ألفا من مواطني نبل والزهراء ولكنه حمل أمتعته وغادر ولم يفرح ولم يشارك الشعب السوري فرحته والسبب بسيط لأنه لا ينتمي إلى هذا الشعب”.
وأضاف المعلم “هم لم يأتوا أصلا من أجل الدخول في حوار سوري سوري بل جاؤوا فقط بسبب الضغوط التي مورست عليهم وكان قرار مشغليهم في السعودية وقطر وتركيا ضرب العملية السياسية” مشيرا إلى أن وزيري الخارجية التركي والسعودي خلال مؤتمرهم الصحفي في الرياض كانوا يبشرون بانسحاب الوفد قبل أن يبدأ الحوار وعلى كل حال كان انسحابهم أفضل لأنهم لا يملكون أي حرية داخل المحادثات.
ودعا المعلم الجميع وفي مقدمهم دي ميستورا إلى أن يدركوا أن سورية تذهب إلى حوار سوري سوري دون شروط مسبقة وأنها لن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت وقال “إذا كان الموضوع الإنساني يهم أحدا فهو يهم الحكومة السورية قبل أي جهة أخرى ونحن الحريصون على مواطنينا وعلى تقديم الدعم الإنساني والغذائي والدوائي لكل المواطنين السوريين حتى المحاصرين من قبل المجموعات المسلحة بغض النظر عن جنيف أو غير جنيف”.
وأشار المعلم الى أن قرارات فيينا ومجلس الأمن تؤكد على مسؤولية دي ميستورا في تشكيل وفد المعارضة ولكنها تؤكد أيضا على ضرورة أن يكون التمثيل للمعارضات أوسع ما يمكن لافتا إلى أنه بدأ يختار بشكل شخصي ويلتقي مع فلان ولا يلتقي مع فلان آخر وكلهم يصنفهم في خانة المستشارين.
وأوضح المعلم أن وفد الجمهورية العربية السورية أكد لدي ميستورا ضرورة عدم تكرار أخطاء جنيف 2 وان التمثيل يجب أن يكون أوسع ما يمكن للمعارضات وهو ما نص عليه القرار 2254 الذي أشار إلى معارضات موسكو والقاهرة والرياض.
واستغرب المعلم عدم لقاء دي ميستورا مع وفد معارضة الداخل وقال “هؤلاء الذين جلسوا في سورية وتحملوا ما تحملوه ولديهم وجهات نظر تختلف عن الحكومة هم معارضون وطنيون فلماذا لا يمثلون .. لا أحد يستطيع في المعارضة أن يدعي أنه الممثل الوحيد للمعارضة.. ونأمل من دي ميستورا أن يأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار إذا أردنا أن نكون في جو صحي حقيقي ملتزم بتنفيذ بياني فيينا وقرار مجلس الأمن”.
ودعا المعلم دي ميستورا ومكتبه إلى المزيد من التنظيم خلال أي اجتماع قادم لافتا إلى أنه لم يجر أي حوار في الجوهر في جنيف بل كان كل ما جرى تمهيدا لعقد الحوار الذي لم يعقد بسبب انسحاب وفد الرياض.
وردا على سؤال لمندوب وكالة سانا حول إعلان النظام السعودي استعداده لإرسال قوات إلى سورية وترحيب الولايات المتحدة بذلك قال المعلم “إن هذه التصريحات لها أساس حيث كان هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يطالب بها بتشكيل قوة برية تحت شعار مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي منذ أكثر من شهر لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح التنظيم الإرهابي ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية”.
وأضاف المعلم “لكن ماذا فعلت السعودية في اليمن .. هل أفلحت .. لقد دمرته وأصبحت تقصف كل هدف مرتين وثلاثا ولم تبق حجرا على حجر .. فهل استسلم اليمنيون .. إن هذا القرار يشير دون أي شك إلى أن السعودية تنفذ إرادة أمريكية”.
وتابع المعلم “بعد انتصارات قواتنا المسلحة وحلفائها على مختلف الجبهات يئس المتآمرون والممولون من أدواتهم في الميدان والتي بدأت تتهاوى فقرروا أن يدخلوا بأنفسهم ولكن لغة العقل والحكمة تستبعد أن يشاركوا بقوات برية في سورية ولكن عند مراجعة قراراتهم المجنونة التي اتخذت ليس ضد اليمن فقط بل في مناطق أخرى فإنه لا شيء مستبعدا والزيارات بين أردوغان ثم رئيس وزرائه إلى الرياض مع رئيس أركانه تدل على أن هناك شيئا يطبخ برعاية أمريكية .. والأتراك بسبب الموقف الروسي الواضح قالوا إن تدخلهم مستبعد فهل يدخل السعوديون وحدهم”.
وأكد المعلم أن “أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان والعدوان يستوجب مقاومته والمقاومة تصبح واجبا على كل مواطن سوري” مشددا على أن “كل معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلده”.
التعليقات مغلقة.