5 + حزب الله / محمد شادي توتونجي
محمد شادي توتونجي ( الإثنين ) 8/2/2016 م …
سوريا روسيا إيران الصين العراق ” الحشد الشعبي ” + حزب الله … هذه معادلة حطمت كل المعادلات الإرهابية الكونية وتحمل الكثير من المعاني الاستراتيجية.
فعندما يحرص الروسي القطب العالمي الجديد على إعلان حزب الله حليفاً له ويتعامل معه كحليف رئيسي على الأرض في الحرب على الإرهاب في سوريا ، هذا يعني بالسياسية الكثير ، تحالف بين دولة عظمى وحزب مقاوم وضعته أوروبا وأمريكا على لوائح الإرهاب ، وتخشاه إسرائيل.
ربما يرى البعض بأننا نبالغ بهذا الكلام و لكن لنسترجع القليل من المعلومات منذ عشر سنوات حتى اليوم:
فكلنا يذكر حرب تموز المباركة 2006 ، وكلنا يعلم أن حزب الله قد هزم الإسرائيلي بصورايخ روسية وإيرانية وسورية ، وكان له الدور الأكبر بعودة استعراض قوة الأسلحة الروسية من الصورايخ لسوق السلاح العالمي بعد أن أتقن استعمالها بحرفية ودقة متناهية ، الأمر الذي جعل الروسي مديناً لحزب الله في هذا الجانب.
والكل يعلم الدور البارز لحزب الله في الحرب الكونية على سورية ، وكيف أن دخول حزب الله ولو كان متأخراً إلى جانب الجيش السوري هو من أحدث الفارق وبدأ يعيد التوازن ويغير موازين القوى على الأرض ، وطبعاً و بعيداً عن الشكل الخارجي أن التدخل كان في سوريا ظاهرياً ، إلا أن كل دول محور المقاومة مع الحليف الروسي أدركت وتعلم يقيناً أنه بهذا التدخل لحزب الله قد ساعد كثيراً في منع سقوط سورية وبالتالي حماية أسوار طهران وموسكو والصين التي ستضعف بعدها كثيراً.
وربما أحب البعض أم كرهوا في داخل العراق من عملاء السعودية وتركيا والأمريكان فإن تواجد حزب الله في المعارك هناك ضد الأمريكي و الإسرائيلي بأجهزة مخابراته ، كان له الدور الأبرز في إلحاق هزيمة بالحلف الذي ترأسه أمريكا ويموله البترودولار الخليجي في العراق ، ولعل المرجفون يقولون أن حال العراق ليس بأفضل اليوم ، فإننا نرد بالقول نعم هو ليس أفضل بوجود الخونة والمتآمرين ، ولكن على الأقل إلحاق الهزيمة بالرأس المدبر وإرغامه على الانسحاب من العراق عام 2014 ، يجعل هزيمة الجسد المسوم أسهل كثيراً ولو استهلك ذلك وقتاً أطول بسبب تلك العجول التي تصر على صدم رؤوسها بالجدران لإيمانها بأن سيدها الأمريكي يمكن أن يحدث أمراً يعيد فيه القوة لوجودها.
وهنا نقول ويقيناً بأن أمريكا ليست قضاء الله و قدره ، وبأن حزب الله لم تنفع معه كل مخططات وأفكار كبار المفكريين الصهاينة والأمريكان والأوروبيين وأذنابهم من الأعراب في هزمه أو نزع سلاحه.
وأكبر دليل على فشل السياسات الصهيوأمريكية بإلحاق الهزيمة بحزب الله ونزع سلاحه هو ما قدمه كبير الباحثين والمدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف في دراسته لسياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط في 15 آذار/ مارس 2005 بعنوان:
“Constructive Instability” الفوضى البناءة التي اعتمدتها إدراة بوش الابن آنذاك والتي كان من أهم نقاطها هو نزع سلاح حزب الله ، وجاء فيه ما يلي:
” الامتحان الثاني الذي يواجه السياسة الأمريكية الدولية في لبنان، يكمن في كيفية تطبيق البند المتعلق “بانسحاب كل القوى الأجنبية من لبنان” في القرار الدولي رقم 1559، خاصة مع ما يشاع عن دخول ما يقارب المئة من الحرس الثوري الإيراني وغيرهم من المدربين العسكريين إلى لبنان. وما يشغل بال الأمريكيين والمجتمع الدولي في هذا الخصوص هو كيفية تطبيق متطلبات القرار الدولي فيما يتعلق بنزع سلاح حزب الله ، وتوسيع سيطرة الجيش اللبناني لتشمل كل المناطق بما فيها السيطرة على المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، خاصة وأن خطورة حزب الله تكمن في امتلاكه لصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى تل أبيب وغيرها من المدن ، وبانسحاب سوريا من لبنان، لم يعد بالإمكان أن تحمّل إسرائيل سوريا مسؤولية التصرف غير المسؤول لحزب الله، وبالتالي فإن انتزاع هذه الصواريخ من يد حزب الله ومن لبنان كله أمر ذو أهمية استراتيجية عليا ، يجب أن تترافق مع رحيل المستشارين العسكريين الإيرانيين عن لبنان، لأنه برحيلهم تنقطع الإمدادات العسكرية عن حزب الله.
وهناك هدف آخر قصير المدى يجب تحقيقه، وهو وضع حدّ لحرية حزب الله في العمل كقوة عسكرية مستقلة في جنوب لبنان، إذ تفيد التقارير أن قوة الحزب البشرية تقدر بعدة مئات من العناصر الناشطة في الحزب بشكل دائم، بالإضافة إلى احتياطي بشري يقدر بثلاثة آلاف عنصر يمكن استدعاؤهم في الظروف الطارئة. وبناء عليه فإن تنفيذ عملية نزع سلاح الحزب بشكل كامل تقتضي بدايةً الحد من انتشار الحزب وحصره في قواعد ومراكز تدريب محددة، بعيدة عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية مسافة كافية لمنع الحزب من إطلاق صواريخ الكاتيوشا. فهذه الخطوة سوف تحدّ من قدرات عناصر الحزب على التسلل عبر الحدود، وتسمح بنشر الجيش اللبناني في تلك المنطقة.
ومن المهم التفريق بين موضوع تفكيك سلاح حزب الله، الأمر الذي يجب أن لا تساوم عليه الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، وبين تحول الحزب إلى قوة سياسية. كما يجب التفريق بين قوة حزب الله السياسية وموضوع إدراجه على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، فمهما بلغت قوة حزب الله السياسية ومهما بلغ عدد أعضائه في البرلمان ليس هناك سبب ضروري لمراجعة الولايات المتحدة الأمريكية لقرارها إدراج الحزب على لائحة المنظمات الإرهابية “.
فكانت رسائل الداخل إلى غلمان 14 آذار بأن جربوا أن تنزعوه أو أن تهزمونا أو أن تجرونا لزواريب الداخل لإشغالنا عن أهدافنا الكبرى ودورنا الإقليمي والعالمي الذي أقر به أعداؤنا قبل أصدقائنا ، لهذا يخططون في كل لحظة لحربنا وإزالتنا. أما رسائله للخارج فكانت عبر هزائم إسرائيل المتتتالية وكسر شوكة الإرهاب الدولي والإجرامي في سوريا والعراق واليمن وغزة وفلسطين ومن يجهل فليسأل الصهيوني نفسه عن المجموعة التي تأتمر بالسيد جواد نصرالله نجل سماحة السيد حسن نصرالله والتي تقوم بعمليات نوعية داخل القدس وفلسطين المحتلة وكيف أن انتفاضة السكاكين في فلسطين تتقدم نوعياً وأدواتياً.
حيث تقول تقارير “جهاز الشين بيت ” أن العملية الأخيرة كانت نوعية من حيث السلاح والعبوات الناسفة التي كانت مجهزة وانتقلت التقنية من ضرب السكين إلى إطلاق نار.
أيها السادة حزب الله هو قطب إقليمي بدور عالمي في عالم جديد تعاد اليوم رسم خرائطه من سورية ولبنان وصولاً لأوروبا الشرقية كما كانت في منطقة نفوذ الاتحاد السوفيتي آنذاك.
واللبيب من الإشارة يفهم , نقطة من بداية التاريخ.
التعليقات مغلقة.