البعث مبادئ ونهج وطريق
فؤاد دبور* ( الأردن ) الثلاثاء 9/2/2016 م …
*الأمين العام لحزب البعث التقدمي في الأردن
حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب قومي وحدوي ديمقراطي اشتراكي ، شكل تأسيسه حدثا قوميا تاريخيا يعبر عن مصالح الشعب العربي في أقطار الوطن.
ويناضل حزب البعث العربي الإشتراكي ، لتحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية ، مثلما شكل بحق تحولا تاريخيا عبر ولادة المشروع القومي الوحدوي.
وجاء البعث ردا حاسما على مشروع التجزئة الاستعماري، كما كان ولا يزال، داعما وسندا لحركات التحرر والمقاومة حيث اعتبر ومنذ انطلاقته الأولى تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة الحقوق المغتصبة من أولى مهامه وأولوية وطنية وقومية في إستراتيجيته ، مثلما اعتبر النضال من اجل بناء المجتمع العربي الموحد أساسا ومرتكزا ، مجتمعا يقوم على مبدأ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كما اعتبر من مهام نضاله أيضا بناء المشروع القومي النهضوي التحرري ، حيث التزم الفكر القومي وعمل على تعميق الوعي بهذا الفكر، كما التزم بدفع مسار حركة الجماهير العربية نحو التقدم والتطور.
وامتلك البعث القدرة على تحمل مسؤولياته التاريخية من حيث التصدي للمشاريع الاستعمارية والصهيونية ، واضعا خطط نضاله بمواجهة هذه المشاريع ، وفقا لما تتطلبه كل مرحلة معتمدا على قواه الذاتية وعلى الجماهير الشعبية العربية الواعية لمصالحها ، مستمدا حوافز نضاله القومي وفقا لتطلعات هذه الجماهير وأمالها .
وحدد البعث هدفه في الوحدة استجابة لإرادة الشعب العربي في إزالة التجزئة ، وكذلك هدفه في الحرية تجاوبا مع نزوع الإنسان العربي إلى تحقيقها ، وفي الحرية انسجاماً مع إرادة الشعب العربي في تحرير وطنه .
وعليه فقد خاض حزب البعث معارك النضال القومي في الوطن العربي ضد الاستعمار والهيمنة الأجنبية وضد التجزئة والتسلط ، وأصبح في طليعة النضال في المجالات كافة بما فيها العمل على خلق قاعدة مادية عبر هدف تحقيق الاشتراكية ، باعتبارها السبيل الأمثل لنشر العدالة الاجتماعية وتفجير الطاقات وتحقيق التنمية الاقتصادية العربية.
وقد تجسدت كل هذه المبادئ في دستور الحزب الذي نصت مواده على طريق مساره وبخاصة المادة الأولى التي نصت على أن حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب عربي شامل تؤسس له فروع في سائر أقطار الوطن العربي وهو لا يعالج السياسة القطرية إلا من وجهة نظر المصلحة العربية العليا.
كما تجلت قومية البعث في البناء التنظيمي المرتكز على البناء القومي الشامل وهذا ما ميزه عن بقية الأحزاب والمنظمات والحركات الأخرى.
وقد شكل الصراع العربي الصهيوني محورا رئيسا من محاور نضال حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث اعتبر القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية للأمة العربية، وجسد إيمانه بالدفاع عن ارض فلسطين العربية بشكل عملي ، في الدعوة إلى تشكيل كتائب مسلحة لمواجهة العدو الصهيوني، مشاركا عبر انخراط العديد من أعضائه في الكفاح المسلح ضد العدو دفاعا عن ارض فلسطين وشعبها.
وشارك البعث في النضال السياسي وفي تعبئة الجماهير العربية للدفاع عن فلسطين ، بكل طاقاته، وهو اليوم أكثر حرصا عليها ويدفع ثمن هذا الحرص والدفاع عنها ، حيث نشهد الآن هجمة امبريالية صهيونية استعمارية وأدواتها في المنطقة من أنظمة وغيرها ضد سورية البعث؛ سورية التي أصبحت في ظل قيادة البعث دولة قومية عربية قوية صامدة ثابتة على المبادئ ؛ دولة القضية ، قضية الأمة العربية في وجودها ومستقبلها.
لا شك أن التحديات التي تواجهها سورية هذه الأيام تفرض نضالا شاقا وصعبا على الشعب العربي فيها وعلى الرفاق البعثيين في سورية وفي الوطن العربي ، وكذلك على كل جماهير الأمة المخلصين لأمتهم وقضاياها والدفاع عن وجودها واستقلالها وأرضها وثرواتها.
نثق برفاقنا وبشعبنا العربي في سورية وبقدرتهم على مواجهة المشروع العدواني الكوني الذي يستهدفهم مثلما يستهدف الأمة عبرهم، مثلما نثق بأنهم سوف يهزمون الأعداء في الداخل والخارج.
ولا بد ان الانتصار النهائي قادم قريباً ، لان مقومات الانتصار موجودة عبر الوحدة الوطنية التي تمثل قاعدة صلبة تنكسر عليها المؤامرات وكذلك عبر الاستعداد لتقديم التضحيات اللازمة لمواجهة المؤامرة .
نثق بأن سورية العروبة مع حزب البعث العربي الاشتراكي، ستبقى القاعدة الأساس الصامدة والقابضة على ثوابت البعث ومبادئه المدافعة عن الأمة وقضاياها وأمنها واستقرارها والمناضلة دوما من اجل وحدتها واستعادة حقوقها المسلوبة.
وها نحن نشاهد في هذه الأيام الانجازات الكبيرة والتي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، مسنودا بالشعب الذي آمن بوطنه وجيشه وأمته، وكذلك بالحلفاء الذين يناصرون الحق ويواجهون الإرهاب.
الرفيق فــؤاد دبــور
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
التعليقات مغلقة.