موسكو ومعركة المصير / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 11/2/2016 م …

 

تخوض موسكو معركةالمصير على الارض السورية متخطية فضائها الجيوسياسي الاقليمي الى الدولي , فمنطق الاشياء والبداهة كانت تقتضي منها ان تعطي اولوية لاوكرانيا التي تقع على الحدود الغربية وتضع الناتو وصواريخها المحتملة على حافتها الغربية .

ما من شك ان الساحة السورية تختزل الصراع الدولي بين معسكر الهيمنة والقطب الاميركي الاوحد وادواته من دُمى ومرتهنين وحرابه الارهابية الوهابية ومعسكر المرتزقة الصهاينة ، ومعسكر حركة التحرر الدولي الذي تتصدره موسكو وتعتبر سورية بيضة القبان به .

يتطلع الاتحاد الروسي الى اقامة علاقات شراكة دولية متبادلة متوازنة وعلى قاعدة من الاحترام المتبادل بين الدول وتبادل المصالح والتعاون فروسيا تطمح لمد خطوط الغاز سلعة المستقبل الاستراتيجية القادمة عبر المتوسط الى شماله وجنوبه ، والى اقامة احلاف وتكتلات اقتصادية تكون قادرة على المجابهة وخوض المعارك الاقتصادية والتصدي للبنك وصندوق النقد الدوليين وتخليص العالم من سطوة الدولار كعملة لابد منها من في عملية التبادل التجاري والفكاك من قبضة السوفت الاداة الوحيدة للتحويلات المالية

ثم تتطلع الى تبادل التقنية والمعرفة وتتمكن من تصدير صناعاتها ومنتجاتها دون الرضوخ لهيمنة الشركات الراسمالية الكبرى .

ولضمان استقراها الاقتصادي يقتضي ذلك استئصال كل ما من شأنه ان يقوض الاستقرار والسلم الاهلي ويهدد الاستقرار والامن ،.

والساحة السورية هي مسرح المجابهة بين معسكر التحرر الوطني وروسيا وبين الارهاب ومن يقف خلفه .

 

سورية محطة الدنيا ومفترق طرقها اما لفضاء الحرية الذي لا يحد , او للرق والعبودية لراس المال الى آماد لا يعلم احد مداها .

ولو خسرت سورية معركتها ستصبح المنطقة برمتها معقلا للارهاب الذي سيهدد العالم وروسيا في مقدمته ، كما ان خسارة المعركة بسورية هي نصر للمعتدي الاميركي واطاحة بكل مشاريع وتطلعات المستقبل وتهديد للاستقلال الروسي والدولي وعودة بعجلة الزمان والتاريخ للخلف وتكريس للهيمنة وسياسة البطش وسلطة راس المال التي ستطوع العالم وتدخله حظيرة التبعية وسلطة الغاب في ابشع صورها ، وتجلياتها والارهاب الدولي الوهابي والفاشية هي ذروة ما اسفرت عنه الليبرالية وسياسة السوق المنفلت .

فهل ستسمح موسكو بالاطاحة بما تم انجازه من خطوات في سياق الانعتاق والتحرر ودفع العالم في اتجاه ارساء مرجعية القانون والشرعية الدولية ، وتمكن الادوات الراسمالية كالسعودية وتركيا والعدو الصهيوني باعادة عقارب الساعة للخلف ؟

هي معركة مصير تخوضها الراسمالية بالوكالة ومعركة بزنس تحقق من خلالها المكاسب والارباح السياسية والمادية وليحترق العالم فاما واشنطن او الطوفان .

ان توريط تركيا والسعودية وايران وموسكو وربما الصين ، وحتى الناتو في حروب بينية مصلحة اميركية ، فشركاتها الاحتكارية الكبرى عابرة القارات هي من يجني المكاسب المادية وواشنطن من يجني المكاسب السياسية .

هناك رادع قد يحول دون اعطاء الضؤ الاخضر لاشعال العالم بحرائق الحروب هو يقين واشنطن بخسارة المعركة والحرب برمتها والاطاحة بالراسمالية اوجر العالم بما فيه اميركا لحرب دولية قد تأكل الاخضر واليابس بما فيها الشركات الكبرى من يقف خلف مسرح الاحداث واللاعب الحقيقي خلف كل ما يجري .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.