الجنّة تحت اقدام الامهات “وليس تحت اقدام الطغاة / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 15/2/2016 م …

هناك الكثير من التعاريف والاقوال  والامثال ورثناها دون ان نسبر غورها  او نبحث عن  اصولها لنصل الى  جذورها ومن اين وصلتنا منها مثلا ” الجنة تحت اقدام الامهات” وهو مثل رائع يحثنا على اطاعة الام وعدم عصيان الوالدين شيئ جميل ان نسمع مثل هذا  القول وهناك ايضا من يقول”  اذا قضى الحاج  نحبه في ديار مكة وهو يؤدي مناسك الحج هو الاخر يكون قد ” حجز” مكانا له في الجنة.

تذكرت ذلك وانا استرجع ايام موسم الحج الفائت عندما قضى نحبهم المئات في حادث مروع بمدينة منى في السعودية مثلما قتل ايضا مئات في حوادث اخرى من بينها سقوط رافعة اوغيرها لكن معظم الدول الاسلامية التي  ارسلت مواطنيها الى الحج لم تعترض على تلك الحوادث الكارثية التي يتحمل فيها المسؤولية البلد الذي توجد على ارضه ” مكة” وغيرها من  المراقد الدينية التي يؤمها المسلمون وبالملايين كل عام باعتبار ان هؤلاء الضحايا كانوا ” اسعد حظا من غيرهم لانهم لقوا حتفهم في مكة حتى ولو كان بحادث ناجم عن تقصير السلطات السعودية لان من ماتوا “وهم بعشرات المئات حجزوا لهم  مكانا ” مرموقا” في الجنة حتى وان كان  موتهم بالطريقة التي  شهدنها ” تحت الاقدام ” المهم انهم وفق بعض الفتاوى انحشروا في الجنة ” الى  جانب الصديقين ” مثلما  يسعى ” الانتحاريون من الذين تربوا في كنف ” من يطلق الفتاوى التي ماحل بها من سلطان للحصول على ” حوريات العين” ودخول الجنة ايضا مقابل تفجير نفسه بابرياء .

ايران  ربما الدولة  الوحيدة التي بحثت عن  جثث  قتلاها  في منى وطالبت  السعودية بتحقيق في ” كارثة منى” التي تقف وراءها   العائلة  الحاكمة وتتحمل المسؤولية كاملة   كونها لم تعتذر حتى الان ولم تكشف عن ملابسات ” الفاجعة اما منظمة  المؤتمر الاسلامي” فالحديث عن وجودها او عدم وجودها سيان طالما انها منظمة ” للارتزاق”  فقط  باسم الاسلام.

  حكومات الدول الاخرى الاسلامية  ومنها تلك التي تبدي استعداد ها الان لارسال قوات عسكرية ضمن “  تحالف الرياض الاسلامي” لغزو بلد اسلامي ” سورية” صمتت على  ” فاجعة منى” لانها حكومات عرف عنها انها “  تقتات ” على الفضلات المتبقية في صحون امراء وملوك منطقة الخليج وفي المقدمة ” ال سعود” ولن تهمها شعوبها سواء ماتت تحت الاقدام في منى  او تحت ” نعالات” الامراء او انها قتلت في حادث عرضي سواء كان انفجارا بسيارة مفخخة او بحزام ناسف او اية طريقة اخرى تنفذها عصابات الاجرام من الارهابيين في المنطقة .

الجبير عميد دبلوماسية ال سعود  وبشكله المثير للاشمئزاز لم بعرف حجمه  الحقيقي حتى الان و لن يتوقف عن اطلاق  التصريحات التي  تتنافى مع الواقع الذي يشهد تغيرات عسكرية على الساحة السورية مثلما يتنافى مع ” الورطة” السعودية في اليمن ومن يستمع الى الجبير يعتقد ان ” السعودية”  تحولت الى ” دولة عملاقة” وتستحق الان ان تنال عضوية مجلس الامن  الدائمة الى جانب الدول الكبار الخمس فهاهي تبعث بقوات الى تركيا  للمشاركة بعملية غزو كما انها تواصل الحرب على  اليمن وشعبها  فضلا عن  تاجيرها جنودا باكستانيين وارسالهم الى المناطق القريبة من العراق ” في عرعر” وفق بعض وسائل الاعلام اوانها مستعدة لفتح اكثر من جبهة عسكرية كل هذا بفضل ” قدراتها العسكرية ” التي تفتقت اخيرا والتي يعرفها القاصي والداني انها تعتمد حتى بحماية نظامها على ” الامريكيين” وتجند المرتزقة للاعتداء على الدول الاخرى ولعل ما كشفت عنه الحرب ضد اليمن خير دليل على وجود “بلاك ووتر” واخواتها فضلا عن وجود جنود من السنغال  والسودان وغيرها من الانظمة ” الخائبة”.

 حتى هذه اللحظة تعتقد السعودية  بل وتراهن على ان الولايات المتحدة  والدول الاوربية الاخرى مستعدة للمغامرة  بخوض حرب ” عالمية ثالثة” ضد روسيا جراء الموقف الاخير الذي تصر عليه ” المتمثل ب غزو سورية” واسقاط  حكومتها التي عجزت طيلة سنوت خمس عن اسقاطها حتى بدون الدعم الجوي الروسي  الحالي  فما بالكم الان بعد ان تعقد الوضع ؟؟

صحيح ان الوضع خطير في المنطقة جراء  مغامرات ” ال سعود” الذين وجدوا ضالتهم  في انقرة المهووسة ب” تطلعات عفى عليها الزمن” لكن احدا لايستطيع ان يقدر مدى فداحة ” الخطوة السعودية  التركية الامريكية” القادمة على السعودية نفسها وتركيا ايضا وان الاسابيع القادمة  ستكشف المزيد ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.