من ترامب إلى هيلاري / ابراهيم ابو عتيلة
ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) الأربعاء 17/2/2016 م …
لا نستطيع أن ننكر مدى قوة اللوبي الصهيوني في الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص ولا نستطيع أن نتجاوز ولو للحظة مدى تأثير هذا اللوبي على السياسة الأمريكية من خلال سيطرته على مخازن المال ومراكز الأعمال والاستثمار علاوة على تحكمه بوسائل الإعلام الأمريكية ، فالتقرب للكيان الصهيوني سمة وأمراً واجباً ولا بد منه لكل من يفكر باحتراف السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية وعند كل من يفكر بالحصول على فرصة للوصول إلى أي موقع انتخابي ، سواء على مستوى حكام الولايات أو عضوية مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي ، وعلى هذه القاعدة نستطيع أن نتخيل كم من المحاباة للصهاينة تبذل من قبل الساسة الامريكيون وكم تكبر تلك المحاباة وتعظم مع أهمية الموقع الانتخابي ، فكيف لو كان هذا الموقع هو كرسي الرئاسة في البيت الأبيض .
ومع بدء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية ، بدأت هذه المحاباة ومحاولة التملق والتقرب للصهاينة تبرز بشكل جلي وواضح من قبل المرشحين على اختلافهم ، ولكنها تتزايد وتعظم عند من لهم فرص أكبر بالفوز ، فهاهما المرشحان الأبرزان يتسابقان بشكل سوقي ومبتذل في هذا الكرم التملقي للصهاينة ، فبعد أن قال دونالد ترامب الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية ودعا إلى حظر دخول المسلمين وإلى وقف “كامل وكلي” لدخولهم للولايات المتحدة ، قائلا “ليس لدينا أي خيار آخر” فالمسلمين وفقاً لوجهة نظره يكرهون الأمريكيين وهو ما يشكل خطرا على البلاد، تخرج علينا في هذه الأثناء هيلاري كلينتون الساعية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية بتصريح أكثر وقاحة من تصريحات ترامب ووفق ما تناقلته وسائل إعلام مختلفة حين قالت ” بأنها ستمنح الكيان الصهيوني الإذن لقتل ما يفوق ال 200 ألف فلسطيني وليس ألفين ” كما حدث في الحرب العدوانية الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على غزة .
فأي عهر ذلك العهر ، يتسابقان بكرمهما وولائهمها للصهيونية ونحن هاهنا جالسون ، نراقب ، وكأن لاحول لنا ولا قوة فلا نكاد نسمع ولو تصريحاً واحداً يشجب تصريحات هيلاري بعد أن سمعنا بعض الأصوات التي استنكرت تصريحات ترامب ولو أن ذلك الشجب لن ولم يؤثر على فرصته بالفوز ، فهيلاري كلينتون تعطي الضوء الأخضر سلفاً لقتل مائتي ألف من الفلسطينيين وكأنها تتكلم عن ذبح مائتي ألف دجاجة وتسليمها لمطاعم الوجبات السريعة التي تميزت بها أمريكا وغزت بها العالم ، فدم الفلسطينيين أصبح جواز مرور لها للوصول إلى كرسي الرئاسة ، فهل هناك كرم للصهاينة أكثر من ذلك.
تأتي هذه التصريحات في وقت مازالت السلطة الفلسطينية تغازل أمريكا من أجل مساعدتها في العودة لطاولة المفاوضات العبثية ولم أسمع حتى الآن أي تصريح من رام الله يستنكر ذلك التصريح ، فأي هوان يعيش فيه الساسة الفلسطينيون بشكل خاص والعرب بشكل عام المنشغلين بالاقتتال في مناطق مختلفة من الوطن العربي في وقت حققت فيه الصهيونية جل رغبتها بتدمير ما كانت تخشاه من قوة العرب ومشروع وحدتهم .
وهنا قد يقول قائل ، إن تلك التصريحات لا توجب رداً من أحد ، فهي تأتي كدعاية إنتخابية تجيزها مواسم الانتخابات ، وقد ينطلي ذلك على البسطاء منا ، لكن الواقع يثبت دوماً بأن ما يصاحب الحملة الانتخابية ما هو الا سمة واضحة للكرم الأمريكي المعروف للكيان الصهيوني ، وما تصريحات ترامب وهيلاري إلا مؤشر ودليل على ذلك .
التعليقات مغلقة.