اشتباكات بالمدفعية في الجولان بعد غارات للاحتلال رداً على 4 صواريخ … جمعة «نصرالله وأنصار الله» تحبس الأنفاس… ومواضيع أخرى
الأردن العربي – البناء اللبنانية ( الأربعاء ) 28/1/2015 م …
العالم كله وليس المنطقة وحسب، بانتظار الساعات الفاصلة عن بعد ظهر الجمعة، وما ستحمله من مؤشرات على اتجاه الأحداث المتصلة من جنوب لبنان وجنوب سورية إلى جنوب المنطقة، في صنعاء، وحبس الأنفاس الذي يعيشه العالم، خصوصاً في كيان الاحتلال يبدأ تجاه طبيعة رد المقاومة الذي تأمل قيادة الكيان أن يتضمن كلام السيد حسن نصرالله بعضاً من الخطوط العريضة التي تسمح لمراكز التحليل العسكري بتضييق دائرة سيناريواته المحتملة. ويتسع القلق ليطاول واشنطن التي تبلغت من إيران رسمياً، ما مفاده أن استمرارها بالمفاوضات الثنائية أو بمفاوضات متعددة الأطراف حول ملفها النووي، لن يمنعانها من الرد على التجاوز الخطير من قبل «إسرائيل» لما تعتبره إيران خطوطاً حمراء، عبر عملية القنيطرة، وحدث أمس ما قطع صمت الجبهات بسقوط أربعة صواريخ على دفعتين ومكانين منفصلين في منطقة الجولان، ما تكفل بإثارة الرعب والذعر في كيان الاحتلال ورفع مستويات الاستنفار، والدخول في دوامة التحليلات والتفسيرات بينما تشير التقديرات لمصادر مطلعة، أن المقاومة الشعبية السورية هي على الأرجح من أطلق هذه الصواريخ، انطلاقاً من تقدير أن التوتر والتجاذب وحال توازن الردع والرعب التي تخيّم على منطقة الجولان بعد عملية القنيطرة، تمنحها الفرصة لتوقيت بدء عملياتها، التي أعدت لها ودربت مقاتليها وجهزت سلاحها لملاقاتها خلال عامين متواصلين بانتظار هذه اللحظة. ما يعني أن هذا النوع من العمليات الذي يؤذن بفتح جبهة الجولان على أيدي المقاومين السوريين، لن يتوقف مع إنجاز حزب الله للرد على عملية القنيطرة، إذا صحت الترجيحات بوقوف المقاومة السورية وراء العملية ضمن إستراتيجية هادفة لتكرار سيناريو تحرير جنوب لبنان على يد المقاومة في الجولان السوري المحتل، ومعاملة جماعة «جبهة النصرة» كما تعاملت المقاومة اللبنانية مع جيش العميل أنطوان لحد آنذاك.
واشنطن التي لم تعلق على الكلام الإيراني عن تبليغها نية الرد على العملية «الإسرائيلية» في القنيطرة، تنتظر كما كل المعنيين والمتابعين، ما سيقوله السيد حسن نصرالله، لترسم حدود التصعيد المتوقع في المنطقة، كما تنتظر نتائج المساعي المبذولة للتوصل للتفاهم على «رد لا يشعل حرباً» عرضت قيادة الكيان الاستعداد لتولي موسكو إدارة التفاوض حوله، بينما يوم الجمعة سيكون الباب قد أغلق أمام مثل هذه الفرصة عندما يعتلي السيد نصرالله منصة الكلام في ذكرى الشهداء ويصير للكلام سقف لا يقبل التغيير.
وفي ساعات متقدمة من فجر اليوم انفجر الوضع على جبهة الجولان ولم يعرف ما إذا كان سيتوقف التقاصف الذي بدأ إثر قيام طائرات جيش الاحتلال، باستهداف مواقع للجيش السوري قرب القنيطرة، تبعها رد مدفعي من الجيش السوري استهدف مواقع للاحتلال في الجولان المحتل.
حتى الجمعة حبس أنفاس متعدد الاتجاهات، فالجمعة موعد اليمنيين والخليج مع الحشود الشعبية في الساحات، بانتظار إعلان خطوات تصعيدية، ربما تكون من ضمنها حكومة موقتة إذا فشلت مساعي التفاهم التي يشتغل عليها أكثر من طرف، خصوصاً المبعوث الأممي جمال بن عمر، لتشكيل مجلس رئاسي يضم أبرز اللاعبين في صناعة المشهد اليمني، وكما أعلن زعيم التيار الشعبي الثوري في اليمن عبد الملك الحوثي، سيكون يوم الجمعة حداً فاصلاً بين مرحلتين، مرحلة الإجراءات الضاغطة للتوصل للتفاهم على آليات لتطبيق الاتفاقات، ومرحلة إجراءات منع الفوضى والتفتت والتآكل.
واشنطن لا تستطيع أن تكتفي بالمراقبة والمتابعة، وهي تدرك مكانة التصعيد الذي تتجه نحوه المنطقة من الجنوبين، وحيث يوم الجمعة سيكون المحطة الهامة.
في هذه الأثناء كان الرئيس الأميركي مهتماً بمستقبل السعودية وسياساتها ودورها في المنطقة، لجهة تشجيع قادتها الجدد على الإسراع ببدء محادثات إيجابية مع إيران، تشكل وحدها الطريق لمنع المزيد من التدهور في حال التآكل التي يستفيد منه الإرهاب، مذكراً أن اليمن يستدعي تدخلاً خليجياً سريعاً تحت عنوان حل سياسي يوحد الجهود بوجه «القاعدة».
لبنان المشدود معنوياً للالتفاف حول مقاومته وخياراتها بغالبية سياسية وشعبية وازنة، يتابع النزف المستمر في جبهات القتال لجيشه الذي يتصدى باللحم الحي والقدرات المتواضعة لحرب استنزاف تشنها المجموعات الإرهابية على عدة جبهات، وعلى مخاطر إشعال جبهات جديدة، أخطرها مخيم عين الحلوة الذي يعيش حالة من الضياع في المرجعية القادرة على تجنبيه وتجنيب محيطه مخاطر التفجير، وتكتفي بالتطمينات على طريقة ما ورد على لسان مسؤول الأمن الأبرز في المخيم العميد منير المقدح، الذي زاد كلامه عن مصير مسؤول «داعش» شادي المولوي الموجود في المخيم، إلى ضياع اللبنانيين من كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق، المزيد من الضياع.
ضاع اللبنانيون، هل شادي في عين الحلوة أم عرسال، أم ضاع شادي؟
مع استمرار المناوشات على جبهة الجرود في السلسلة الشرقية بين الجيش اللبناني والمجموعات الإرهابية، شهدت الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة توتراً «صامتاً» أمس، لا سيما في الجانب «الإسرائيلي»، في أعقاب سقوط قذيفتين في منطقة الجولان المحتلّ وجبل الشيخ.
ورفع جيش الاحتلال «الإسرائيلي» من حالة استنفاره تحسّباً لأيّ تطورات ميدانية. وسجل تحليق دائري للطيران الحربي والمروحي وطائرات الاستطلاع في أجواء مزارع شبعا المحتلة ومرتفعات الجولان المحتلة وكذلك فوق جبل الشيخ وذلك بالتزامن مع مواصلة الاحتلال تعزيز مواقعه في مزارع شبعا.
إجراءات لـ«يونيفيل»
ولم يخف القائد العام لـ«يونيفيل» اللواء لوتشيانو بورتولانو حال القلق والتوتر التي تسود المنطقة الحدودية بعد الحوادث الأخيرة في الجولان المحتلّ، لافتاً إلى أنّ «تركيزنا ينصبّ على ضمان عدم حصول أيّ حادث على طول الخط الأزرق يمكن أن يؤدّي إلى تصعيد الوضع».
وأوضح بورتولانو في حديث إلى «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ «الأحداث الأخيرة أثارت حالاً من التوتر والقلق بين السكان، وجهودنا المشتركة تهدف إلى نزع فتيل التوتر وضمان أن يبقى الوضع في منطقة عملياتنا مستقراً وتحت السيطرة».
وتحدث عن إجراءات ميدانية لـ«يونيفيل» بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، معتبراً أنّ «قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 هو عنصر رئيس في الحفاظ على السلام». وقال: «نحن على اتصال مستمر مع الأطراف كافة، ونقيم قناة اتصال مفتوحة لمنع التوتر ولجم الوضع في اللحظات الحرجة».
احتمالان في الجولان
واستبعد متابعون للمشهد الإقليمي في حديث إلى «البناء» أن يكون حزب الله هو الذي نفذ عملية الجولان أمس، لأكثر من اعتبار، مشيرين إلى احتمالين اثنين في هذا الصدد: الأول أن تكون المقاومة الشعبية السورية التي أعلن عن تشكيلها هي التي قامت بهذا العمل، ويكون الأمر بمثابة الانتقال عملياً إلى تحريك الجبهة في الجولان وفقاً لما أعلن عنه سابقاً محور المقاومة. والاحتمال الثاني، هو أن تكون «إسرائيل» هي من أوعز لبعض المجموعات الإرهابية التي تعمل بإمرتها لإطلاق القذيفتين لتوحي لـ«الإسرائيليين» أن الردّ حصل وأنّ عليهم الخروج من حالة القلق التي ترافقهم منذ عدوانها على القنيطرة».
إلا أنّ تطورات الجولان ستكون المحور الأساس في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد غد الجمعة، خلال الاحتفال التأبيني لشهداء العدوان «الإسرائيلي» على القنيطرة.
وفي السياق، لفت نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى «أن إسرائيل والتكفيريين مشروع عدواني واحد، يتوزعون الأدوار لهدف أساس وهو تخريب المنطقة وتمزيقها وتجزئتها تمهيداً لتبقى «إسرائيل» وحدها قادرة على أن تتربع على عرش الدمار لإدارة المنطقة بيدها في شكل مباشر». وشدّد على «أنّ الهدف الإسرائيلي لن يتحقق خصوصاً مع وجود المقاومة، مع وجود حزب الله ومعادلة: الجيش والشعب والمقاومة»، مؤكداً أنّ «هذه المعادلة أثبتت جدواها وجدارتها».
هل ضاع شادي مجدداً؟
في مجال أمني آخر، لا تزال قضية المطلوب شادي المولوي تشغل الوسطين الأمنيين اللبناني والفلسطيني في ظلّ تضارب المعلومات حول مكان وجوده.
ففيما أفاد وزير الداخلية نهاد المشنوق «أن الإرهابي الفار شادي المولوي موجود في عرسال مع جبهة النصرة»، أشارت بعض المصادر لـ«البناء» إلى «أن كلام المشنوق هو نوع من التهرّب من الإحراج لجهة الفشل في معالجة الملف وفق الأصول، وإلقاء القبض عليه بعد تهريبه من باب التبانة»، مشيرة إلى «أنه لا يزال في مخيم عين الحلوة، وإلى صعوبة نقله بسبب الحواجز الأمنية من عين الحلوة إلى البقاع إلا إذا… نقل في موكب أمني!»
كذلك، رجحت مصادر إسلامية في طرابلس لـ«البناء» أن يكون المولوي «لا يزال داخل المخيم»، مشيرة إلى «أن هناك ضغطاً فلسطينياً لا سيما من حركة حماس وعصبة الأنصار لإخراجه من المخيم لتجنب تكرار ما حصل في نهر البارد، بعدما دفع الفلسطينيون ثمن وجود فتح الإسلام في البارد».
وهذا ما شدد عليه الناطق باسم «عصبة الأنصار» أبو شريف عقل أمس إذ قال: «نريد إخراج المولوي من المخيم بالطريقة التي أدخل فيها» لكنه رجح أن يكون خرج من المخيم، لافتاً إلى أن الذين أمنوا له الغطاء في المخيم لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة.
التعليقات مغلقة.